الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر الشحاته

مصطفي النجار

2011 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مصر الشحاته

"لقد وجدت الخزانة خاوية" .. هذه الجملة أستطيع أن ألخص بها حال كل من حكم مصر منذ عصر مينا موحد القطرين مروراً بالعصور اليهودية والمسيحية والإسلامية إلى أن وصلنا للحالة من "اللا مسمي" التي نعيشها الآن في مطلع العشرين عاماً من القرن الحادي والعشرين. الخواء عرف في اللغة العربية بأنه فراغ بلا أي معني للمادة أياً كانت هذه المادة، وبالتالي فكل الزعماء في السابق والرؤساء في مصر لم يجدوا مليماً في خزانات البلاد، بل أنهم استلموها فارغة تماماً، والعجيب أنهم جميعاً لم يحققوا فمن جعلها فارغة أو كيف أصبحت هكذا؟

انشغل الحكام _والله على ما أقول شهيد_ فقط بإفراغ الخزانات بكل أنواعها وأشكالها من محتواها، لا لشئ غير لمئ أعيونهم التي لا يملؤها إلا التراب ولم يدركوا أنهم في نفس التراب يدفنون، لست من الواعظين ولا أبرأ نفسي من أى ذنب فالجميع مذنبون، فالصمت ذنب واستعلاء على الحق، والحديث بالباطل قمة الظلم للنفس البشرية ولها يوم القيامة عذاب درجة أولي، لكن ما أريد الاستفسار عنه: لماذا لم يمل الحكام على مر العصور واختلاف الكلمات والمعاني والعبارات على تغيير هذه المقولة الشهيرة التي لم تعرف طريقا غير مصر إلا أن بعض الحكام العرب قلدوا حكام مصر حسب ثقافات شعوبهم ليكون المعني والمضمون واحد.

المعونات الأجنبية تستخدم لسد جوع الشعب المصري والدعم من كل مكان يساعد في سد هذا البؤس الذي نعاني منه، وعلى الرغم من قيام ثورة 25 يناير 2011 إلا أن الواقع لازال يبشر بأن من سيأتي سيغير فقط في القول لكن المضمون واحد، فلا ينكر أحد أن رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق بعد أن تولي منصبه وبعد رحيل الرئيس مبارك بقوة من الشعب المصري الرافض لوجوده، قال شفيق أنه وجد الخزانة فارغة كأنه ارتبط عاطفياً أو جسدياً برؤساء مصر جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك وبمن قبلهم جميعاً سوي الرئيس المغلوب على أمره الذي نسيه التاريخ والسياسيين وهو اللواء الكبير المحترم محمد نجيب الذي حكم مصر لمدة ستة أشهر فقط لينهي قيادات الجيش وقتها رئاسته بطريقة مهينة بعد أن استخدموه كواجهة لثورة 23 يوليو 1952، وهي السيطرة التي فرضها الجيش على نفسه منذ تغيير نظام الحكم وحتي الآن ولن يخرج الجيش من العملية السياسية المصرية أبداً بسلام، ومعروف عن العسكريين افتقادهم لأساليب الحوار والمسايسة وهي أبرز نقاط ضعفهم وفشلهم أحياناً.

أما فيما يخص المعونات فلاشك أنها انعكست على الحياة العسكرية هي الأخري حيث أصبح السلاح الوطني مساعدات عالمية وأصبح لتجار السلاح سلطة أقوي من سلطة الحاكم حتي أنه يمكن أن يرحل الحاكم ولا يرحل أو يعرف تاجر السلاح وكذلك تجار المخدرات الكبار وليس صغار البائعين الذين تنشر أخبارهم بين الحين والأخر في الصحف ووسائل الإعلام، وأني لاقترح على هؤلاء التجار جميعاً المساعدة في إعمار مصر كنوع من الواجب الوطني إن كانت لديهم وطنية بدلاً أن يجد الحكام المحرومين الغلابة الخزائن فارغة فايخذوا من جيوبهم ويساعدوا الشعب البائس الفقير، وعلى الله قصد السبيل.


مصطفي النجار

كاتب وصحفي مصري شاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد