الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القذافي ...أنا لا أفهم ولا أعرف ماذا تريدون!!

محمد حسن فلاحية

2011 / 2 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


أصاب الرئيس القذافي عندما استهل كتابه الأخضر بهذه المقولة وهو يطبقها حرفياً اليوم في ليبيا حيث يقول ((أداة الحكم هي المشكلة السياسية الأولى التي تواجه الجماعات البشرية)) الواقع أن مشكلة ليبيا اليوم التي يواجهها الشعب الليبي مشكلة عصيبة تتمثل بتراكمات حكم العقيد أكثر من أربعين عاماً لايريد أن يتخلى عنها ولو قام بقصف شعبه وقتلهم عن بكرة أبيهم أمام مرآى العالم .
تفرد بالحكم حوالي إثنان وأربعون عاماً ولا زال يقول أنه ليس رئيساً ولو كان كذلك لرمى استقالته بوجه المحتجين الذين وصفهم بأوصاف لم يتجرأ قبله رئيس بأن يطلق على شعبه هذه الاوصاف والأنكى من ذلك أنه يعتبر نفسه ثائر ومناضل ولعله يريد أن يقول أنه إمبراطور لو لا وقت الإمبراطوريات قد ولّى ألا يرى كيف غادر الثوار أمثال " نلسون ماندلا و مهاتما غاندي " السلطة بعدما أنجزوا ثورتهم والأدهى من ذلك وصفه للمنتفضين بأوصاف نابية ونعتهم بالجرذان والجراثيم ذكرتني أوصافه هذه بوصف ولي الفقيه الايراني عندما نعت المحتجين هناك بالجراثيم والمرتزقة .
وكأن القذافي نسي تنظيره في "الكتاب الأخضر" عندما قال :" إنّ الشخص الطبيعي حر في التعبير عن نفسه حتى ولو تصرف بجنون ليعبر عن أنه مجنون .إن الشخص الاعتباري هو أيضاً حر في التعبير عن شخصيته الاعتبارية ، ولكن لا يمثل الاول إلا نفسه ، ولا يمثل الثاني إلا مجموعة الاشخاص الطبيعيين المكونين لشخصيته الإعتبارية . المجتمع يتكون من العديد من الأشخاص الطبيعيين ، والعديد من الاعتباريين ".
في الواقع فإن القذافي يفهم ويعرف ماذا يريد شعبه لكنه لا يريد أن يصدق أن شعبه انتفض لكي يزيحه من السلطة وذلك يعود للسيكولوجية الشخصية للقذافي نفسه وعناده فصدق وزير داخليته وهو رفيق دربه ويعرفه معرفة تامة "عبد الفتاح يونس" الوزير السابق والمنضم حالياً لصفوف الثوار الليبيين عندما قال في مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية يوم الثلاثاء الموافق22-02-2011 : أرجح ألا يغادر الزعيم الليبي البلاد وأنه قد يقدم على الانتحار، مضيفا أنه يعتبر نظام القذافي قد انتهى ويعيش آخر أيامه.
الشعب العربي دخل تجربة ثالثة بعد ثورتي تونس ومصر ولكن كنا نتمنى أن يدخل العقيد التاريخ من بوابته الكبيرة وأن يخلد نفسه مثلما خلد الثوار أنفسهم في وجدان شعوبهم و أن يرينا تجربة ثورية وروحاً نضالية في الاستجابة لمطالب شعبه لا أن نترحم على روح الديكتاتوريين السابقين "مبارك وبن علي" بسبب ما قام به من إبادة جماعية لشعبه راح ضحيتها لحد الان الألف شهيد . ولا زلنا نتفائل بأن تكون التجربة الديمقراطية المتمثلة بالثورة المطلبية العربية الرابعة أفضل من نظيراتها الثالثة و أن لا يتكرر على أقل تقدير المشهد الليبي في الثورات القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لافرق بين حكام شرق الاوسط
jawad gharawi ( 2011 / 2 / 28 - 10:05 )
اودان اشكرالصحفي المناضل محمدحسن فلاحية علي هذةالمقالة واقول في التعليق للاسف الشديدالحكام في شرق الاوسط يظنون بان الشعوب و الارض هية ملك لهم وهم قوامون علي الشعوب لذالك لافرق بينهم في التعامل مع مطالب الشعوب فخامنئي يعتبرنفسة شخص مقدس يجب ان يطاع ومعمريعتبرنفسة ثائريجب ان يكون قائد حتي لمخالفين حكمة

اخر الافلام

.. عودة على النشرة الخاصة حول المراسم الرسمية لإيقاد شعلة أولمب


.. إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق وسط دعوا




.. بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل


.. لماذا لا يغير هشام ماجد من مظهره الخارجي في أعمالة الفنية؟#ك




.. خارجية الأردن تستدعي السفير الإيراني للاحتجاج على تصريحات تش