الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفيح وما جرى فيها

محمد عبد الفتاح السرورى

2011 / 3 / 7
المجتمع المدني


أقر وأعترف أننى لاأطيق أن يمس شخص ما بظلم بسبب ديانة أو أراؤه السياسيه أو معتقداته الشخصية طالما أن ما يطمره داخل نفسه من عقيدة أو دين أو رأى لا يؤذى الآخرين بالقول أو الفعل ... أقر وأعترف أننى أتعاطف بصفة عامة مع الأقباط فى مصر ومرجع هذا التعاطف ليس من قبيل الشفقة أو المنن ولكن من قبيل شعورى أن ٌباط مصر هم بالفعل جزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى ويمثلون فى مجملهم بعدا رائعا من أبعاد التعددية الدينية والثقافية التى تعد ذخيرة من ذخائر أى مجتمع - فيا بئس المجتمعات الأحاديه- وعندا ترامى الى سمعى تلك الأحداث المؤسفة التى حدث للأقباط فى منطقة أطفيح بإحدى محافظات مصر من هجوم جائر على الكنيسة أصابنى الهم مما قد يؤل اليه الحال فى مصر فى ظل التطورات الأخيرة التى تمخضت عنها ثورة الشعب فى الخامس والعشرين من يناير والتى أزاحت عنا كثير من الهموم والغيوم وأراحت البلاد والعباد
وياليت الأمر توقف على الهجوم على كنيس- كما هو معتاد - بل تعدى جبروت هؤلاء البلطجية الى طرد المواطنيين المصريين من بيونهم وإبعادهم عن القرية بدعوى وقد أعلونها قرية إسلامية خالصة ولا حول ولا قوة إلا بالله
المفارقة أن بداية الأحداث لم تبدأ بروح طائفية كما إنتهت بل بدأت بخلاف إجتماعى قد يقع بين أبناء الدين الواحد ولكن لأن النفوس مشحونة برواسب وتراكمات لم يجر التصدى لها بحسم على أى من المستويات التربويه والإجتماعية والسياسية والثقافية فما أسهل أن يتحول هذا الخلاف العابر الى حدث غابر يأخذ معه فرحة المصريين بثورتهم الجليلة وكأن المجتمع المصرى يأبى على نفسة إستكمال فرحته
إذا كنا الآن فى مرحلة ترتيب الأوراق وتنظيم البيت من الداخل -وتنظيفة- فلا يجب على الضمير العام العام المصرى متمثلا فى مثقفيه وإعلامه ومناهج تعليمة أقول لايجب على هذا الضمير العام أن يتجاهل تلك القضية التى طالما تعاملنا معها بسطحية وسذاجة منقطعة النظير
المجتمع المصر تغير ولكن هذا التغير ليس كاملا وهذا شىء طبيعى ومن طبيعة الأشياء فلا يمكن لثقافة مجتمع أن تتغير بين عشية وضحاها والمأمول فى مرحلة المخاض التى يعيشها مجتمعنا فى تلك الأيام أن يتم فتح جميع الملفت الحساسة والتى بدء فتحها بالفعل شريطة ألا يتم تجاهل أى قضية كبر شأنها أم صغر فما بالنا والقضية هى قضية جزء أصيل من مكونات المجتمع المصرى الذى يجرى عليه ما يجرى على سائر مواطنيه من أفراح واتراح من حق الأقباط أن يغضبوا لما حدث لهم ومن حق القساوسة أن يجأروا بالشكوا وأن يعلنوا ضجرهم مما حدث وإن لم يفعلوا فقد قصروا فى حق دينهم ولكن عليهم أن يتيقنوا جيدا أن الكثير جدا من المصريين المسلمين يشعرون بآلامهم وضيقهم ويقدرون غيرتهم على دينهم - وتخوفهم - من القادم وهو الشعور الذى يخجل كثير من الأقباط أن يعلنوه
أقباطنا ... لا تحزنوا إنا معكم فلستم وحدكم فهو وطن واحد يبحر بنا جميعا وعلى الرغم من أن المقولة السابقة أصبحت تقال كثيرا وبألفاظ مختلفة إلا أنه وعلى ما يبدو أن هذه البديهيه الإنسانية والإجتماعية والسياسية غائبة عن أذهان الكثيريين وما أكثر غياب البديهيات فى حياتنا المثقلة
ليس من مصلحة المجتمع المصرى فى هذه الآونه-ولا فى أى وقت كان- أن يوجد إحتكاك طائفى بين مسلميه وأقباطه بل على العكس أن المشعب المصرى فى تلك اللحظة الفارقة عليه أن يعى جيدا حجم المسئولية الملقاه على عاتقه أما نفسه الحاضرة أولا وأما الأجيال القادمة ثانيا وثالثا والى آخر العد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة


.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي




.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة