الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المصرية بين وطنية النشأة وعولمة العلاج في التصدي لها

أحمد صقر

2011 / 2 / 21
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


الثورة المصرية بين وطنية النشأة وعولمة العلاج في التصدي لها
قراءة في ثورة 25 يناير 2011
ما الدافع وراء الربط بين ثورة 25 يناير والعولمة ؟ هل أتي السحر علي الساحر بويلات الإنكسار وفضح عجزه عن اتخاذ القرار مع من يكون .. مع الشعوب المنسية أم مع النظم المدعومة من الحكومات الغربية لتأمين نفسها من أخطار الارهاب - كما رددوا في كثير من المناسبات؟ -وهل حقا فشلت العولمة السياسية التي خطط لها الغرب كل هذه السنين ؟ ولماذا نجحت ثورة الشباب الأعزل أمام قوات الأمن المدججة بالسلاح ؟ وكيف ناقش الشباب خصومه دون أن يلقاهم وجها لوجه وحصل علي كل هذه المكتسبات ؟ أسئلة كثيرة اثارتها هذه الثورة , عجز بعضنا عن فهمها , وادعي البعض الأخر معرفته بما سوف يحدث في الأيام القادمة , في حين أن الثورة من شدتها اذهلت كثير من المحللين السياسين ورجال الفكر حتي جعلت كثيرين منهم لا يحسن التوقع , حتي أن أجهزة الأعلام المصرية وبعض رجال السياسة من الوزراء وكثير من رجال المال أحسنوا الظن بقوتهم أمام هذا الشباب حتي تراخي بعضهم تعاليا ,واستكبارا لا ينم إلا عن ضرورة استبعاد كافة الموالين للفكر السابق إلي الصفوف الخلفية وكفانا ما فعلوا , وليسعوا لإعادة المنهوب من ثروات هذا الشعب , لأننا وتاريخنا لن ننسي ما سجلوا بأياديهم الملطخة بدما الشهداء وما قدموا لمصر وشبابها من كافة أنواع الهوان والقفز علي أحلام هؤلاء الأحياء والشهداء من أبناء مصر .
لماذا العولمة في هذا الموضع ؟ لأننا عندما ننظر إلي شباب مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين وغيرها من الشعوب المنتظرة للثورة والتحرر من النظم السياسية التي ألغت هويات كافة الشعوب العربية وتركتها تلهوا أمام شبكات الانترنت , ندرك أن تصدير العولمة للمنطقة العربية كان حلم الغرب بالأمس , غير أنهم اكتشفوا أخطاء هذا الظن حين حول شبابنا اللهو إلي وسيلة لرد الظلم عن شعبنا , نعم جاءت العولمة بما لم يتوقعه السياسيون والمفكرون وكافة العاملون في كل المجالات باختلاف تخصصاتها وتوجهاتها . لكن المثير للغضب لماذا كافة أدوات الدفاع من قبل الأنظمة العربية واحدة ؟ رصاصة في الصدر أو في الرأس , وأخري تخترق البطن لتهتك كافة مكونات الثائر ولا تبقي له فرصة للحياة , لماذا استخدام ما صنعه الغرب لتقويض حريات الشعوب العربية وتقوية الأنظمة السياسية مهما كان الثمن , وهم من نادوا كثيرا بحقوق الإنسان والحريات وغيرها من الشعارات التي كانت تنطلق في كثير من عواصم العالم الأول , في حين تنقل الطائرات والسفن الأسلحة التي حرموها دوليا إلي هذه النظم , والسؤال لماذا يا شعوب العالم المتحضر أعنتم حكامنا علينا وسهلتم لهم مهمة قتلنا , هل كانت هذه من بين أهداف العولمة ؟
إن أسلوب المواجهة من قبل رجال الأمن في كافة بلدان الثورات واحد , حين تجرأ بعض أفراد الأمن وقتلوا أخوانهم بأسلوبا واحد , وأساليب القمع والاعتقالات واحد , وتصدي الزعماء العرب لمواجهة الموقف واحد , بعضهم يتنازل عن بعض حقوقه , والأخر يعلن عدم ترشحه لولاية ثانية , والثالث يصرخ بتمسكه بكرسي الرئاسة وعدم تركه إلا بصناديق الانتخابات , وغيرها من التهيئات والتخيلات والأحلام السلطوية المريضة التي أعمتهم جميعا عن رؤية فظاعة ما فعلوه بشعوبهم وقسوة ما نفذته أدوات البطش في حكوماتهم , هل نسوا كل ذلك ليبقي لهم وجه في رؤية بشاعة صنيعهم , عليهم أن يرحلوا فإن ما حدث لم يكن بدون علمهم وإن ما حدث لم يكن لساعات أو أيام حتي يغتفر , بل إن كل ما حدث جاء بدعم وتأييد رؤساء النظام السابق في كثير من البلدان العربية .
أما عن وطنية هذه الثورة أمام فظاعة وقسوة وخلق أشياع العولمة الساعين إلي موت الفقراء وزيادة ثروات الأغنياء , فقد اذهلت من سعوا لها وفكروا سنين طويلة في نشرها , حقا فشلت العولمة بكل إمكاناتها أمام وقفت الثوار العزل إلا من الثقة المؤكدة بأنهم سينتصرون , نعم كانت الوطنية وإيثار الأخرين أسلوبا رفعه الثوار مع بعضهم البعض , ولايزال إحياء روح التأخي والوحدة دون شعارات مصطنعة هدفا عرفه شباب ال25 من يناير. نعم واجه شباب ميدان التحرير المتمترسين بالإصرار علي البقاء , والثبات علي المبدأ , والرغبة في أن الغد سيشهد مصر بلا مرتشين ولا راكبي الموجة من المنتفعين في كافة الدوائر الحكومية من شركات ومؤسسات وجامعات وصل كثيرا من روادها ومسؤليها بأساليب واحدة أهمها الولاء للنظام والتفنن في قهر الأصوات المحترمة , بل وتهديدهم بكافة طرق التهديد , مدعومين ببعض الضعفاء من كتبة تاريخ الفساد في بعض أجهزة الأمن , الذين دخلوا أبواب الجامعة لوئد الحريات وتكميم الأصوات الحرة من منطلق أنهم يحافظون علي أستقرار البلاد من العملاء في الخارج , ونسي هؤلاء الفاسدون أنهم عملاء في الداخل , جاء الوقت لاقصائهم عن مشاهد الحياة اليومية , فمن الصعب قبولهم بيننا وعليهم الانسحاب إلي الصفوف الخلفية وكفانا منهم تعالي وتبجح وكثيرا منهم ينطبق عليهم قول الرسول – صلي الله علي وسلم – أبناء السفلة فلا تولوهم عليكم .
فعلى بقايا أعضاء الحزب الوطني في كافة مواقع العمل , في الشركات والمصانع والمؤسسات الحكومية خاصة في الجامعات الانسحاب للصفوف الخلفية وكفانا ما فعلتم بهذا الشعب وكفاكم نهب وسرقة لمقدرات هذه الأمة , غير أننا لا نعدكم بترككم وما سرقتموه , لا سيأتي اليوم القريب وتسألون من أين لكم هذا , ونعدكم أن قانون المحاسبة الذي الغاه قطاع الطرق ومعربيدي النظام السابق سيعود وسيعود أبناء مصر الفارين سعيا وراء لقمة العيش , كما سيعود من أجبر علي الرحيل وسيكون كرم منا ترككم تحيون علي هذه الأرض لتشهدوا ماذا سيفعل الشرفاء الكثر من أبناء هذا الثري الغالي الذي أذكركم بأنه ثري مشي عليه الأنبياء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص