الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشرت على طريق الاحتجاجات في العراق

جليل البصري

2011 / 3 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الاحتجاجات استمرت في العراق على عكس ما توقع الكثيرون ممن لايرون في العراقيين القدرة على التعبير عن استيائهم من ما يجري في السلطة من فساد وسوء استخدام للمال العام وانتهاك لحريات المواطن واستغفاف بمشاعره وقدراته وحقه في توجيه سفينة العملية السياسية بما يضمن تحقيق تجربة ديمقراطية حقيقية وان لا تتحول وسائل الديمقراطية المطبقة في العراق الى مطية يركبها الساسة الفاسدون للوصول الى سدة الحكم ومحاججة المواطن بانه هو من اوصلهم اليها ولا يحق له ان يعترض.
ان الديمقراطية تضمن حق الاعتراض والاحتجاج هذا لان بدون ستكون هذه الديمقراطي دكتاتورية مقنعة. ولذا فان ممارسات السلطات في التضييق على المتظاهرين واستخدام اسليب منع التجوال وقطع الطرق واستغفال البعض والطلب من المحتجين التفرق ومضايقة وايذاء الصحفيين وتحجيم التغطيات الصحفية تعد تراجعا كبيرا عن التقدم الذي حققه العراق بعد سقوط الصنم عام 2003 ، وهو تراجع ساهمت القاعدة والبعثيون في جعله حقيقة واقعة واستغله الفاسدون من جيل العملية السياسية الجديدة لكم الافواه والتمتع بخيرات العراق لوحدهم.
ان اسبوعين او ثلاثة من الاحتجاجات كسرت حاجز التردد لدى المواطن وحاجز السلبية ولكنها وسعت من مشاركة المستقلين والمتذمرين من سيطرة الاحزاب على مقليد السلطة وخلقت مناخا للوئام الشعبي لم تخلقه كل محاولات الاحزاب الزائفة والصادقة للمصالحة الوطنيةن فالشعب يدرك الان ان لعبة الصراع كانت مستثمرة لابقائه صامتا ومكبلا بالف قيد ومفرقا.
احد المؤشرات في تطور الاحتجاجات هو استمرارها وضعف تأثير الدعوات التي يوجهها رجال الدين الموالين بهذا الشكل او ذاك للسلطة بمن فيهم المراجع الشيعية الكبيرة وضعف تأثير القيادات السياسية التقليدية التي لم يعد يصدقها احد فسنين ثمان من الحكم كانت كافية لان تظهر الطبقة السياسية التي تسعى الى شراكة جميع اطرافها في الكعكة قدرا كافيا من اهتمامها بالمواطن، لكنها لم تفعل بل واعتقدت ان المواطن يجب ان يهتم بمشاكلها في تقسيم الكعكة بدلا من متابعة مسلسل "الاوراق المتساقطة"!.
ان مناقشة المهلة المالكية او حتى الصدرية امر لا يستحق العناء لان الحكومة في اطار تشكيلتها الحالية غير قادرة على محاربة الفساد وغير قادرة على تحقيق انجازات حتى لو امهلت سنة ولكن المطالبة المستمرة من خلال النزول الى الشارع اسبوعيا والتصعيد الى يوميا سيزحزح الوضع ويجعل سقف المطاليب وقدرات الحكومة على المحك. وهو ما نعتقد ان الشارع ستجه اليه.
المؤشر الاخر هو تحول واضح في اسلوب الاحتجاجات وتاكيدات لا تقبل اللبس في سلميتها، منها العروض المسرحية والموسيقى والغناء ومنع الاقتراب من الشرطة وغيرهان مما يضع استخدام الحكومة لكل هذا الحشد الهائل من القوات المسلحة ورجال الشرطة ومكافحة الشغب أمر مثير للانتقادات.
المؤشر الاخير هو خروج الاعلام والصحافة من سيطرة الدولة بواسطة الصحافة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي التي عوضت ايضا عن الحزب والتنظيم في الدعوة الى نشاطات اجتماعية وسياسية واحتجاجية مفتوعة وعلنية وليس كما جرى في التقليد السياسي العراقي العمل في الخفاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل