الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقات أميركية فوق دماء الليبيين

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2011 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تدخل الثورة الشعبية الليبية أسبوعها الثالث، ولم يزل نشاط شبابها كما هو، ولم يزل خصمها القذافي مع عائلته متمسكاً بالحكم رغم كلّ القرارات والإجراءات والدعوات الأميركية والأوروبية والدولية.

وغني عن التعريف أنّ الأميركي من بين كلّ تلك الجهات الدولية هو الأساس الذي تبنى عليه استراتيجيات وخطط المرحلة القادمة، أما باقي الجهات وقراراتها فهي لزوم ما لا يلزم. لكن الولايات المتحدة وفي متابعتها للثورة الليبية تظهر وجهين، أو بشكل أدق، تكشف وجهاً وتضمر آخر.

أما الوجه المكشوف فتمليه تمثيلية استجابة أوباما وإدارته لضغوط ومطالب جماهير الحزب الديمقراطي، وتعبّر عنه تلك الإدارة بالضغط على القذافي وعائلته أملاً في تنحيه عن "زعامته"، دون أن تضطر إلى التدخل العسكري الذي سيسقطها في فخ الحزب الجمهوري. ومن هنا يؤمن الديمقراطي أنّ التدخّل العسكري إن تمّ فيجب أن يكون من خلال مجلس الأمن لا عبر التدخل الأميركي المباشر. وهو ما حصل فعلاً في خمسينات القرن الماضي خلال الحرب الكورية، وإبان فترة حكم الرئيس الديمقراطي هاري ترومان.

وستجنّب الصفقة الديمقراطيين في مثل هذا الوضع ردود فعل الجمهوريين اللاذعة، خاصة في ظلّ المحافظة على مكتسبات واشنطن الليبية من نفط وعقود اقتصادية، بالإضافة إلى سرقة المليارات القذافيّة عبر ما سمّي بتجميد الأصول المصرفية، التي لو فرضنا أنّها ستعاد يوماً ما، فإنّها لن تعاد إلاّ إلى أيدٍ ليبية "أميركية" مهما طالب المطالبون.

أما الوجه الآخر من ردود الفعل الأميركية فهو الوجه المخبّأ، وهو ما لم يعلن ولن يعلن في وسائل الإعلام. هو وجه جمهوري بمشاركة من صقور الخارجية والإستخبارات في الحزب الديمقراطي حيث تلتقي المصالح الأميركية. وهو وجه مشابه لموقف الولايات المتحدة خلال حرب الخليج الثانية وما بعدها من انتفاضة للشعب العراقي في وجه صدّام حسين. يومها لم تبق إلاّ بغداد لصدّام، كما لم تبق اليوم إلاّ طرابلس -بشكل رئيسي- للقذّافي. لكنّ الظروف الأميركية الخاصة والإستراتيجية المعتمدة أملت دعم صدّام في وجه المنتفضين وتثبيته في الحكم اثنتي عشرة سنة إضافية.

هو وجه أميركي يدعم بقاء القذافي في الحكم وبشدّة. ويدعم كذلك ما يمكن أن يحصل من قمع للجماهير الليبية والإقتصاص من المعارضة الناشئة بأبشع الوسائل، بعيداً عن الكذب الأميركي المسمّى بأسماء مختلفة منها الخوف على مصلحة الشعوب! ومع الإبقاء على سيطرة القذافي سيستمر الحصار الدولي لليبيا، ما سيدرّ على واشنطن وحلفائها أموالاً طائلة كما كان الحال مع برنامج النفط مقابل الغذاء عراقياً.

وجهان من ردود الفعل الأميركية، أولهما معلن يهدف إلى وصول حلفاء واشنطن إلى الحكم في البلاد وهو ما تحدثت عنه هيلاري كلينتون في أنّها اتصلت بالمعارضة الليبية، وأنكرته الجماهير الشعبية. وثانيهما مخبّأ يهدف إلى بقاء حليف للولايات المتحدة قويّ في الحكم، مع تشذيب أجنحة حكمه ودفعه إلى إطلاق يده أكثر في المدد تجاه واشنطن.

وجهان لا يلحظان إلاّ استعماراً متأصّلاً للشعب الليبي، وقمعاً مترسّخاً لشبابه، وإسكاتاً متعمّداً ومتواصلاً لثورته. لكنّ الأمر ليس بيد واشنطن كما تخطّط، ويظنّه الكثير من القادة العرب. وما على شباب ليبيا إلاّ أن يثبتوا ذلك بعزيمتهم وإرادتهم وصوتهم.. وبسلاحهم حين تنعدم الحلول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امريكا واسرائيل هما السبب.
ح. العلوي ( 2011 / 3 / 3 - 16:48 )
القدافي يقتل شعبه , لكن امريكا واسرائيل يتحملون المسؤولية. اذا اصابكم جفاف, فامريكا واسرائيل هما السبب.
لو ارادت امريكا حاكم حليف لها في ليبيا , لما طردت مبارك من السلطة

اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في