الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة البحرينية وقد انقلبت مقاومة

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2011 / 3 / 17
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


يعجبني في ما يسمى بقوات "درع الجزيرة" أنّها أنشئت بهدف حماية دول مجلس التعاون الخليجي من الإعتداءات الخارجية. وفي سبيل هذا الهدف، غير المبرر منذ نشوء تلك الدول التي لم تخض أي حرب حتى اليوم، حولت عشرات المليارات من أموال النفط والغاز إلى أسلحة وجعلت تستعرض بها وتباهي. عشرات المليارات التي كان من المفترض بها أن تعمل على انتشال المواطن من الفقر والبطالة واليأس. وأن تعمل على تنمية البلاد بكلّ مناحيها الإجتماعية والإقتصادية والثقافية.

أسلحة وطائرات وآليات عسكرية مختلفة المهام، بل وأدوات طعام وعتاد وأمتعة عسكرية تصل إلى الملابس الداخلية للجنود كلها تستورده دول الخليج من الخارج أو تعطي التزاماته لشركات أجنبية -أميركية على سبيل التحديد. وأيّ صفقات هي هذه سوى فرض السيطرة الأميركية على تلك الدول بقواعدها وشركاتها المنتشرة فيها!؟ وأيّ أسلحة هي هذه التي لا هدف منها سوى قمع المعارضات الداخلية فحسب!؟ وأيّ جنود هم أولئك الذين ولاؤهم للملك "المفدّى" والأمير "المبجّل" و"أصحاب السموّ" دون ما يفترض منهم حمايته وهو المواطن.

تلك هي الصورة العامة قبل أن تتدخل السعودية في البحرين وتحتلها احتلالاً شاملاً في إطار تمثيلية غبية تجترّ مقولة الأمن الداخلي لبلدان مجلس التعاون. أما وقد دخلت القوات السعودية وفرضت سيطرتها اليوم، فالأمر لا يدعو لأيّ جدال في ما خصّ "قوات الإحتلال".

وأيّ واحد منا، وبصرف النظر عن خلفيته وأيديولوجيته واتجاهه، حين يسمع باحتلال، لا بدّ أن ينقل تفكيره مباشرة إلى الوجهة الأخرى... إلى مقاومة هذا الإحتلال.

والمقاومة بطبيعة الحال مشروعة، ولا تنتظر إقراراً من منظمة دولية أم إقليمية بها، أو اعترافاً من ديكتاتوريين يتسلطون على الحكم منذ الأزل بشرعيتها، أو فتوى من الفتاوي التي تحسب أنّها امتلكت رقاب الشعوب وحولتهم كما تشتهي إلى "عبيد".

المقاومة مشروعة اليوم في البحرين وبكلّ الوسائل. فزمن الإحتجاجات السلمية انتهى، وزمن تسلط الحكم الموروث الفئوي الفاشل لا رجعة إليه. هو اليوم يعيدنا إلى ما كان في لبنان ما بعد حرب السنتين عامي 1975 و1976، حينما احتلت جيوش قوات الردع العربية، الأراضي اللبنانية حماية لفئة تتسلط وتتحكم وتهمّش كلّ ما عداها، رغم أنّ قوى اليسار اللبناني في ذلك الوقت كانت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على البلاد بكاملها.

الفارق الوحيد أنّ البحرينيين لم يتسلحوا حتى اليوم، ومن الواجب أن يتسلحوا في وجه نظام استغل سلميتهم فأباح البلاد للإحتلال. فأيّ قوة هي هذه التي جاءت لقمع معارضة ربطتها بالخارج، وتعمل اليوم على تصفية "نفوذ الخارج " من خلال قتل وترهيب الفئة الأكبر في هذا البلد الصغير!؟

وبما أنّ من حق ملك البلاد أن يستعين بالخارج على شعبه، فمن الواجب أن يستعين الشعب بالشياطين لا بالخارج فحسب، عليه.. ولتكن عندها الحرب الشاملة التي مهما طالت فسيكون فيها النصر للشعب، والإندحار للإحتلال، والتنحي لنظام الفئة الواحدة. وفي الحرب كذلك ستظهر الولايات المتحدة وجهها الحقيقي القبيح، المخبأ خلف سواتر قواعدها العسكرية في البحرين وباقي دول الخليج.. تلك القواعد التي تدفع الشعوب تكاليفها وأثمان حروبها، وتبيح للديكتاتوريين الحكم أبد الدهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس