الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قبل فوات الاوان
جليل البصري
2011 / 2 / 20اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مع شروع التغييرات في تونس اولا ومصر لاحقا التي قادها الشباب في هذين البلدين، دغدغت الاحلام جماهير الشباب في كل الدول العربية دون استثناء، وبات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي يندفعون في بحث قضاياهم والدعوة لتغيير الاوضاع بما يضمن لهم دورهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والتي باتت حكرا على الشيوخ الذين ينامون على قناعات بأحقيتهم في البقاء على عرش الوضع، حيث يستند البعض منهم الى تأريخ نضالي يعتقد انه دين في اعناق الاخرين يجب ان يدفعوه الى الممات، بينما يرى البعض الاخر ممن وصل الى السلطة بهذه الوسيلة او تلك ان من حقه الاحتفاظ بها وان دون التنازل عنها دم يسيل.
ولا يرى الفريقان ان الحياة تنمو كل بضعة عقود، لتشكل منعطفا جديدا يوجه الحياة نحو وقائع وقيم جديدة قد لا يقبلها او يهضمها الشيوخ، وهي منعطفات يجب ان يتولى قيادتها الشباب مع شراكة وليس وصاية من قبل الاجيال القديمة التي ترغب في ان تقود تحولات الاوضاع في بلدانها بنفسها، رغم انها قد لا تكون على وئام مع التطورات اللاحقة.
ورغم كل ذلك فان عدد من القيادات وبما فيها القيادات العراقية بكل تلاوينها اعربت عن اعتقادها ان هذا البلد غير مشمول بهذه التطورات وربما اعتقدوا في قرارة انفسهم ان شبابنا غير مؤهلين كشباب مصر وتونس وغيرها من البلدان المشتعلة للقيام بما قام به اقرانهم. وبذلك ضيعوا على انفسهم فرصة ذهبية لتدارك الوضع واشراك الشباب في قيادة البلاد ونزع فتيل ما حدث لاحقا او سيحدث ايضا باتخاذ اجراءات جدية لمعالجة قضية الفساد الذي يعترف بوجوده القادة في عموم العراق بما فيه اقليم كردستان واطلاق المزيد من الحريات الديمقراطية.. فالديمقراطية ليست صندوق الاقتراع فقط، بل هي حرية التعبير والحق في فرص عمل وحرية الحصول على المعلومة والتخلص من دخول الدولة في كل صغيرة وكبيرة في حياة الفرد لتكبيل حرياته.
وكان المتوقع ان يبدأ تحرك الشباب في المناطق الاكثر اعتقادا بانها هادئة ولذلك انطلقت في الديوانية وامتدت الى الكوت فالبصرة والناصرية ومن ثم السليمانية. ولكن السلطات لم تستفد من تجارب الحكومات التي اسقطتها التظاهرات الشعبية للشباب والتي ابتدأت فيها التظاهرات صغيرة واتسعت، وتعاملت معها بنفس الاسلوب تعاملا امنيا بحتا في اعتقاد ربما انطلق من ان قمع الفورة الاولى وسقوط بعض القتلى والجرحى سيضمن عدم اتساعها والخروج من الازمة بأقل الخسائر مع البقاء في السلطة، بدل ان تفكر جديا في حق مواطن واحد وليس المئات والالاف في ان يسمع رأيه ويتم التعامل معه بجدية وتلبية متطلباته، وان اتهام المواطنين بالتخريب والشغب يؤدي الى اثارة غضبهم اكثر وتزيد من اصرارهم على ما يطالبون به.
ان على السلطات التي تعتز بوصولها الى السلطة عبر صناديق الاقتراع ان لا تنسى ان صناديق الاقتراع لا تبرر استمرار تدهور الخدمات وتصاعد معدلات البطالة وانتشار الفساد في كل مرافق الدولة وسوء اوضاع الجماهير المعاشية، وان الحديث عن مستوى العيش قبل وبعد عام 2003 امر لا يعتبر منة على المواطن، ولا يستمع اليه لان مستوى عيشه مع الثروات المتاحة في العراق لا يزال متدنيا مثلما ان متطلبات الحياة العصرية اتسعت وباتت لا تقبل بهذه الاوضاع جملة وتفصيلا. وما دام الوقت لا يزال متاح للسلطات التي تملك بهذا القدر او ذاك مبررات الاستمرار فان عليها ان تستعجل وان لا تتاخر شهور وسنين في الاعلان والشروع في اصلاحاتها الجذرية لان الاحداث اذا تسارعت ستفقد الجماهير ثقتها في قدرة السلطات على انجاز وعودها مما يرفع سقف المطاليب الى ما لاترغب في سماعه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة