الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبشٌ في ذاكرة السجن: دراسة في طرق الإستجواب وإنتزاع الإعترافات في السجون الإيرانية

محمد حسن فلاحية

2011 / 3 / 15
أوراق كتبت في وعن السجن


تناولت مسبقاً ملخص كراسة وهي تشمل دروساً تعطى للطلاب في جامعة مختصة تابعة لوزارة المخابرات الايرانية ( وزارت اطلاعات جمهوري اسلامي ايران ) ففي هذا المقال أود أن أتطرق الى الاساليب المتبعة في السجون الايرانية وبعض مواصفات السجن وظروف السجناء الذين اقبعوا فيه ، للتعريف بما يدور في المعتقلات الايرانية من انتهاكات لحقوق السجناء عبر نظرة قريبة تلامس واقع هذه السجون وما تيسر من أسرارها.
في مستهل الحديث أحبذ التطرق الى الاساليب التضليلية التي تتبعها القوى الأمنية ضد المفرج عنهم بصورة مؤقتة وابتزاز اسرهم حيث تتسم هذه الممارسات بإحضار المفرج عنهم بصورة مؤقتة الى اماكن محددة لغرض إستجوابهم في أوقات منتظمة مثل الحدائق والفنادق والبيوت الامنة التابعة للمخابرات ويمارس محقق الأمن إرهاباً منقطع النظير ضد السياسيين المفرج عنهم خلال الإتصالات المباشرة وعبر الإتصال بالهاتف مما تربك هذه الممارسات الأمنية السجين وأسرته وتجعلها تعيش خوفاً يومياً .
الحالات التي يمر بها المعتقلون في المعتقلات السرية أوالأمنية تتلخص بالاشكال التالية :
أولاً:تعمل القوى الأمنية في اللحظات الأولى لإعتقال أي شخص له صلة بحدث سياسي أو أمني على إرهاب المتهم من خلال سلوك ينمّ عنه روح إنتقامية وعنيفة في معظم الأحيان حيث تسعى القوى المذكورة جاهدة للسيطرة على أي نوع مقاومة قد تظهر لدى المتهم فابداء العنف في اللحظات الأولى هي من سمات سلوكية أمنية لدى قوى الأمن والمخابرات الايرانية وذلك عبر كسر هيبة وكرامة المعتقل من خلال لمس الأعضاء الذكورية أو الأنوثية على حد سواء للمتهم بغرض كسر هيبتهم وإن لزم الأمر يجري ذلك التصرف وسط حضور أشخاص من ثم يتعرض المتهم للتعذيب الجسدي باللكم والركل والاشكال الخرى .
ثانياً:بعد الإعتقال والسلوك الأنف الذكر يقوم المحقق بصدور أوامره للسجان بسجن المعتقل في زنزانة إنفرادية ويوصي كادرالسجن التعامل مع كل معتقل على حدة خلال معرفتهم بـ "كاريكتير" المتهم وعبر استخدام زنزانة معدة سلفاً لهذا الغرض تحمل مواصفات محددة يمكن التحكم عن بعد على المتهم الذي يرى نفسه وحيداً والشعور بالوحدة وماينتج عنه سيؤدي بالمتهم الانجرار وراء سيطرة المحقق .
ثالثاً:عبر إرعاب المتهم من خلال إدخال صدمة خوف في قلبه لتتم السيطرة التامة على السجين فيستسلم السجين لإملاءات المحقق بكل بساطة عبر هذه المنظومة من التعذيب والارهاب.
رابعاً:يسعى المحقق إغراء المتهم عبر مجموعة من العروض والإغراءات وفي الواقع لا يتحقق عشر هذه الاغراءات لأنها اساليب خداعية ليس إلاويسعى المحقق من وراء ذلك إكمال معلوماته عبر تقديم معلومات منتقصة لإكمالها من خلال المتهم نفسه .
لنلق نظرة على الدستور الايراني وما يصرح به من مواد ونصوص قانونية وذلك عكس ما يتصرف به المحققون الأمنيون ضد المعتقلين :
1- استناداً للفقرة37 فإن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ولا ينظر القانون لأي شخص على انه مدان في حين يتعامل المحققون بالمخابرات الايرانية مع المتهم على أنه مجرم ومدان قبل إثبات تهمه .
2- استناداً للفقرة 38 لا يحق تعذيب أي متهم للحصول على معلومات أمنية وكلنا يعرف مدى الإنتهاكات والتعذيب الذي يمارس ضد السياسيين في السجون الايرانية خاصة الاحوازيين منهم .
3- استناداً للفقرة 39 لا يحق التشهير بالمعتقلين الذين تم القبض عليهم وعوائلهم وسيعاقب القانون أي تطاول على حقوق المعتقلين ونعرف أن هذا البند حبر على ورق ففي السجون الايرانية كثيراً ما يشهر بالسجناء وعوائلهم .
4- معظم النصوص القانونية تشير الى حق المتهم في تفهيمه التهمة الواردة بصورة مكتوبة والذي يحدث في السجون الايرانية غير ما تنص عليه القوانين ذات الصلة بالسجين والمعتقل .
طرق تعذيب المعتقلين في السجون الإيرانية:
يستخدم التعذيب عبر الصدمة الكهربائية حيث هنالك عدة أجهزة كهربائية متطورة تستخدم لإدخال الصدمة على المعتقل كانت قد استوردتها الحكومة الايرانية في العقد الماضي من الدول الأروبية وتحديداً خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد خاتمي وتقوم السلطات باستخدام مثل هذه الأجهزة في سجون نائية خاصة عن العاصمة طهران وفي مناطق الشعوب غير الفارسية كي لا يكشف أمرها لمنظمات حقوق الانسان لكن هنالك عدد كبير من المعتقلين تحدثوا عن وجود مثل هذه الاجهزة .وكذلك التعذيب باستخدام الكي بالسجائر وكان عدد من المعتقلين اليساريين في إيران في الفترات السابقة قد تعرض لمثل هذه الحالات من التعذيب في السجون الايرانية .التعذيب باستخدام الزنازين الانفرادية لفترات طويلة عبر عزل المتهم في أماكن ضيقة وصغيرة.وهنالك طرق تعذيب غير إنسانية كشف أمرها بعد يونيو2009 وهي متمثلة بالإغتصاب الجنسي للمعتقلين الإناث والرجال على حد سواءلكنها كانت قد استخدمت في ثمانينيات القرن الماضي ضد تنظيمات يسارية وغيرها من تنظيمات مناهضة للنظام الايراني الحالي لكن لم يكشف أمرها سوى بعد الأحداث الأخيرة .
التعذيب بالطرق البيضاء مثل استخدام الغماضات على أعين المعتقلين وتهديد أسرهم لإنتزاع الاعترافات منهم ومنع المتهم من الحصول على الطعام والشراب والدواء وإبدال الأدوية بغيرها بغرض السيطرة على المتهم والضغط عليه للتوبة والتعامل مع القوى الأمنية حتى يطلق سراحه ومنع المتهم من الحصول على محام وكتب وصحف وقنوات تلفزة خارجية وراديو يلتقط إذاعات موجهة .
وهنالك حالات عديدة لم يتم التعرف عليها تحدث في السجون الايرانية وبحاجة الى مرور الوقت لكي يكشف أمرها فالأمل يحدونا بأن تنتهي مثل هذه الحالات عبر جهد منظمات حقوق الإنسان والناشطين في مجال حقوق السجناء لكي لانرى شخصاً في بلادنا يسجن بسبب رأيه أو معتقده أو إنتماءه الديني أو العرقي أو الحزبي أوالطائفي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف


.. بعد فض اعتصام تضامني مع غزة.. الطلاب يعيدون نصب خيامهم بجامع




.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د