الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعديل الوزاري الجديد لحكومة شفيق هل يحقق أهداف ثورة مصر... أم يحاربها؟!!!

سامي المصري

2011 / 2 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في كل يوم يتكشف الجديد ليعلن خطورة التعديل الوزاري الجديد. ليست المشكلة فقط في الوجوه القديمة لحكم مبارك الفاسد بل أيضا فيما استجد من وجوه ذات تاريخ عريق في الفساد.

حتى الآن الشعب غير قادر على الوثوق في نوايا الجيش، بل كل يوم تزداد الشقة اتساعا بين الشعب والحكومة المؤقتة الممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو حكومة شفيق. كل يوم تتكشف أخطار جديدة ما يثير القلق على المستقبل ويباعد عن مصر إمكانية الاستقرار والأمان. المسئولين حتى الآن هم نفس المسئولين القدامى بكل أساليبهم مع تغير بعض الوجوه للأسوء، وجسم الحكومي الهلامي ما زال قائما حتى لو اختفى الرأس.

وزير الخارجية الفاسد موجود لكي ما يطمئن أصحاب الملايين من الوهابيين الذين نهبوا مصر ببلايين إضعاف ثروة مبارك واحمد عز، ويطمئن إسرائيل على استمرار حلبها لخيرات مصر، وليطمئن العولمة الأمريكية والمخابرات المركزية أنه مازال موجود لخدمة مصالحهم.

أما وزير العدل فهو البطل الذي حمى الفساد لتزوير أسوء انتخابات حدثت في التاريخ المصري، لذلك تحتفظ به الحكومة لمواهبه النادرة في عمل انتخابات ديمقراطية تحقق مطالب الثورة!!!

وزير الداخلية مهمته التي تتضح كل يوم فهي أن يحمي النظام القديم. حتى الآن لم يتم توجيه التهم للعادلي عن الجرائم التي ارتكبها لتخريب أمن مصر. ولم يتم القبض أو حتى الكشف عن مجرمي وزارة الداخلية ذو التاريخ الطويل في الإجرام وتعذيب وامتهان كرامة الشعب طوال عصر مبارك الأسود. ومازالت الأجهزة الفاسدة للوزارة تمارس نشاطها الإجرامي دون تهيب مع التغطية الإعلامية بعبارات فضفاضة لا تملك أن تخفي عورات النظام. وعودة الإرهاب الطائفي بشكل أكثر ترويعا كما حدث في الهجوم عل الأديرة مع إنكار وتكتم إعلامي متواطئ.

أما عن وزير التربية والتعليم أحمد جمال الدين موسى، الذي تم تعينه في التعديل الوزاري الأخير فهو الوزير الذي أخرج من الوزارة في عام 2005 لصلاته المشبوهة بجماعة الإخوان المسلمين. لهذه المواهب النادرة تم اختياره لوزارة التربية والتعليم حتى يزيد من تشويه المنهج التعليمية ونشر التعصب الديني العفن والطائفية. لقد بدأ الوزير السابق في محاولة تنقية المناهج من الفساد العنصري الذي افسد الذوق منذ عصر السادات الأسود ولمدة أربعين عاما!!!! لقد عين الوزير الجديد ليوقف العمل في تنقية المناهج الدراسية، بعد أن قامت الثورة العظيمة بإسقاط العنصرية والتعصب في بوتقة الوحدة والحب فطهرتها بدم الشهداء من دنس الفرقة والعنصرية، فرفعت اسم مصر عاليا فوق الجميع. فهل ينجح الوزير الجديد في إخماد شعلة الثورة.

أما عن آخر المفاجآت التي كشفت عنها الوثيقة التي أعلنتها جريدة «المصري اليوم» أن المهندس «محمود لطيف» الذي تعين في التشكيل الوزاري الجديد وزيرا للبترول خلفاً للمهندس سامح فهمى، تبين وجوده فى مجلس إدارة شركة EMGالتي تبيع الغاز لإسرائيل، وهو الرجل الذي يتولى الآن مسؤولية وزارة البترول، والممثلً للهيئة العامة للبترول والشركة القابضة للغازات. تعيين لطيف في هذا المنصب يضمن استمرار خيانة مصر بسريان الاتفاق الذي قام به العصر البائد لضخ دم وأموال مصر لإسرائيل بثمن رمزي. كان المفروض أن يتم محاسبة هؤلاء الخونة، لكن المفاجأة المذهلة هو تعينه وزيرا مما يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أن نظام مبارك لم يسقط بل هو يتشبث بالوجود بأقصى قواه.

ويمكن أن نضيف لذلك ما سبق وعرضناه من مخاطر تشكيل لجنة لترقيع الدستور من عناصر يُجمع الشعب على رفضها مما يشكل تحديا للشعب وثورته. فبينما يطالب الشعب مع جهابذة الفقهاء الدستورين في مصر بضرورة إلغاء الدستور الفاسد لحكم مبارك والذي سقط بالثورة، لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قام بفرض لجنة لتعديل الدستور برئاسة طارق البشري أحد رموز التطرف الإسلامي بالرغم من رفض كل المثقفين له. إن تشكيل تلك اللجنة لا يستفيد منها سوى الثورة المضادة التي يتزعمها الإخوان المسلمين. ونتيجة لذلك التشكيل المرفوض يقوم الإخوان المسلمين بإقامة حزب جديد بالمخالفة للدستور المصري منذ أن قام عام 1923، والذي ينص على عدم السماح بقيام أحزاب سياسية ذات مرجعية دينية.

إن ما تقوم به الحكومة المؤقتة بمصر اليوم، تحت إشراف المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو دعم كل القوى المضادة للثورة. كما يقوم الإعلام المتلاعب والمتواطئ بتميع الأمور لخدمة الإخوان المسلمين وفلول النظام المتهاوي. كما يحاول إحداث انقسامات لتفتيت قوى الشعب وسرقة الثورة من أصحابها الشرعيين بإثارة النعرات الدينية المفسدة،

إن هذا الشعب الحر العظيم الذي فاجأ العالم بمبادئه الرفيعة، فكان رائدا يرسم قيم التحضر بأحرف من نار ونور، انبعث من ينبوع دم الشهداء، ليعلن إشراق فجر جديد على ليل البشرية. لقد خرج للميدان ليعلن حق الإنسان في الحياة والكرامة رافضا كل أشكال الطغيان، فصار مثلا وأغنية للشعوب، تترنم بقيمه الرفيعة. فهل لتلك التيارات المفسدة أن تسرق مكاسب الشعب الذي تفجرت من أعماقه الحرية لتهز كيان الأرض؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي