الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائد الثورة العربية الكبرى.... باراك حسين اوباما

ازهر مهدي

2011 / 2 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في البداية كان السكوت مطبقا عندما شرع التونسيون في ثورتهم للاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في حالة من الذهول او عدم التصديق لكن شيئا فشيئا بدأ التفاعل الشعبي العربي وحتى العالمي يتسارع بالتزامن مع سخونة الاحداث وكم كان الصباح جميلا عندما سمعت خبر هروب بن علي الى جدة ليكون ثاني رئيس يفر هاربا بعد الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين وقد التزم اكثر المسؤولين الدوليين والعرب الصمت ازاء الثورة والنتيجة بأستثناء السعودية التي رحبت بالهارب لكنها تمنت الخير للتونسيين في عهدهم الجديد.
في الحالة المصرية اختلف الوضع قليلا بسبب حجم ودور دولة مثل مصر ( وانا لا اقلل من شان تونس العظيمة فهي عظيمة بطريقتها الخاصة ) فتسارع المسؤولون العرب العرب لابداء دعمهم للدكتاتور المصري وكان الملك السعودي هذه المرة اكثر وقاحة عندما وبخ المصريين على ثورتهم وابدى دعمه لصديقه وزميله المصري علنا وتابعه العديد من الزملاء الاخرون مثل الملك الاردني والرئيس السوري أما موقف الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي اتصل بمبارك لإبداء دعمه له في تصرف ارعن منه قد اختلف مع رئيس وزراءه نوري المالكي الذي ايد المتظاهرين علنا قبلها وطالب مبارك بالخضوع لمطالب الثوار وهو الاستثناء الوحيد من بين الزعماء العرب لكن يجعله في مواجهة حقيقية امام نفسه إن ثار الشعب العراقي ضده هو الآخر.
باستثناء امريكا بزعامة اوباما الذي يبدو انه قد ضلل الدكتاتوريات العربية عندما صرح في القاهرة نفسها قبل بضعة سنوات ان ادارته لن تتدخل في الطريقة التي يرغب نادي الدكتاتوريات العربية ادارة شؤون الحكم بها لكنه خرج على العالم هذه المرة مبديا دعمه للثوار مطالبا الحكومة المصرية بالخضوع لارادتهم مما اعطى الاشارة للجيش المصري – المسلح والمدرب والمجهز – امريكيا للتخلي عن مبارك وزبانيته واعطى دفعة قوية لآمال الاشقاء في مصر وشكل خيبة امل قوية للطغمة الحاكمة في القاهرة آنذاك فنزل كلامه وتصرفه مثل الصاعقة على رؤوس تجار الموت والدمار.
مرة أخرى اطل الملك السعودي على الاحداث عندما توسل للرئيس الامريكي بالكف عن توبيخ زميله المصري فيما يبدو انها مفارقة مضحكة فقبل عدة سنوات انحنى اوباما امام الملك السعودي وقبل يده في سابقة هي الاولى من نوعها عندما ينحني رئيس امريكي ويقبل يد زعيم آخر ولعل الملك عبد الله قد ظن ان لهذه القبلة اثر في قلب اوباما كي يطلب منه خدمة ملكية سعودية أبوية.
لم يستجب الرجل الاسود زعيم البيت الابيض لنداء الملك العربي واستمرت ادارته في حملتها لخلع مبارك وهو ما حصل وان كانت الثورة المصرية العظيمة قد انطلقت من ارض الفيس بوك فقد حققت قدرا عظيما من اهدافها عند المكتب البيضاوي – بوجود الارادة الشعبية بالطبع - لكن كعادة العرب دائما لم يوجه احدهم كلمة شكر واحدة للرجل الكيني الامريكي الاسود المتحدر من اصول مسلمة والمدعو باراك حسين اوباما.
يبدو ان المسرح العربي يحفل بثلاث ابطال حاليا وهي الشعوب العربية المنتفضة بوجه الظلم والجبروت الازلي وسط حالة من الجذب والشد بين البطلين المشتركين الاخرين في جميع الاحداث وهما الملك عبد الله والرئيس أوباما معا.
اوردت التقارير الرسمية والخبرية ان السعودية تستخدم الجسر الذي يربطها بالبحرين لقمع المتظاهرين البحرينين في كل مرة ينتفض فيها هذا الشعب ضد حكومته ويشاع انها قد اغلقت هذا الجسر مؤخرا بوجه المدنيين المتنقلين بين البلدين خلال الاحداث البحرينية الاخيرة ويبدو ان لهذا الجسر هدفين اساسيين اولهما تسهيل مرور السعوديين الراغبين بالافادة من الخدمات الاباحية التي يقدمها آل خليفة لهم عندما حولوا البحرين الى اكبر ماخور في الشرق الاوسط وثانيها ارسال الدعم العسكري والامني السعودي عندما تكاد الامور تخرج عن سيطرة الاسرة الحاكمة في المنامة.
الطريف ان الاخبار نقلت اتصال زعيم البيت الابيض السيد اوباما أخبر فيه المملوك البحريني :
" انه يدين العنف الذي استخدم ضد متظاهرين مسالمين وحض بشدة حكومة البحرين على ضبط النفس ومحاسبة المسؤولين عن العنف"
في البحرين الامر يختلف فالصمت الشعبي العربي يساوي الصمت الرسمي هذه المرة لاسباب طائفية واثنية بس الاصول الشيعية الغالبة في هذه الدويلة التي تطالب بالتحرر وخلافا للتوقعات الرسمية فقد ضرب العم أوباما عرض الحائط بالدراسات الامريكية والتخويفات الخليجية التي تشير الى احتمال تحول الخليج الى بحيرة شيعية قد تهدد امدادات النفظ والطاقة.
امريكا الباراكية بدات تتحضر للتغير الاكبر القادم الى المنطقة العربية فهل نمد لها ايدينا ام نظل قابعين في اوهامنا وشعاراتنا ؟ وهل آن الاوان كي ترفع الشعوب العربية صور اوباما الذي يقود ثورة حقيقية بدلا من صور جيفارا وغيره من المغامرين الذيي يمثلون الرعب من خلال الثورة الزائفة ؟
ازهر مهدي
http://alwah.net/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا