الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين المنسيّة وسط ثورات محيطها

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2011 / 3 / 5
القضية الفلسطينية


الثورات الشعبية الليبية واليمنية والبحرينية، والتحركات الأردنية والعراقية والسعودية والجزائرية والمغربية بعد انتصار شعبي مصر وتونس في ثورتيهما أخذت الإهتمام العربي بأكمله، وأنست الكثير من الشعوب العربية واجبها الدائم تجاه فلسطين المحتلة.

ويمكن للشعوب الثائرة أن تبرّر سهوها هذا وبقوّة، لأنّ سعيها إلى خلع الأنظمة المهادنة والمسالمة للصهاينة بل والعميلة والمتعاونة في أمثلة الكثير منها، يوضح عمل الثوار المتماشي مع روح المقاومة والممانعة في وجه الصهاينة وعملائهم في كل بلد من البلدان وبمواجهة معظم الأنظمة العربية.

في الثورة الليبية وكذلك في الثورة المصرية، رأينا وجوهاً كثيرة لمتظاهرين ترفع صوتها عبر الشاشات معاداة للصهاينة، واتجاهاً ناصية فلسطين وشعبها. كثير من الشعارات ظهر وأعلن، يكشف الحقيقة الخالصة للشعوب العربية في دعمهم لحركة الفلسطينيين الحقّة في تحرير بلادهم من الصهاينة، واستعادة أراضيهم المسلوبة، وإعادة الشعب اللاجئ إلى أراضيه التي سلخ عنها وهجّر على مدار تاريخ الصراع العربي الصهيوني.

وعلى الرغم من الفضح الكامل لاتصالات الكثير من أركان السلطة الفلسطينية مع الصهاينة وتعاونهم معهم في شؤون عسكرية واستخباراتية وأمنية معادية للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، فإنّ هذا الموضوع لم يأخذ حقّه أبداً في الإعلام بعد اشتعال الثورات رغم أنّه شعلة ثورة بحدّ ذاته.

والثورة هنا مطلوبة من الفلسطينيين بأفرادهم قبل فصائلهم، وقد أثبتت الثورة الشعبية جدواها في أنظمة هي من أعتى الأنظمة وأكثرها مناعة.. فعلامَ ينتظر الفلسطينيون في الضفة الغربية بقاء محمود عباس وسلطته الواهية المتعاونة مع الصهاينة لضربهم؟ وعلامَ تنتظر الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير بقاءهم في هذه المنظومة التي تجرّ بلادهم وشعبهم إلى ذلّ لم يعتادوه أبداً؟ بل وعلام ينتظر شرفاء حركة فتح أنفسهم- وفيهم الكثير من الشرفاء والمقاومين- استمرار التيار الصهيوني فيها ممسكاً بمقاليدها؟

تلك ثورة لا بدّ أن تبدأ، ولطالما كان الشعب الفلسطيني منبعاً للثورات والإنتفاضات في وجه المحتلين والعملاء. تلك ثورة لا بدّ أن تقوم وتترافق مع تفعيل عمليات المقاومة في غزة والضفة تجاه الصهاينة أملاً في تحرك فلسطينيي الخط الأخضر أيضاً في انتفاضة تعيدنا دوماً إلى ذكراهم الكبيرة في يوم الأرض.

هي ثورة مطلوبة من كلّ فلسطيني أينما كان لحلّ السلطة بأكملها أولاً، وعودته إلى سبيل المقاومة ثانياً، ووصل فلسطينيي الضفة وغزة والخط الأخضر والشتات ثالثاً وأولاً وثانياً وبشكل نهائي، فالشعب هو صانع الثورات لا حفنة من المتسلطين الذين اتخذوا سبيل المفاوضات طريقاً.

عندها ستعود فلسطين إلى الواجهة الإعلامية كما هي دائمة الحضور في الواجهة الإنسانية الثورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا