الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القذافي بين ليبيا والفوبيا

نقوس المهدي

2011 / 2 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


من غير المعتاد يحل فصل الربيع مبكرا هذه السنة وفي غير اوانه وفي جعبته كم هائل من المفاجات والماسي والاهوال وكم من الطرائف المسلية والحكايات والاحاجي التي ينسجها المواطنون للتهكم من الحكام العرب وعلاقتهم بكرسي الرئاسة وولعهم بتكديس الاموال حتى اصبحوا اضحوكة يتنذر بهم الناس في سهراتهم وسمرهم

وقد افرزت ثورات الياسمين واللوتس وثورة الدم بليبيا وثورة حمى الظنك التي اصابت رئيس اليمن العديد من الحكايات الغريبة والطريفة حول هذا السلوك المريب لهذا الحاكم الذي يتمسكن في بداية مشواره ثم ما يلبث ان يتحول الى حيوان مسعور وهمجي مهووس بالسلطة، ويقسم باغلظ الايمان بخدمة الشعب والوطن ثم يتحول الى مقاول يقايد ويتاجر في الاسلحة والمخدرات والمبيدات والاسلحة وفي كل اصناف الممنوعات

في العالم العربي يشهد التاريخ الذي يتوفر على ذاكرة من حديد على رئيسين عربيين فقط سلما مقاليد السلطة للشعب اولهما الرئيس جمال عبدالناصر غداة هزيمة الخامس من يونيو، وثانيهما الرئيس السوداني عبدالرحمن سوار الذهب الذي سلم مقاليد الحكم للشعب بعيد اسقاط الطاغية جعفر النميري اما ما عداهما فالرئيس العربي لايغادر السلطة الا الى الجلطة او من القصر الى القبر

تقودنا هذه المقدمة لتناول للحديث حول شخصية القذافي السيكوباثية والغريبة الاطوار، وهي سلوكات مريبة ومضحكة قرانا عنها في كتابات بعض مبدعي امريكا اللاتينية، فقد جاء الى السلطة محمولا على اكتاف جماعة من الضباط عبر انقلاب احمر ضد عائلة السنوسي العميلة لايطاليا، وقاد سنة 1977 انقلابا ابيض على اصدقاء الامس وتخلص من كل خصومه في الداخل والخارج عبر حملات التصفية الجسدية بزرقة دم باردة، وساس شعبا مسالما وديعا كالقطيع لازيد من اربعين سنة بترهات خضراء، ومول العديد من العمليات الارهابية غبر العالم روع بها الدنيا شرقا وغربا باموال الذهب الاسود، وصادق اعتى واحقر الرؤساء الافارقة واشدهم دموية بوكاسا وعيدي امين دادا وجعفر نميري، واسبغ على نفسه العديد من الالقاب الفخمة والنياشين فله الوفاء وحده وهو زعيم الزعماء ورئيس الرؤساء و ملك الملوك طرا، وهي القاب ساهمت في مضاعفة تعميق حمق وغطرسة القذافي، الذي اليوم في احلك مراحل حياته على المحك يواجه شعبا رافضا بمخططات حمراء جهنمية كارثية سيخرج منها راسا الى مزبلة التاريخ

في ليبيا لا نعرف بالتحديد من يقود البلاد هل القذافي المجرم؟ هل ابنه الذي يتوعد المواطنين؟ هل قذاف الدم؟ ام البقية الباقية من ابنائه الثمانية؟
القذافي الان مسعور، ويغرق ارض ليبيا ومن عليها في جحيم من طوفان من الدم، ويراهن على الارض المحروقة من اجل زعامة خاوية، ويزج بليبيا في الفوضى في اتون حريق مهول، ويقتل ببرودة دم زهورا تربت في اسن نظريات ثالثية كارثية، تقدمت الامم وتطورت الشعوب لدنيا وابتدعت نظريات وما بدلوا تبديلا، ولازم هو خيمته وبعرانه وحارساته، ناموسه لاحزبية ومن تحزب خان وشعاره من رفع صوته قطع لسانه ومن احتج جز عنقه، وزرع البلد بالسجون والمخافر والزنازن والقبور نصيب هذا الشعب الطيب الذين لم ير افراده من الحياة الا وجهها الكئيب المحروس بطيف الزعيم الاخرق المعتوه وسطوة ابنائه الثمانية، والاذان اللجان الشعبية التي جعلها طبقات فوق طبقات من بلطجية وبصاصين ومرشدين ومخبرين والمدسوسة في كل مكان

يا ابناء بلد الطيوب ان النصر صبر ساعة قبل فوات الاوان
وان لم يتم اسقاط ديكتاتورية القذافي في هذا الفرصة، فسيخرج قويا معافى واكثر همجية ودموية من ما كان ، وسيكتب له عمر كلب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست