الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يبدأ الحوار ..؟؟!!!

خالد قمبر

2011 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لقد فتح سمو ولي العهد المجال للحوار بين كافة الأطراف . ولكن هناك إشكالية من هو الممثل الحقيقي للشعب.. البرلمان فقد شرعيته لكونه برلمان مصالح شخصية و مطالب هامشية كتل سياسة تفتقد إلي المصداقية ..فمنذ بداية الانتخابات التشريعية البرلمانية كانت تعكس صورة قاتمة لتركيبة المجلس .. فهناك الموالاة للحكومة وللمصلحة و حب الظهور . بالرغم من وجود المعارضة إلا إنها أيضا فقدت ذلك الزخم و تلك البرامج و الطموحات و بدأت تدور في فلك لا نهاية له ..فأصبح البرلمان مجرد واجهة وصورة منفرة لكل مشاهد إلا للحكومة طبعا..!!!

فالدستور المعدل انكشفت نقاط الضعف فيه ومبادئ الميثاق لم يكن ضمن الطموح و الآمال للمواطن البحريني البسيط .. فالفساد الإداري و المالي اتسعت دائرته و الأوضاع المعيشية و الاجتماعية أصبحت في ضنك و الأوضاع الاقتصادية تقام تحت توجهات و أسس واهية و غير مدروسة ... والأوضاع التعليمية و الثقافية أصبحت تعتمد علي الظاهر و أغفلت الجوهر.. فظهر الفساد الجامعي و الشهادات المشبوهة والمؤهلات المزخرفة و الخاوية علي عروشها .. وظهر المطبلون و المنافقون وذو المصالح الشخصية حتى الكتل الإسلامية أصابها هذا الداء البشع والذي خرم العظم حتى النخاع.. ومن المؤسف إن هذه الأوضاع جاءت تحت شعار الإصلاح ..و هذا الأخير بالرغم من مبادئه الجليلة و السامية إلا انه تم تغليفه بحزمة من الألوان و الزخارف التي لم تستطع جوهره المتهالك .. فقد زاد الفساد و زاد المفسدين وقد اكتوى به كافة المواطنين و خاصة البسطاء منهم .. حتى القضاء الذي كان من المفترض أن يكون معينا للضعيف و محققا للعدالة و المساواة فقد ظهر مخيبا للآمال .. فقد كثرت القضايا وكثر المتشاكين و ضاعت الحقوق .. وأهمها ذلك التسويف القبيح إذا حمل أصحاب الحقوق اعباء نفسية و مالية في قضايا واضحة وضوح الشمس فقد دخلت البيروقراطية القضائية بالإضافة إلي البيروقراطية في التنفيذ..

هناك أخطاء جسام و تجاوزات كبيرة وسوء إدارة من قبل الحكومة التي صدر في حقها 7 تقارير متتالية تملئها شواهد وأدلة قبيحة تثبت فسادها الإداري و المالي ..!!! ولكن غابت المساءلة وغاب العقاب ... فالمال العام يهدر نهارا جهارا .. ومن المضحك المبكي إن الحكومة تتباكى في تصريحاتها الرسمية بان هناك عجز في الميزانية و ازدياد في المديونية..!!! وتطلق بالونات الاختبار لجس نبض الشارع البحريني بأنها سترفع دعم المحروقات.. وسترفع الدعم الغذائي للمواد الضرورية .. وستقوم بفرض ضرائب أو رسوم علي الصرف الصحي ..!!! فندما تزداد صيحات الاستهجان والهيجان و الاحتجاجات الجادة من قبل المواطن البسيط .. تفاجئنا الحكومة بأن لا نية لها برفع الدعم أو فرض رسوم ..!!!! لعبة قبيحة تزيد المواطن هما و حزنا فترفع الضغط و تزيد نسبة السكر في الدم و تزيد عصارة المعدة فتتولد قرحة المعدة .. فلا عجب إن المواطن البحريني اليوم أصبح علامة مميزة .. فهو من المؤكد ليس بحرينيا إذا لم يكن مصابا بالسكر أو الضغط أو قرحة المعدة ..!!!

اليوم تشهد البحرين حراكا شعبيا سلميا وهو المطالبة بالإصلاح الشامل و الحقيقي .. بالرغم من الألم و الحسرة علي الشهداء الذين سقطوا في دوار اللؤلؤة ...فمازال المواطن البحريني وخاصة من المعتصمين في الدوار يمتاز بذلك الوعي الكبير في ذلك الأسلوب السلمي و الحضاري والتعاطي من اجل نيل مطالبه و حقوقه المشروعة ... البعض حاول ويحاول أن يصف ما يحدث بالطائفية أو المذهبية وزرع الشكوك بالرغم من أنها وطنية ومشروعة ..

ماذا يريد المعتصمون في دوار اللؤلؤة ..؟؟!!
الجميع يقر وخاصة ديوان الرقابة المالية و الإدارية بوجود خلل كبير و فساد مستشري في الحكومة ..بموجب التقارير الرسمية المقدمة من قبل الديوان .. فالحكومة قد أوكل إليها تلبية احتياجات المواطن المعيشية و الإسكانية و الاجتماعية و الاقتصادية و التعليمية و الصحية و الخدمية ..ولكنها أخفقت في تحقيق هذه الرغبات .. بل إنها فأقمتها باتخاذها قرارات تتعلق بالتجنيس السياسي الذي شكل عباء اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا ..
ماذا يريد المعتصمون في الدوار ..؟؟!!

في جولة سريعة بين المعتصمين لمعرفة ماذا يريدون ..؟؟!!

المملكة الدستورية تعد مطلبا شرعيا لتحقيق دولة المؤسسات و القانون التي ينادى بها كافة الأطراف لتحقيق العدالة و المساواة و تكافأ الفرص بالإضافة إلى محاربة الفساد و المفسدين وبدون تميز ..تغير الحكومة .. وانتخاب حكومة جديدة من قبل الشعب .. فقد أثبتت الأعوام السابقة عدم قدرة الحكومة الحالية في مواكبة الحضارة و عدم استطاعتها تحقيق طموح المواطن بكافة أطيافه و انتماءاته ، الجميع يطالب بالعيش الكريم و تحقيق الكرامة الإنسانية التي جاء بها ديننا الحنيف و التشريعات الدولية التي اعترفت بها مملكة البحرين وحل مشكلة البطالة ومشكلة الإسكان ومحاربة الواسطة و المحسوبية " الفساد " ،يطالب المعتصمين ضمانات للمستقبل اجتماعية و إسكانية وصحية وتعليمية .. فهو اليوم يعد مبهما في غياب تفعيل القرارات الخاصة بالمواطن البسيط و المعوز ..المطالبة بتعديل الدستور يعد احد المطالب فهو لا يلبي الاحتياجات لتحقيق الإصلاح الشامل و تحقيق مبادئ العدالة و القيم الإنسانية .. بعد الحادثة الأليمة التي سقط فيها الضحايا.. قد تسببت في إسقاط الثقة بين الحكومة والمواطنين .. فان الجرح يلاشك بحاجة إلى تضميد وبناء ثقة قوية متبادلة و هي من المؤكد بحاجة إلى وقت ، ومن المطالب إطلاق كافة المساجين وتعويض عن الضحايا لجبر الخواطر ..
فالمعتصمين لا ينتمون إلى جمعيات أو تيارات سياسة و أنهم ما يسعون إليه سوى الإصلاح الموضوعي و الشامل.. ومن الغريب إن البعض عندما ينادى بإسقاط النظام .. أكد بأنه يقصد إسقاط الحكومة و ليس شرعية الحكم في البحرين .. وهناك فرق كبير .. البعض يرفض الحوار إذا كان من اجل الحوار وذلك بسبب انعدام الثقة و ضعف الضمانات الرسمية ..
من الغريب بالرغم من إطلاق سمو ولي العهد مبادرة الحوار .. مازال هناك تردد غريب من قبل الجمعيات السياسية والكتل المختلفة.. وهى من المؤكد تفتقد إلى روح المبادرة و الحوار الموضوعي ..إن الوقت يمر بسرعة و الأوضاع الاجتماعية و النفسية و الاقتصادية تزداد سوءا والجميع قابع في مكانه .. !!! نحن في البحرين باختلاف أطيافه و تنوعه نعيش في قارب صغير .. تملئه العاطفة الجياشة في حب الوطن والذي يحتاج إلى ذلك العقل الواعي للأخذ بالمبادرة بالحوار .. وطرح المطالب و مناقشتها والوصول إلى بر الأمان .. حفظ الله البحرين و أهلها الكرام ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال