الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عدم سقوط مقولة الاستثناء المغربي
أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)
2011 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية
قبل أيام قليلة،توحدث مشاعر التوجس والريبة، لدى أجهزة الدولة المغربية،ومختلف القوى السياسية،وكل مكونات الشعب المغربي، من تحول احتجاجات شباب 20 فبراير الى انفلات أمني،ويضيع الامن وتعم الفوضى و مشاهد التخريب،كل ارجاء المملكة المغربية الشريفة. الا أن ما حدث اليوم 20 فبراير 2011، بكل ربوع المملكة، أكد دون منازع أن الاستثناء المغربي، الذي تحدثنا عنه،مرارا،وكل عقلاء المغرب، والعالم،حقيقة لامعة، أنارت سماء العالم العربي،خاصة القطر المغاربي،رغم الفوضى التي يحركها الغرب المتصهين،ببلاد العرب وكل الجيران،تحت يافطة كاذبة ماكرة،اسمها "ثورة الشباب الفيسبوكية".
ما شاهدته اليوم بأم عيني،وتابعته شبكتنا الالكترونية أثير برس،ابتداءا من ساحة باب الحد بمدينة الرباط عاصمة المملكة ، وصولا الى مقر البرلمان المغربي،وكل الشوارع المحيطة به، كان ملحمة مغربية بكل امتياز،عبرت عن ذلك الذكاء المغربي،الذي حاول الكثيرون احتقاره وتفخيخه بشتى الطرق.
مظاهرات مسؤولة سلمية (حوالي ألفي متظاهر)،من الشباب والشيوخ ومن كل الفئات ،وأجهزة أمنية حكيمة لم تزعج المتظاهرين،وظلت بعيدة عن مواقع التجمعات،تجنبا للاحتكاك بالمتظاهرين،أو السقوط في فخاخ الاستفزاز،حفاظا على سلمية المظاهرات،والاستقرار. ومتظاهرون شباب،عرفوا مطالبهم، وعبرو عنها بكل مسؤولية،وسلوكيات حضارية،تماما مثل معرفتهم واعترافهم بالاصلاحات التي يعرفها بلدهم المغرب،تحت القيادة الرشيدة لملكهم الشاب،الذي استجاب خلال كل سنوات حكمه العشر ،لمطالب الشعب المغربي،على جميع الصعد ،سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحقوقيا.
لقد احتج الشباب المغربي بشكل حضاري، وقلب سحر الفيسبوك والتويتر وماي سبيس وديج وجوجل وغيرها على اصحابهم...وطالب فعلا باصلاحات جريئة من قبيل التعديلات الدستورية،واصلاح القضاء،ومحاربة النفوذ السياسي على أساس عائلي،ومحاربة النفوذ السياسي الحزبي الذي يتقوى بأجهزة الدولة او القرب من مصادر القرار...كما طالب بالشغل واصلاح القضاء،ومطالب أخرى تتعلق بحقوق التعليم والتطبيب، كل ذلك مع تعبيرهم عن حب جلالة الملك،واحترام النظام الملكي،عكس ما تمنى البعض...كما كان الشباب المغربي في منتهى الوعي السياسي وتجنب مخاطر الاستغلال السياسوي الانتهازي لمطالبه المشروعة من طرف بعض التنظيمات التي عاشت في الظل طويلا...وكشفت عن نفسها اليوم بساحات المدن المغربية..لان كل تلك المطالب تستمد جرأتها وقوتها من أجندة الاصلاحات الملكية،في تقاطع وطني رائع.
لقد حافظ الاستثناء المغربي،وسط فوضى النظام السياسي العربي،على قوته،وأثبت حقيقته،لكن رجاءا لا تحبطوا الشباب المغربي،وتتهاونوا في تلبية بعض بنود مطالبه المعقولة والاجرائية،بل كافؤوه،ولا تخذلوه،لانه احتفى بالوطن والوطنية،في مفخرة اليوم المسماة بمظاهرات 20 فبراير....
واخيرا اعتقد ان رسالة الشباب المغربي كانت واضحة...الثورات لا تصنعها المواقع الاجتماعية...بل هي من وحي الشعوب ومن صنع عقولها...فكل الاسف على الشباب العربي الذي تم تفخيخه، ونتمنى على الشباب المتبقي و الذي يراد له ذلك ان يفهم الرسالة المغربية...نعم للثورة ولكن بشكل حضاري،دون احالة الاوطان الى برك من الدماء...حتى يتقوى الاخر على ضعفنا وشتاتنا...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - نتمنى
عبدالباري مجيد
(
2011 / 2 / 21 - 01:27
)
نتمنى ان تتحقق جميع مطاليب الشعب المغربي دون اراقة الدماء وننتظر الاعمال في الايام القادمة
2 - تشب جيدا بالوهم
سيف الصراحة
(
2011 / 2 / 21 - 13:43
)
تشب جيدا بالوهم حتى لا يفلت من بين ايديك،فهو ترياق جميل لكل اعمى يريد كل الناس عميٌ لا يتحسسون طريقهم الى الانعتاق من الاستبداد
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا