الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هي محاولات لإلهاء الأقباط .... ؟!!

ابراهيم القبطي

2011 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لقد جرى عزل الأقباط لفترة طويلة عن ممارسة الحياة السياسية الحقيقية ، وما يحدث الآن داخل مصر يمثل لهم تحديا سياسيا ووطنيا كبيرا ، لهذا وجب طرح بعض الأحداث السياسية على الساحة المصرية ، ودعوة الأقباط إلى التفكر فيها . فما لفت نظري أن الاحداث السياسية توالت سريعا في هذه الفترة الأخيرة دونما قدرة قبطية حقيقية على المتابعة واتخاذ القرار الصحيح والمشاركة الفاعلة في صنع السياسة المصرية في هذا الوقت الحرج .

ومن أهم ما لفت نظري هو ما يحدث في رئاسة الوزراء الحالية ، فرئيس الوزراء المصري الحالي "أحمد شفيق" يعاني من ضغط سياسي شديد ، سببه أن يحمل وصمة عار سياسية كونه معين من قبل الرئيس المصري المخلوع "مبارك" ، ولهذا قرر منذ فترة قصيرة تعديل تشكيل وزارته حتى يخفف الضغط السياسي عليه من جموع الشعب ، وما سمعناه قبلا أنه عرض الكثير من الوزارات على بعض الشخصيات المصرية العامة الموثوق فيها ، ولكنهم جميعا رفضوا ، وبالتأكيد أن الكثير ممن رفضوا يعلمون جيدا ، أن قبول أي منصب وزاري في الوقت الحالي هو بمثابة انتحار سياسي ، لأن الحكومة المصرية الحالية كلها مؤقتة ، تنتهي فاعليتها بعد انتخاب مجلسي الشعب والشورى ومنصب رئيس الدولة ... بعدها سوف يتم الاستغناء عن الكثير من الوزراء الحاليين إن لم يكن كلهم .

في هذا الوقت الحرج ، أعلن مؤخرا رئيس الوزراء "المؤقت" عن ترشيح بعض القيادات القبطية لبعض الوزارات ، ومنهم النائبة المصرية الرائعة "جورجيت قلليني" وعضو حزب الوفد المخضرم " منير فخري عبد النور" (1) ... ولا نعلم تحديدا من وراء هذا القرار ، هل هو رئيس الوزراء "أحمد شفيق" بنفسه ، أم أنها حركة سياسية مقصودة بايعاذ من قيادات الجيش المصري التي تمسك بزمام البلاد "مؤقتا"...

لو كان هذا الترشيح قد تم في أي وقت آخر ، والبلاد مستقرة ، لكان مستحقا لكل تقدير وفخر ، أما أن يتم هذا الترشيح لمناصب وزارية في حكومة مؤقتة ، لا نعلم مدة عمرها الافتراضي ، فهو ما يمثل –في وجهة نظري- انتحارا سياسيا لهذه الوجوه القبطية المخلصة .

والحقيقة أنا لا أعلم إذا كان الزج بهما الآن قد تم عمدا لإلهاء القيادات القبطية في إدارة حكومة مؤقتة بدلا من التركيز على الترشح لمناصب أكثر حضورا ودواما وتأثيرا . أم أنها مجرد محاولة عشوائية من قيادات الجيش لمراضاة مؤقتة للشعب القبطي . في جميع الحالات لابد للقيادات السياسية القبطية في هذه المرحلة أن تركز على الجانب التشريعي لا التنفيذي في الحياة المصرية ، لأنه في الفترة القادمة ، سوف تعقد انتخابات مجلسي الشعب والشورى ، والوجود القبطي فيهما حتمية وواجب وطنى يضمن علمانية ومدنية الدولة بتمثيل كافة الفئات والأقليات وأكبرها الأقلية القبطية .

مجلسي الشعب والشورى هما اللذان سوف يحددان ويصوغان الدستور المصري الجديد ، وهما اللذان سيحددان السياسة المصرية العامة في الخمس سنوات القادمة على الأقل ... فما فائدة منصب وزاري في حكومة مؤقتة ، يمكن أن يحرم الأقباط من ترشيح شخصيات قبطية لها حضور في إيجاد تمثيل سياسي حقيقي للأقباط .

في نهاية الأمر أنا لا أملك إلا محاولات واهنة لقراءة الواقع السياسي المصري ، ولا أملك الكثير من المعلومات ولا حتى الخبرة السياسية الكافية ، ولكنني أدعو كلا من "جورجيت قلليني" و"منير فخري عبد النور" (2) أن يفكرا كثيرا قبل اتخاذ هذه الخطوة ،وان يفكرا بعيون السياسة الناضجة ، وبعيون مصلحة الوطن على المدى البعيد ، وليس فقط في دور مؤقت وفي مرحلة لا تقوم فيها الوزارات بأي إدارة حقيقية للبلاد ، التي تخضع فعليا لسيطرة وإدارة الجيش .

فلو كانت هذه المناصب الوزارية تمثل ثقلا حقيقيا ، ووجودا مستقرا ، وفعلا نافذا في السياسة المصرية فأهلا بها ، إما إن كانت مجرد محاولات وزارة مؤقتة في أنت تطيل فترة بقاءها ، أو محاولات لإلهاء القيادات القبطية عن المشاركة في الحياة النيابية المصرية القادمة ، فلابد من رفضها .

أما عامة الأقباط ، فأنا أقدر فرحتهم بتعيين وزيرين قبطيين ، فهو تعيين جاء بعد حرمان طويل من المشاركة السياسية الحقيقية ، ولكنني أدعوهم إلى التروي والحذر ، وأن يركزوا في هذه الفترة القصيرة على الإنضمام إلى الأحزاب العلمانية ذات الحضور والتأثير ، وعلى توحيد قوتهم السياسية مع الأقليات والتيارات العلمانية والمدنية ، وألا ينخدعوا بقليل من الفتات السياسي الذي لن يحقق مطالب الأقباط الحقيقية في مساواة وطنية كاملة ، وحرية حقيقية ، دون تفرقة على أساس الدين أو الطائفة أو الإعتقاد . فقط دولة مصرية لكل المصريين .
----------
الهوامش
(1) خاصة بعد أن اعلن بعض الأقباط وأنا منهم ، أنهم نواة لتكتل سياسي قبطي حقيقي
راجع موضوع الأقباط والامل في علمانية مصرية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245307
(2) تدور في الأوساط السياسية الآن أن حزب الوفد الذي ينتمي له "منير فخري" قد اعترض على ترشيحه لهذا المنصب ، ربما لأنهم لا يريدون حرقه كورقة سياسية في انتخابات البرلمان القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل