الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم نزل عاطفيين وبعيدين عن التفكير المادي العقلاني ...؟

مصطفى حقي

2011 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كيف ندعي العقلانية ونحن مسيسون في دروب التوكل المزروع تحت لساننا قبل بدء أي مشروع أو مسيرة وحتى في قضاء الحاجة ، التوكل في دمنا في نفسياتنا في تعاملاتنا وحتى في ألعابنا مثل كرة القدم بل نعززه بالسجود والدعاء والابتهال ، مهما كنا أقوياء وخبراء لابد أن نعززها بالتوكل لكي تساندنا جيوش الرب ونعلن النصر الإلهي وبجدارة ، وينصحنا بها الكبار ونحن خارجون وحتى عندما يغضب أحدنا ، وفي أول كلمة لتخفيف غضبه ننصحه : توكل بالله يارجل .. وإذا استعصى أمر ما يحيلونها إلى الإله : خليها على ألله يارجل ..؟ ومما تقدم فان التوكل يوهن التفكير ويحيله إلى الاسترخاء والانزواء ، لماذا يفكر الإنسان إذا كان كل شيء لا يتم إلا بأمره وان كل ما يحدث وسيحدث هو مقدر ومكتوب ومرسوم ومقرر سلفاً لأن غلبة التفكير عبر عقولنا هو الفكر الروحاني التوكلي وإبعاد التفكير المادي بل وتكفيره ، وهذا اللجوء الروحاني للفكر والتفكير يضعه في خانة الخمول والانتظار الممل في مجتمعات تنصاع لأولي الأمر في كل شيء وفي طاعة وبرضوخ مذل لديكتاتورية الحكام واستبدادهم حيث لا ديمقراطية في الإسلام فالشيخ عمر عبد الرحمن المسجون في أمريكا يقول : لاديمقراطية في الإسلام لأن الديمقراطية تعني السيادة للشعب وفي الإسلام السيادة لله ..!؟ وكذلك السيد القمني يؤكد في مقاله الأخير في الحوار .. أن الإسلام لا يعرف مُدة لحكم الإمام إنما يعرف أن الإمام يبقى مدى الحياة و عقوبة الخارج عليه هو القتل، و أنه لا معارضة في صحيح الإسلام، و أنه لا ديمقراطية وأنه " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما" ، و أن هناك فرقة واحدة ناجية هي التي ستحكم و 72 عداها هلكى، و ليس في الإسلام برلمان و لا مجالس نيابية، فيه البيعة التي هي إقرار إذعان من الناس لمن يستطيع بغلبته و شوكته الوصول إلى سدة الملك أو الخلافة، فيجلس أولا و تتم البيعة ثانيا، و فيه الشورى أي أخذ النصيحة من الحاشية و المختصين و له أن يعمل بها أو لا يعمل، و لم يحدث أن عمل بها أحد من الخلفاء حتى الأربعة الراشدين ذاتهم. أبو بكر شاورالصحابة بشأن مانعي الزكاة فأشاروا بعدم قتالهم وعلى رأس المشيرين عُمًر، فلم يأخذ بمشورتهم و أعلن القتال، الخليفة عمر شاور مجلسه في شان خروجه على رأس الجيش لحرب الروم، تسعة قالوا نعم و عبد الرحمن بن عوف قال لا، فأخذ بما قال عبد الرحمن بن عوف، ...و هكذا.حتى سقوط الخلافة، و لم يحدث في تاريخ الإمبراطورية الإسلامية أن تم تبادل السلطة سوى بالخنجر أو بالسيف أو بالسم أو الإغتيال ناهيك عن الحرق و السمل و الصلب. (تم) إذاً سياسة الذل والخنوع تولد الفكر العقيم غير المفكر والغرق في التفكير العاطفي الاستسلامي القدري وولادة شعب مطيع للحاكم ومن يليه ويقبل أيديهم وينحني لهم بل ويقدسهم ومن مقال للسيد عمر شبيب وبعنوان العقلانية و العلُمانية و العاطفية الاجتماعية حيث يقول :بغياب العقلانية عن ثورتنا سوف نتكبد خسائر فادحة على جميع ألأصعدة السياسية و ألاقتصادية و الاجتماعية و سوف يكلفنا نجاحنا الكثير بحيث يمكن أن يتحول إلى خسارة ، و من الجانب الثاني إذا لم يك للعَلُمانية مكان في تقديم الأسس التي من خلالها سوف ندير مجتمعاتنا فسوف أيضاً نتكبد خسائر و تكاليف عالية . إن اجتماع العَلُمانية مع العقلانية يعزز من ترسيخ الأنظمة التي نرغب برؤيتِها ونرغب في العيش في ظلها وهي التي تقدم لنا مجتمعات حضارية ذات أنظمة مُنصِفة بغض النظر عن من سوف يشغل الشاغر أو المنصب أو المكان الوظيفي و بالتالي تحقق لنا طموحاتنا . إذا استمر الحال بنا وسرنا حسب عاطفتنا الاجتماعية فلن نحقق شيء لا بل و سوف نتراجع ، لا شيء أصلب و أقوى من استخدام العِلم الذي يقدم لنا المعلومات لصناعة قرارنا الرشيد و العقلاني في حل قضايانا و مشاكلنا في مجتمعاتنا ..... نحن شعوب معروف عنا كلنا نهب لنصرة كل شيء نتعاطف معه ، دون وعي كاف بماذا سوف ينتهي بنا الحال و إلى أي صوب نحن نسير،فعاطِفَتُنا في كثير من الأحيان تُعمي بصيرتُنا ، فعلى سبيل المثال نحن الآن نهب ونتظاهر مع الكلمات التالية : الشعب ، الحرية ، إسقاط النظام ، العدالة الاجتماعية ، الظلم ،بالإضافة إلى الكثير من المصطلحات و الكلمات الصارخة اللون . أن المحرك ألأساسي لنا هنا هو العاطفة الاجتماعية فنحن متعاطفين مع بعضنا البعض ، صحيح عزيزي القاريء أنا متفق معك إن هذه العاطفة الاجتماعية لم تأتِ من العدم بل جاءت بسبب المعاناة التي يعاني منها شعوب منطقتنا شعوب المنظومة ألعربية ، بسبب الأنظمة البالية التي تسود ، صحيح أن الشعب يعاني من الظلم الواقع علية و من عدم العدالة الاجتماعية و من عدم الحرية و لذلك أنتفض الشعب وتساقطت ألأنظمة الواحد تلو ألآخر، وتألق الشعب . (تم) التفكير العاطفي لايبرمج ولا يخطط فالانقياد العاطفي ولو كان اجتماعياً فان النتائج المنتظرة تبقى في حيز التعاطف غير المدروس وغير المبرمج وبالتالي فإن النتائج لن ترقى إلى إيجابيات لتلك الشعوب بل إلى استمرار التخلف في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية وإلى ثورات صورية لن تغير من واقع التخلف المرير التي تعانيها شعوب العالم الثالث وبالأخص الإسلامية والعربية منها .. وإذا لم تترسخ ثقافة الديمقراطية في عقولنا وأفكارنا وأفعالنا فسنراوح في مكاننا إلى يوم يبعثون في العربة الأخيرة من قطار التخلف ...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أول الـمـعـلـقـيـن
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 1 - 14:38 )
أستاذ حقي. قرأت مقالك مرتين. المرة الأولى التهمته بسرعة ولذة. والمرة الثانية على مهل وهدوء كاملين.
لذلك يشرفني أن أكون أول من يهنؤك ويؤيدك على هذا الكلام الصادق الرائع. كلام كله شجاعة وحقيقة وجرأة. ولكنه ـ كالعادة ـ لن يجلب لك سوى الغضب. لأنني كما كتبت لك عدة مرات,من يقول الحقيقة في بلداننا يقتل ويسحل, أو يكفر ويدان ببؤس المصير.
ألم تر يا صديقي أنه في أوج الانتفاضة المصرية, من ترأس إمامة الشعوب الملايينية التي تطلب الفرج والتغيير.. الشيخ القرضاوي.
ومنع شاب جامعي من الاقتراب من منصة الخطابة... وهل من إهانة لكرم الانتفاضة وعزتها أكثر من هذا؟؟؟!!!...
ولك مني يا صديقي الشجاع أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


2 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2011 / 3 / 2 - 16:29 )
استاذي المبدع مصطفى لنقل جدلا ان الله خلق الانسان من طين جدلا هل هذا اللاله خيرنا واعطانا الحريه للاختيار ام كبلنا بشرائعه الغبيه اعتقد ان الله خيرنا واعطانا الحريه كامله حتى نختار ونميز بين الصالح والطالح والخير والشر الا الاسلام لم يعطي الحريه والاختيار حتى مجرد التفكير ليس نكايه بهذا المدعو دينا بل الحقيقه التي يجب ان يرضخ لها علماء الدجل والشعوذه كل الامم تحررت من قيود العبوديه السلطويه الا الاسلام فهو لا يزال يتخبط في دائزه مغلقه وسجن ابوابه مفتوحه من يهرب يقتل وما فقه المراحيض الذي القاه الدكتور محمد عماره في محاضره وعلى التلفزيون المصري الا قيظ من فيظ من اعمال الشعوذه التي يمارسها الشيوخ بحق البسطاء من عامه المسلمين الذين لا يقراؤن وان قراؤ لا يفهمون وان فهمو يتجاهلون بحجه المعصيه والخروج عن المله
دمت لنا وتحيه


3 - عزيزنا الأستاذ مصطفى حقي
ليندا كبرييل ( 2011 / 3 / 3 - 05:24 )
كلما قرأت في الأدبيات الاسلامية كلمة ( ديموقراطية ) ضحكت ، إيه ! شو عليها ؟ ليبيا مو غيرها تقول أنها بلد ديموقراطي ، ولم يبق نظام في العالم العربي والآخر الديكتاتوري إلا وتمسّح بهذه الكلمة ، مثال: كوريا الديموقراطية ! والله اختنقت يا أستاذ وأنا أردد كل صباح : أمة عربية واحدة، وحدة حرية اشتراكية . كما قالوا حقاً عنا : أننا أمة كلام وحكي فاضي , نتوكل على الله في كل شيء ونتوكل على شعارات فارغة والمرأة تتوكل على زوجها حتى بشراء اللحمة والخضار والأولاد يتوكلون على آبائهم والفتيات المقبلات على الزواج يتوكلْن على جيوب الرجال .. كله توكل بتوكل مستخدمين العبارات التي تعبر عن ضعفنا الفكري والنفسي الشديد، نحن أمة من الصعب أن تتغير ،لأن نفسياتنا ترجمة لجمود الصحراء وقساوتها . لي أمل واحد فقط : هو الجيل بعد التالي ، أما الحاضر فقلْ عليه السلام وهو سادر في الغيبوبة والتوكل ، وأما جيل الفيسبوك الحالي فهو نتاج الجيل السابق الذي سيمهّد طريق المستقبل لأولاده ، أي لن نرى نتائج حاسمة منه الآن ، ماذا تقول أسـتاذ ؟ هل أنا متفائلة زيادة أن وضعت أملي في الجيل بعد التالي أم علينا انتظار المزيد من الأجيال؟


4 - تحية إلى : ليندا كبرييل
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 3 - 08:59 )
أحي الأخت الرائعة ليندا كبرييل على صدق تعليقها.. وأخيرا وجدت شريكة جريئة لـتشاؤمي الإيجابي...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


5 - تحيات ..يا أهل النور والتنوير
عدلي جندي ( 2011 / 3 / 3 - 18:07 )
لا يكلف الله نفسا إلا ما في وسعها توكل علي الله وثق تماما في الله وبإذن الله سيتحكمون بما أنزله الله من شرائع وعلي المتضرر من تحكمات وشطحات الحاكم بأذن شريعته أن يشتكي ظلم من يحكم بشرع الله إلي الله سبحانه وتعالي فهو العزيز والقائل والمشرع الحكيم ...وأبقوا قابلوني لو سبحانه تعالي إستمع إلي شكواكم من ظلم حكامكم لينصفكم.....!!!!ولا حول ولا ولا قوة إلا بقدرة العقل العظيم...أبدعتم ...من كتب ومن قام بالتعليق

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح