الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقباط بين سلطة الكنيسة ومستجدات الواقع المصري

وجدي وهبه

2011 / 3 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من يتابع الشأن القبطي في الفترة الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بمستجدات الثورة التي أطاحت بمبارك ونظامه يجد أمامه حالة من الانقسام الواضح بين تيارين رئيسيين. الأول يتزعمه قيادات كنيسة على رأسها البابا شنودة التي كانت تصرح على الدوام بأن الكنيسة المصرية تؤيد مبارك ونظامه حتى في لحظات الرمق الأخير للسلطة المنهارة. وأما التيار الثاني فهو يقوم بالأساس على الكثير من الشباب الأقباط وبعض الكنائس التي تنتمي بالأساس لطوائف أخرى والتي شاركت منذ البداية في الحركة الاحتجاجية ضد النظام.

والواقع أن التيار الأول المدعم للسلطة المعزولة لا يقوم فقط على قيادات الكنيسة، ولكنه يحظى بتأييد غير قليل فيما بين الكثير من الأقباط من غير رجال الدين. وثمة أسباب عديدة لهذا لعل في مقدمتها الخوف من سيطرة التيار الإسلامي على السلطة وما يشكلها هذا من هاجس كبير ليس فقط للأقباط ولكن لكثير من أبناء الشعب المصري. هذا الخوف كثيراً ما يغلفه استخدام انتقائي لبعض النصوص من الكتاب المقدس يتم توظيفها لتأييد فكرة الخضوع للسلطة وعدم العصيان عليها بغض النظر عن مدى ما تمارسه من ظلم وطغيان وفساد.

ولعلي أحيل القارئ إلى مقال سابق لي كُنتُ قد نشرته من قبل في موقع الحوار المتمدن وذكرت فيه أن القيادات الكنسية داومت على مساندة نظام مبارك من منطلق تبادل المنافع بين السلطة والكنيسة بحيث تدعم الكنيسة السلطة الديكتاتورية للنظام في مقابل أن يطلق النظام يد القيادة الكنسية في مواجهة أي معارضة داخلية علاوة على بعض المكاسب الضئيلة والوقتية من آن لآخر. وبالطبع، ظل النظام الحاكم يتظاهر بأنه حامي الأقباط في مواجهة التيار الإسلامي المتشدد، وهو ما بات محل شكوك كبيرة خاصة عقب تسريبات أكدتها وثائق تم كشفها من مباحث أمن الدولة تشي بتورط وزارة الداخلية المصرية في عملية تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، وهو ما يهدم مزاعم حماية النظام السابق للأقباط بشكل كامل. والحقيقة إنني تساءلت اليوم وأنا أرى بعض وثائق مباحث أمن الدولة عن طبيعة المعلومات التي قد نتمكن من معرفتها عن علاقة الكنيسة بالسلطة إذا ما تم تسريب بعض الوثائق الخاصة بالكنيسة من أمن الدولة، والتي أدرك يقيناً أنها تحوي على الكثير من المعلومات الخطيرة علاوة على الكثير من الفضائح التي قد تُعجل بحدوث ثورة داخلية حقيقية داخل الكنيسة المصرية.

غير أن انهيار النظام السابق على يد ثورة شعبية خالصة وذات طابع مصري بامتياز أوجد هذه الحالة من الارتباك داخل الكنيسة بكل طوائفها في مصر، لكنه في ذات الوقت أخرج إلى السطح شباب أقباط معظمها من العلمانيين الذين شاركوا إلى جانب إخوانهم المسلمين، ودفع البعض منهم دماءهم الطاهرة مثل الكثير من المصريين ثمناً للحرية والديمقراطية المرجوة.

ولعل هذه المشاركة القبطية الفردية تعود فتذكرنا بالحقبة الليبرالية الحقيقية التي عاشها الشعب المصري في النصف الأول من القرن العشرين حينما كان للأقباط تواجد فعلي وملموس ليس على أساس ديني وإنما على أساس وطني وقومي. لقد كان للأقباط تواجد فعال في النشاط السياسي المصري في معظم الأحزاب المصرية وعلى رأسها حزب الوفد. فرأينا مكرم عبيد وويصا واصف وغيرهما ممن أكدوا على الحس الوطني للأقباط. ولم تكن الكنيسة تستطيع أن تمارس دور الوصي على الشعب المسيحي، لكنها كانت تقوم بدورها الرئيسي كدار للعبادة إلى جانب أدوار أخرى لا تقل أهمية مثل مساهمتها في مجال التعليم والصحة وتنمية المجتمع وغيرها. غير أن انقلاب 1952 وما تبعه من قمع الحريات وحظر الأحزاب وتأميم الممتلكات قضى على التجربة الليبرالية في مصر وقضى معها على التواجد القبطي السياسي فلجأ المسيحيون إلى الاحتماء بأسوار كنيستهم، وصارت الكنيسة هي المتحدث الرسمي باسم الأقباط بل ربما أضحت الكنيسة بعد ذلك بمثابة الوصي على الأقباط والمتحكم في قرارتهم وكأن الأقباط غير بالغين سياسياً ويحتاجون إلى تلقى الإرشاد من الكنيسة.

إن الأمل المنشود الآن هو أن يعبر الشعب المصري، مسلمون وأقباط، إلى حقبة ليبرالية وديمقراطية ثانية، فيها يتمكن جميع المصريون من المشاركة الفعالة في توجيه مجتمعهم نحو التطور والتقدم والازدهار على أسس من الديمقراطية والحرية والعدالة. وهذا لن يكتمل إلإ بأن يتمسك جميع المصريون بحقوقهم ووجباتهم، وفي مقدمتها الحقوق والواجبات السياسية. أما بالنسبة للأقباط فعليهم ألا يدعو أي جهة سلطوية أو قمعية أن تحرمهم من المشاركة السياسية والمجتمعية، سواء كانت هذه الجهة هي السلطة الحاكمة أو الكنيسة أو أي جهة أو تيار آخر. ينبغي على الأقباط الآن أن يتفاعلوا مع الواقع السياسي الجديد بكل مستجداته ومتطلباته، وألا يسمحوا للكنيسة أن تمارس دور المرشد أو الوصي على قراراتهم السياسية. ومن جهة أخرى ندعو الكنيسة أن تعود إلى ممارسة دورها التقليدي بكونها قيادة دينية لا سياسية، وأن تلتزم بدورها المتميز في التنمية المجتمعية وتدعيم ثقافة التسامح والاستنارة وحرية التفكير.

أخيراً فإن الفرصة سانحة الآن أمام الأقباط لأن يعودوا للمشاركة السياسية لا على أسس طائفية بل على أسس وطنية. بكل يقين من حق الأقباط كمثل أي مكون آخر من مكونات المجتمع المصري أن يتحالفوا ويدعموا التيارات والأحزاب التي تحقق الجزء الأكبر من متطلباته ورغباته. وبالتأكيد ثمة بعض المطالب والاحتياجات التي قد يتوحد حولها معظم الأقباط إلى جانب تيارات أخرى ليبرالية أو يسارية أو حتى إسلامية. لكن على الأقباط توسيع مجال اهتماماتهم والتخلص من النظرة الضيقة لمصالحهم بحيث يمكن أن نرى الأقباط ممثلين في جميع التيارات السياسية والحزبية لا بصفتهم كأقباط وإنما كمصريين. وهكذا يمكن للأقباط أن يعبروا برفقة جميع المصريين إلى وطن أكثر رحابة وديمقراطية وحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب وذاكرة الوطن
حازم حازم ( 2011 / 3 / 7 - 07:45 )
في عصر مبارك تكاثرت مذابح الأقباط من الكشح مرتين والقوصية ونجع حمادي وإحراق الكتائس التي لا عد لها وآخرها كنيسة القديسين، فكيف حمى مبارك الأقباط؟؟!!
أما عن مستجدات الواقع المصري، وفي عصر الثورة المجيدة تم التعدي على كنيسة رفح وهدم كنيسة إطفيح وتسويتها بالأرض. وتم هدم أسوار دير الأنبا بولا ودير الأنبا بيشوي على يد جيشنا الباسل.
أعتقد أن الكاتب كان غائبا.. أو فاقدا لذاكرة الوطن


2 - الشأن القبطي وقضية فلسطين
منتظر بن المبارك ( 2011 / 3 / 7 - 07:49 )
يبدو أنك تعيش في الخارج فنسيت مواصفات النسيج المصري وأجزم أنك لا تعرف أو تعي شيئا عن الشأن القبطي الذي أصبح لعبة لكل من هب ودب، وتشابه بقضية فلسطين، الكل يبحثها في سبيل الحصول على الدكتوراه، حتى تخطى الحاصلون على الدكتوراه في قضية فاسطبن الألاف.
البابا شنودة لم يؤيد مبارك ولكن تمسك بوصايا الكتاب المقدس التي تقول:
قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله (الأمثال 21: 1)
لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ،‏٢حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً (رومية 13: 2)
رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا (أعمال 23: 5). وغير ذلك الكثير.
وعندما رحل مبارك سيتعامل الرئيس القادم لبنفس طريقة معاملة مبارك وقبله السادات.


3 - تعقيب من الكاتب
وجدي وهبه ( 2011 / 3 / 7 - 13:46 )
أود أن أعقب بإيجاز على التعليقين السابقين. أولاً: بالنسبة للتعليق الأول فأنا أتفق معك بأن نظام مبارك لم يحمي الأقباط أو الكنيسة. ويقيناً أن قضية حرق الكنائس قضية متشعبة يتداخل فيها الديني والثقافي والسياسي. لكن كل ما أقوله إن علينا أن نتصدى بأن نتفاعل لا أن نتقوقع ونعيش حالة من عقدة الاضطهاد التي نعيشها منذ عقود طويلة وتستغلها بشدة السلطة الكنسية
فيما يتعلق بالتعليق الثاني فما ذكره المُعلِّق هو جزء من الاستخدام الانتقائي للنصوص المقدسة الذي أشرتُ إليه أيضاً في مقالي. غير أن ثمة نصوص عديدة أخرى من الكتاب المقدس تؤكد على مبدأ التصدي للظلم ومواجهته حتى حينما يكون هذا الظلم من الحاكم. ويكفي أن أحيل القارئ الكريم إلى قصص بعض الشخصيات مثل النبي إيليا ويوحنا المعمدان وغيرهما الكثير حتى أن ثمة الكثير من اللاهوتيين يرون في موت المسيح نموذجاً للتصدي للظلم ومناصرة الضعيف. أخيراً فإن أي إنسان لديه قدر من الضمير يتعجب من استخدام بعض المتدينين، أي كانت أديانهم، لنصوصهم المقدسة لكي يروجوا لدعم الظلم أو نشر العنف تجاه الآخرين، ففي النهاية النص المقدس يُفترض فيه أنه يعبر عن إله عادل ورحيم بكل البشر


4 - مصداقيتك في إثبات إنتقائيتي
منتظر بن المبارك ( 2011 / 3 / 7 - 15:47 )
أنا لم انتق نصوصا، هذه هي روح الكتاب المقدس، والسيد الكاتب لم يأت بنص واحد يثيت به انتقائيتي للنصوص. أما عن إيليا فهو كان يدافع عن الدين مؤيدا بالأيات الباهرات ولم يخرج على الحاكم. كذلك المعمدان كان يدافع عن قضية دينية عندما تزوج هيرودس زوجة أخيه، وبالمناسبة هو عين ما فعله البابا عندما اعترض على الزواج الثاني. والسيد المسيح في سمو فدائه للبشرية لم يخرج على الحاكم بل قال: أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
ومازلت منتظرا النصوص التي قلت عنها.
المسيحية لا تروج للظلم، بل تنبه وتعترض وتستخدم الوسائل السلمية كافة لإثبات وجهة النظر الصحيحة ومثال ذلك بولس الذي قال: إلى قيصر أنا رافع شكواي. ولا تنس أن: قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله (الأمثال 21: 1)
سلام


5 - الكنيسة ومبارك
حازم حازم ( 2011 / 3 / 7 - 16:10 )
قلت سيادتك: أن القيادات الكنسية داومت على مساندة نظام مبارك من منطلق تبادل المنافع بين السلطة والكنيسة بحيث تدعم الكنيسة السلطة الديكتاتورية للنظام في مقابل أن يطلق النظام يد القيادة الكنسية في مواجهة أي معارضة داخلية علاوة على بعض المكاسب الضئيلة والوقتية من آن لآخر.
فأجبتك بأن النظام منحنا المذابح وإحراق الكنائس. سيادتك تتحدث كلاما مرسلا لم تذكر لنا مكسبا واحدا حصلت عليه الكنيسة من النظام السابق. أنت تعلم أن سلطة الكنيسة سلطة بطريريكية تلزم أبناءها بأحكام الكتاب، والمعارض لهذه الأحكام هو خارج الكنيسة بدون تدخل سلطاني أو رئاسي.
تحياتي


6 - رد على الكنيسة ومبارك
وجدي وهبه ( 2011 / 3 / 7 - 16:45 )
مرة ثانية لا أجد مفراً من التعقيب على الإخوة الأعزاء المعلقين
أولاً: العلاقة بين الكنيسة والسلطة السابقة أكثر تعقيداً مما تتخيل. أود أن أتساءل على افتراض أن النظام لم يمنح قيادة الكنيسة أي مكاسب ولم يقدم للشعب المسيحي سوى القتل والحرق، فماذا تظن أن يكون السبب وراء الدعم الواضح من قِبل البابا شنودة للرئيس مبارك ونظامه؟! فإذا كان هذا لمجرد أن السلطة الديكتاتورية التي تضطهد المسيحيين هي أفضل من الإسلاميين، فهل تظن أن هذه القيادة الدينية بهذا تتبع روح الكتاب المقدس في دعمها لسلطة غاشمة تقتل المسيحيين وتحرق الكنائس لمجرد الخوف من تيار آخر سوف يقتل المسيحيين أيضاً. أم ربما يكون هناك بعض المؤشرات يمكن قراءتها من بين السطور تشي بشيء آخر. وأحيلك هنا إلى قضية الطلاق في المسيحية وأزمة وفاء قسطنطين والأنبا مكسيموس. كل هذه وغيرها توضح العلاقة الملتبسة بين السلطة الكنسية وبين النظام السابق.


7 - الانتقاء في استخدام النصوص الكتابية
وجدي وهبه ( 2011 / 3 / 7 - 16:58 )
أما فيما يتعلق باستخدام بعض الآيات الكتابية التي ذكرها السيد منتظر والتي تم اقتطاعها من سياقها التاريخي، فهنا ينبغي الإشارة إلى أمرين: أولاً عن أي ملك تتحدث؟ هل الملك سليمان مثلاً هو الرئيس مبارك؟ لا يمكن قراءة النصوص الكتابية بطريقة مجتزئة وخارجة عن السياق. القضية ليست في استخراج بضع آيات وتقديمها كحجة لهذا الرأي أو ذاك، وإنما القضية هي التأكيد على أن المسيحية تسمع صرخات الشعوب المتألمة وتؤيدهم في نضالهم السلمي والمشروع ضد الحكام الطغاة والظالمين. ما أدركه جيداً أن إله المسيحية يستمع لصرخات المظلومين ويتحالف معهم في نضالهم السلمي ضد الظالمين
ثانياً: أود أن أقدم مثلاً موجزاً من رسالة رومية 13: 1 التي تستخدم بكثرة لتأييد الحاكم. ولكن هنا السياق يهم فإن الرسول بولس يقول في الآية الرابعة عن الحاكم إنه -خادم الله للصلاح!- فهل ترى أن هذا ينطبق على الكثير من حكامنا!


8 - التعليق على الكاتب و مبارك
شابة مصرية ( 2011 / 3 / 7 - 18:49 )
اخوتى الاعزاء اتفق مع الاخ مبارك فى ان النظام منحنا المذابح وإحراق الكنائس و أن سلطة الكنيسة سلطة بطريريكية تلزم أبناءها بأحكام الكتاب، لكن ما الذى استطاع رأس الكنيسة ان يفعله لحماية الاقباط تحت حمايته فى الكشح و نجع حمادى و الاسكندرية فى كلتا الحادثتين البشعتين ، بل و ايضا فى قضية قتل الخنازير البريئة من الانفلوانز .سيادتك ايضا تتحدث بداية كلامامرسلا. اما الا خ الكاتب فاريد ان اقول له الان زمن اخر غير زمن ليبراليةالقرن العشرين فى ذلك الزمن لم يكن للكنيسة دور فى المجتمع بشكل فعال و اتكلم هنا عن الكنيسة القبطية التقليدية،اما الان فيجب على الكنيسة التفكير فى طرق جديدة لتكون الكنيسة اكثر فاعلية فى مجتمعها ، لتكون مصر بالفعل وطن يعيش فينا و ليس وطن نعيش فيه،و بذكر هذا القول الماثؤر لقداسة البابا شنودة و من قبله مكرم عبيد باشا .يجب ان تبدا الكنيسة فى التحرك المؤثر و ليس انتظار رد الفعل.


9 - تعقيب على المعلقين
مجدي محروس عبدالله ( 2011 / 8 / 31 - 20:04 )
اتفق جزئيا مع كاتب المقال وبالاخص التحالف بين السلطة السياسية والكنيسة
استطاعت الكنيسة ان تبني تحالفها مع النظام وتبنت مصالح الرياسات الدينية متمثلة فب البطرك الذي اسمته احدى الاخوات رأس الكنيسة(رأس الكنيسة هو السيد المسيح وليس احد اخر)فمبارك هو الذي رجع البابا بعد ما عزله السادات
لذلك كان يحفظ له الجميل على حساب الشعب القبطي المسحوق
وخلال هذه الفترة استطاعت قيادات الكنيسة ان تدمر وعي الشعب القبطي ليصبح اكثر سلبية وجبن وليترك الساحة خالية للتيارت المتطرفة في المجتمع

اخر الافلام

.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا


.. #shorts -21- Baqarah




.. #shorts - 22- Baqarah