الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد الاداري في الواق واق!

ابتسام يوسف الطاهر

2011 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى نكتشف عمق القصور في معرفتنا بالشؤون السياسية.. وخطأنا نحن المعذبون في الأرض، الحالمون بالعدالة الاجتماعية، في تقدير الأمور. الخطأ الأول ارتكبناه يوم الصمت الكبير على ما فعله البعث وصدامه في العراق، ومحاولة الكثيرون لإيجاد تبريرات غير منطقية لتمرير القتل والتخريب دون عقاب ولا عتاب.
وأخطأنا يوم اعتقدنا أن العالم كله سيقف معنا لو عرفوا حجم معاناتنا .. لنكتشف انهم يوم فكروا بالوقوف معنا، دمرونا!
ولم نيأس وعاد لنا الأمل يلوح بعلم الديمقراطية مبتهجا; بأن الأوان قد آن وسنتخلص من بؤر القتل والدمار بالانتخابات، كما هو الحال بالدول المتحضرة المتنعمة بخيراتها وخيراتنا! لكن الانتخابات كشفت النقاب عن وجه قبيح آخر كنا نخافه الا وهو المحاصصة! التي استقطبت كل المتخلفين والساعين للمنصب من اجل الملايين يأخذونها ويرحلوا بأقرب فرصة قبل محاسبتهم.
وبقينا على حالنا بمعاناتنا مع الظلام، فالكهرباء المسكينة مازالت بالنفس الأخير تنتظر من يحييها قبل فوات الأوان. وقد خرجت جموع غاضبة مطالبة بإنقاذ الحبيبة المريضة الكهرباء منذ عقود. واستقال الوزير يومها بلا حساب ولا عقاب. لينضم لموكب (الدايني ) الذي خرج مثل الشعرة من العجين بالرغم من خطورة التهم التي أثبتت ضده. وللحين لا نعرف أين هو، وهل مازال يمول للتفجيرات هنا وهناك!؟. واذا بنا نكتشف اننا اضفنا لخطئنا خطأ آخر. فقد استبدل الوزير بآخر يكمل مسيرته بلفلفة المليارات! حيث بقي الظلام حالكا، وبقي دخان المولدات الكهربائية يخنق انفاسنا. وهم يعرفون ان الشركات التي يدعوها للاستثمار داخل العراق لن تغامر وتأتي لبلد يفتقر لابسط امور الحياة واكثرها اهمية (الكهرباء).
ماذا حصل للطيبين من ابناء العراق؟ لماذا كل من يحكم العراق يسعى لافقار اهله وتخريبه ، حتى الذين انتخبهم الشعب وتحمل ما تحمل من اجل وضع نهاية للكوارث التي تعصف بالعراق امنيا واقتصاديا. واذا بهم لا يختلفون كثيرا عن السابقون!!؟
بكيت فرحا حين رأينا ثورة الشعب المصري، وإصراره على مطالبه وتحقيق المستحيل. وتعالى الفرح والتقدير حتى للمسئولين المصريين، الذين سارعوا بالاستقالة والذين استسلموا لحكم الشعب ومُنعوا من السفر وأودعوا السجن لأنهم استغلوا مناصبهم وتلاعبوا بأموال الشعب من اجل مصلحتهم. وزدنا التقدير للإعلاميين الذين اعتذروا عن ترددهم بمناصرة ثورة الشعب بأيامها الأولى! بينما في العراق لليوم لم نسمع عن اعتذار سياسي أيد صدام ولا شاعرا مجده ولا من عسكري نفذ أوامره! بينما اعتذر بعثيون عرب حين رأوا الجثث في المقابر الجماعية، وحين رأوا حجم الخراب في العراق. بينما البعثيون العراقيون لليوم يفخخون هنا ويفجرون هناك لترويع الشعب وقتل الأبرياء لأنهم هللوا وتنفسوا الصعداء للخلاص من عصابة البعث وزعيمهم صدام. ولليوم الذي يستقيل من الوزراء او المتنفذين لتلاعبه بمصائر الناس واموال الشعب يحملنا جميلا! وينسحب بلا عقاب ولا حساب!؟
توقع العراقيون وهم يشاهدون كيف ان قوة الشعب بإمكانها تحقيق المعجزات ولا يقف بوجهها عساكر ولا جيش ولا دبابات. ان المسئولين الكبار سيبادرون ويسارعون لإصلاح ما بنفوسهم ليصلحوا البلد ويعمروه ويعيدون النور متكاملا، ويحاسبون المقصرين ويعاقبون السارقين والمفسدين.
واستبشر البعض خيرا ببادرة رئيس الوزراء بتخفيض راتبه للنصف، ولكن بقيت الأمور على حالها واكتفى قادة الكتل بتشجيع المتظاهرين، بل معظمهم صار يدين الفساد والمفسدين! حتى الذين يشكلون الكفة الأكبر بميزان التحاصص الوزاري! وكذلك رؤساء المحافظات من الذين يطالب الشعب باستقالتهم ومحاسبتهم واسترجاع أموال الشعب منهم، ممثلين عن تلك الكتل التي انتخبها الشعب جهلا وتخلفا!.
وبعد ان خرج الشعب في كل المحافظات واعلن مطالبه عبر اللافتات والشعارات والتصريحات التي انطلقت عبر الفضائيات العراقية. رجع الأمل لكنه بوجل وحذر، يجر أقدامه بتحدي بان هذه المرة لامناص من سماع الشعب والإسراع بالتغيير ووضع حد ونهاية للمآسي التي يعيشها الشعب منذ عقود وزاد في العقد الأخير.
فاذا بمن يدينهم الشعب تنطلق أصواتهم ساخرة منا ومن أملنا، لتثبت أننا مخطئون مرة اخرى، فمنهم من سارع من قم ليطبع استمارات استفتاء كتبت عنها في مقال اخر .. وآخر سارع لدولة الفقيه ليشير عليه ان يطرح فكرة استبدال النواب بآخرين "من اجل الإصلاح" . وثالث يطالب بانتخابات مبكرة لانتخاب مجالس بلديات جدد. ولم يشير الى محاسبة الحاليين على تلاعبهم بأموال الشعب، ولا معاقبة من تثبت ادانتهم! فما الذي يضمن لنا ان تلك المبادرات لن تستبدل حرامي بحرامي اخر يقف بالطابور هامسا لزميله "يا معود كافي خليلنا شوية من الملايين".
فلم تعتذر أي كتلة عن مرشحيها، ولم يبادر أي قائد لتلك الكتل بمحاسبة مرشحيه على سوء اداءهم وسرقاتهم واستغلال المناصب لصالحهم الشخصي، ولم يفكر اي منهم بالانسحاب من السلطة وإعادة ما استولوا عليه من أموال الشعب. كلهم يدينون الفساد، كلهم شرفاء ومخلصين. ولم نكن نعرف حجم خطأنا الا بعد إن عرفنا إن المفسدين والحرامية وسارقي أموال الشعب ونوره وماءه هم في الحقيقة من (جزر الواق واق). ولكن لا نعرف كيف ومتى دخلوا العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة