الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السؤال

هادي عباس حسين

2011 / 2 / 22
الادب والفن


قصة قصيرة (السؤال)
قبل يوم اويومين التقينا ,وأمنية كل واحد فينا آن يلتقي بالآخر يوميا ,ونحن نجتاز الزحام الموجود أمام تمثال شاعرنا الرصافي,.وبالضبط ساعة نهاية الدوام الرسمي فيبدو المكان كراج للسيارات الواقفة والمنتشرة في الأرجاء ,نفس بدلته ارتداها ذات اللون البني وبلحيته البيضاء التي اتضحت لي بأنها غير مرتبة ,فان الاهتمام بها يكون عندما يكون الجيب عامر كما يقولون ,ومتى يمتلئ ومصروفات البيت باتت كثيرة ومثقلة لرجل مثل صاحبي الذي هو الوحيد في العائلة ,أني كلما أراه اردد مع نفسي
_أعانك الله يا سيد عباس ...
لكن ما أروع الإحساس والمشاعر حينما يعود الإنسان إلى ما قبل أربعين عام ,يوم تعارفنا لأول وهلة ,كانت أيام لاتنسى ولصدقها ظلت باقية لهذا الوقت,أنها تستحق كل الفخر والاعتزاز والتقدير رغم كل الظروف التي عشناها لكنها بقت في أوج عظمتها ,لم نفترق أنا وعباس موحي علي ومحمد راضي كشاش ,لم نتغير مهما عصفت الريح واستدرجتنا الظروف الصعبة التي فرقتنا لكن كانت أيدينا ترمز دوما إلى التكاتف والوقوف ضد صعاب الزمن ,وكنا نتسابق لأجل البقاء بنفس الهمة والشموخ ,انه الإحساس المرهف والعلاقة القوية التي لو يعرف الباقين بعمرها لحسدونا ونحن لاندري ,أني أراه وأراقبه وقد حمل تلك الوردة الاصطناعية واحتضنها ببراءة وطفوليه معبرا عن حبه للخير والسلام,وقلبي تزداد خفقاته وأنا أرى رجال العسكر والشرطة منتشرين في هذا المكان,وبالتحديد أمام مدخل شارع المتنبي ,انه كان متمسكا بوردته والحب يتقطر من شرايين قلبه ,اقتربت اليه وقلت له
_ماذا تفعل وشعر راسك الأبيض كليا بهذه الوردة ..؟
لم يرد علي أساسا لكني قرأت في عينيه عنوان محبته للآخرين وحياته التي عاشها لم يعرف ألا التسامح والمحبة ,أوقدت بروحي الآلام والأحزان والمرارة وأنا انظر إلى رأسه المشبه بقطعة قطن ابيض , حمل وردته معبرا عما يجول في دواخله من صدق ومحبة وإخلاص ,سالت نفسي السؤال المتردد على شفتي منذ الصباح
_استكون تظاهرتنا الموعودين بها تلبي الطلب ..؟
جاءني النداء من داخلي
_إنشاء الله ..؟ما دامت هذه الوردة بيد صديق عمري ..
لقد زرع في نفسي الأمل والطمأنينة ,كاد يموت لولا عناقه مع الوردة التي ظل يداعبها بأطراف أصابعه ,فسألني بصوت خافت
_استكون موجودا يوم التظاهرة ..
_يوم العراق الجديد..
_نعم..
_سأجلب وردتي هذه معي
_(.....)(...)

هادي عباس حسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-