الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإيقاظ بالكارثة!

علي شايع

2011 / 3 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


لا يوجد شعب في العالم أيقظته الكارثة مثل الشعب الياباني، فحكاية الضربة النووية في الحرب العالمية الثانية معروفة للجميع. وقصة العهد الياباني للبناء والتقدم يعلمها كلّ إنسان في العالم يفخر أن يكون بين أدواته المنزلية بعض مما يصنّعه هذا البلد العملاق تكنلوجيا.
الكارثة اليابانية الجديدة توجب الخشية على مصير أهل هذا البلد المسالم، فالزلزال الذي ضربه وهز معه قلوب العالم هو أعنف زلزال وهياج بحري في تاريخ الإنسانية، سيكلف خسائر تفوق مئة مليار دولار. ولكن ليست هذه هي المشكلة فالعملاق الياباني بانتظار نهوضه الجديد. وبانتظار ما سيمنحه من دروس في مواجهة أعتى غضب طبيعي حديث. ولكن المشكلة في ما جعل العالم يتيقّظ إلى الخطر النائم، فليس ثمة من يشكك بالقدرات اليابانية الهائلة، و مع هذا وجدت هذه الدولة نفسها عاجزة ومرتبكة أمام الخطر النووي، فالبلد يعدّ الدولة الثالثة في العالم التي تستخدم الطاقة النووية السلمية، بعد اميركا وفرنسا، وهي الأولى في مجال تأمين مفاعلاتها، بحسب تقارير وكالة الطاقة النووية، بسبب ما هو معروف من استباق للكوارث الطبيعة التي تتهدّد البلاد.
إلى الآن تبدو الأمور قيد الكتمان في حجم ما آلت إليه الوقائع المعملية، فالخبراء يقولون إن الخطر النووي بعد هذه الكارثة سيكون وشيكا في كلّ العالم، فما لحق بالمفاعل النووي الياباني من أضرار، رغم كل احتياطات البلاد وخبرتها، سيجعل الجميع في مدارات التأمل في المستقبل، فالكثير من البلدان دخلت مجالات الطاقة النووية دونما أي جهد يوازي خطورة المغامرة، وهي مغامرة كبرى ليس بمصير سكان تلك البلدان بل بمصائر من يجاورهم ومن تصلهم تلك الأضرار لو حصل فيها ما حصل في اليابان. وهذه ليست فوبيا نووية، بل هي انطلاق من تحصيل حاصل للركام النووي الذي يسعى إليه العالم كل يوم، وربما ستكون نهاية هذا العالم "نووية" مثلما توقعها رئيس الاتحاد السوفيتي السابق غورباتشوف، الذي نشر بهذا الخصوص سلسلة مقالات مرعبة قبل سنتين. منبهاً إلى الفوضى التي تحاول صنعها بعض الدول لتمرير خططها وبرامجها.
الواجب الوطني للحكومة العراقية يحتم اتخاذ قرار حازم يبيّن الموقف من تلك الدول وخاصة المجاورة منها، لوضع اتفاقيات ومعاهدات مشتركة معها بهذا الخصوص، وتشجيعها على الارتباط بالمواثيق الدولية، وجعل العالم في صورة المّطلع على حيثيات ما يجري من أجل استيفاء كل الالتزامات بهذا الخصوص. فالخطر النووي قادم لا محالة، والبلدان المأهولة بالأسلحة أو مفاعلات الطاقة والتخصيب ستكون أول المحطات عرضة للخطر ثم تليها دول جوارها، وهذا ما لا يرجوه عاقل في المعمورة.
أخيرا..على العالم البحث عن وسائل أخرى لإستحصال الطاقة، واليأس من فائدة الطاقة الذرية، فاليأس من الشيء أحيانا يكون طريقاً للاستغناء عنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة