الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باسل انت ومغوار ايها الملك

محمد السيد محسن

2011 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري في البحرين امر بات مفضوحا خصوصا بعد ان اضطرت المملكة العربية السعودية للتدخل في البحرين لاول مرة بشكل علني حيث ان السعوديين كانوا يتدخلون في احداث البحرين وبشكل متواصل عن طريق دفع مجموعة من رجال امنها ومخابراتها بشكل سري وبزي مدني , الا ان احداث البحرين في خضم مرحلة التغيير العربي هذه المرة عبرت عن خطورة التقارير التي وصلت الى ملك السعودية الذي اضطر ان يقطع اجازة النقاهة ويعود من المغرب لان السعودية وعلى مر الازمان تعد البحرين بوابة الامن بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تنئ دائما عن الخطر الشيعي سواء العراقي او الايراني
الامر هنا يذكرني ما قاله صدام حسين عام 2000 في ذكرى الحرب العراقية الايرانية واستذكاره لمراحلها الاولى واسبابها حيث قال حينها ان وزير النفط السعودي وصل الى بغداد في حزيران عام 1980مبلغا القيادة العراقية عبر رسالة شفوية من الملك خالد بن عبد العزيز ملك السعودية وقتذاك قلق السعودية من شعار" تصدير الثورة" الذي روجت له قيادة الثورة الاسلامية الايرانية وقال صدام حسين انه رد برسالة شفوية ايضا قائلا: ابلغ اخوتنا في الرياض ان "عقلهم" سالمة ان شاء الله مادام العراقيون بين ايران والسعودية. و"عقلهم" بضم العين والقاف جمع عقال في اللهجة العراقية الدارجة
وعند اسقاط هذه الحادثة عما يجري اليوم فان القيادة السعودية هي التي حددت مسارات التصرف البحريني ومخطئ من يحلل ان ما يجري في البحرين بتخطيط ملك البحرين لان السعوديين طبقوا نظرية الضربات الاستباقية لصاحبها دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق حيث اشارت التقارير التي وصلت الى العاهل السعودي ان من اهم اسباب سقوط نظامي حسني مبارك وزين العابدين بن علي هو عدم الجرأة في اتخاذ ضربات استباقية والتلكؤ في معالجة ما بدأ وبعد ذلك لم يكن من المقدور السيطرة عليه ولم يكن بد من القيادة السعودية الا ان تستعين بمعاهدة الدفاع الخليجي المشترك التي تشكلت عام 1986 ولكن الذي غاب عن القيادة السعودية والذي لن تكون قادرة على الدفاع عنه هو ان المعاهدة تنص على الدفاع عن الامن الخليجي لبلدان الخليج في حال تعرض هذه الدول الى خطر خارجي وهذا ما استندت اليه دول الخليج مجتمعة للدخول في تحالف الدفاع عن الكويت حين تم غزوها من قبل القوات العراقية وهي ذات المعاهدة التي استند اليها الرئيس الامريكي بوش الاب في محاولات اقناعه للعاهل السعودي الملك خالد بن عبد العزيز لقبول السعودية لدخول جيش الولايات المتحدة الامريكية للخليج والاراضي السعودية وهي ذات المعاهدة التي استعان بها الملك السعودي لاقناع عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد انذاك والذي كان يرفض بشدة دخول القوات الامريكية الى الاراضي السعودية , اليوم يستعين ملك البحرين بمعاهدة الدفاع الخليجي المشترك للدفاع عن عرشه وعائلته ويستقوي بقوات غير بحرينية للوقوف بوجه شعبه المطالب ببعض التعديلات ومن اهمها استخدام صلاحياته بحل حكومة عمه رئيس الوزراء والذي التصق بهذا المنصب لمدة اكثر من اربعين عاما وبشكل متتالي
ومن البديهي ان تستبق القيادتان السعودية والبحرينية لقبول المجتمع الخليجي اولا والعربي والدولي ثانيا لفكرة كانت مزعومة وهي التدخل في البحرين بشكل علني هذه المرة فبدأت حملة التواجد الايراني واستعانت بشبكة الانترنت حيث نشرت صورا لمتظاهرين بحرينيين يرفعون لافتة ترحب بايران للتواجد في البحرين ورد عليها ثوار البحرين وكشفوا اللعبة بربط الصورتين مع بعضها البعض الاصلية والمفبركة ونشرها عبر شبكة الانترنت, وكانت الخطوة الثانية استخدام التدخل الايراني ايضا شماعة للتهديد الذي تتعرض له البحرين وذلك من خلال اشاعة لفظ " الجماعات المحتلة " مستندين الى دعوة مرجع شيعي عراقي له اتباع من شيعة البحرين وهو السيد هادي المدرسي حيث دعا شيعة البحرين للاستفادة من ثورتي مصر وتونس للمطالبة بحقوقهم, وكانت تلك الدعوة في مسجد في مدينة قم الايرانية في محاضرة حضرتها جالية عربية والسيد هادي المدرسي معروف بتنقلاته الكثيرة بين بلدان العالم واللقاء مع الشيعة في هذه البلدان وليس الامر محصورا على تواجده على ارض ايرانية لتكون الدعوة للتغيير في البحرين من خلالها
كل هذه المعطيات تجعل من الضروري التفكير بشكل جدي بمواقف الشعب البحريني الذي انطلق رغم العنف الكبير ولكن من الضروري ان يستمر مستخلصا العبر من ثورات العالم اجمع حيث ان السلطات من السهل عليها ان تستخدم العنف لتسيل دماء الشعوب ولكن من الصعب عليها ان تداري تلك الدماء لان دماء الشعوب الثائرة تشرئب دائما قبابا تنير طريق الثورة وتستمر الثورات بهذه الفلسفة وتأتي اكلها وان بعد حين , وعلى ثوار البحرين ان يستفيدوا من عدم اتزان الموقف الامريكي واختلال توازن الاراء فيه حيث ان المتابع للموقف الامريكي باتجاه البحرين يجد ان الاطراف المسؤولة عن القرار الامريكي من مؤسسات وجماعات ضغط غير متفقة فيما بينها ففي الوقت الذي شجع فيه وزير الدفاع الامريكي غيتس السعودية لتنفيذ اتفاقية الدفاع المشترك على ضعفها ليكون الدعم الامريكي معها نجد ان الخارجية الامريكية رافضة تماما وهذا ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون بوصفها دخول القوات الخليجية للبحرين بانه خطأ وقولها: إن قضية البحرين تحتاج الى دعم للحوار لا الدعم العسكري , فيما يتارجح رأي البيت الابيض عبر رئيسه اوباما بين الموافقة والقلق , اقول: على المعارضة البحرينية وثوار البحرين ان يستغلوا هذه المواقف غير المتفقة لجمعها لصالحها عبر إدامة التحدي وعدم الاستسلام والقبول بتغييرات هشة وواهية ربما سيتكرم بها ملك البحرين على شعبه
وبعد ذاك كله على ثوار البحرين ان يعوا ان اليد الامريكية لم تعد طولى بعد ان فشلت في الدفاع عن رجالاتها في تونس ومصر وان ماحصل في هذين البلدين لم يكن بارادة امريكية ولكن التخطيط الامريكي حاول الاستفادة مما جرى وما زالت اليد الامريكية تنعى طولها وتعاني من قصرها
لكن التاريخ سيذكر ما يجري في البحرين اليوم بان ملكا يستقوي بمرتزقة متجنسين وقوات من خارج بلاده على اهل البلاد وما يدور في فلك البحرين وما حولها يبدو ان اول من انتبه اليه الحكومة الكويتية التي استوعبت الدرس قبل غيرها وقررت ان تدعم المفاوضات ولا ترسل قواتها, لان الكويتيين استفادوا من تجارب الصوت والصوت الاخر في بلدهم وطبقوا هذه المعادلة على اتفاقياتهم مع جيرانهم من الخليجيين وتعاملوا مع القضية تعاملا شعبيا لا حكوميا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي