الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعة البحرين في العراق والخلط بين الزعامة السياسية والطائفية

محمد السيد محسن

2011 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


محمد السيد محسن
لندن
--------------------

في البدء اقول انني من المتعاطفين مع ثورة الشعب البحريني وادعم مطالبته بحقوقه ولكني لا اجرؤ ان اناقش قضية البحرين في برنامج "اغلبية صامتة" الذي اعده واقدمه من قناة الشرقية لان مظلومية العراقيين حسب تقديري تتجاوز مظلومية البحرينيين باربع سنوات ضوئية. وما يثير اشمئزازي قرارات ساسة العراق الذين اتبعوا قرارات زعماء الطائفة الشيعية في العراق والبحرين ولبنان وايران وفي كل مكان للوقوف مع ابناء الطائفة الشيعية في البحرين لما يتعرضون له من غبن واضح الملامح واستهتار بحقوقهم , وفي الوقت الذي اؤمن به بان قوات درع الجزيرة جاءت لحماية الملك البحريني السني في دولة ذات اغلبية شيعية , واؤمن ان المراجع الشيعية من حقها ان تقف مع ابناء طائفتها اذا تعرضت هذه الجماهير لحيف في مكان ما , اؤمن كذلك ان الزعماء السياسيين في العراق مازالوا يتبعون خطى زعماء الطائفة ونسوا أنهم زعماء سياسيين يفترض ان يكونوا للعراق بكل طوائفaه
ما جرى في العراق طيلة الايام السابقة هو تعبئة كاملة على مستوى القناة الحكومية الرسمية واتبع بتعبئة للبرلمان لقضية البحرين ولم يناقش كيف قتل سبعة عشر مواطن يوم الخامس والعشرين من شباط المنصرم في مظاهرات سلمية والحقيقة هي كالاتي:
اولا: على مستوى حزب الدعوة وقياداته فانه اثبت ان قرار مرجعيته الدينية اكبر من مرجعيته الوطنية والعراقية حيث ان حزب الدعوة وبعد مشكلة قرر الحزب ان يكون السيد محمد حسين فضل الله هو مرجعه في مجال الفتوى وبعد وفاته قرر الحزب ان يتحول الى مرجعية السيد عبد الله الغريفي وهو مرجع شيعي بحريني الجنسية وما زال يقيم في
البحرين ولذلك فانه نزل الى مستوى الفتوى وترك الوطن وعواهنه

ثانيا: التيار الصدري وعلى مستوى زعامته فان ما زال يتبع فتوى كاظم الحائري وهو ايراني الجنسية وكان المرجع محمد محمد صادق الصدر والد السيد مقتدى الصدر, كان قد اوصى به مرجعا من بعده ومازال السيد مقتدى الصدر وكيلا لمرجعية الحائري الذي افتى ايضا بالوقوف مع الشعب البحريني في محنته

ثالثا: قناة بلادي وحزبها تيار الاصلاح بقيادة الجعفري فان مرجعيته تعود الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي الخامنئي والذي ايضا بدوره افتى بالوقوف مع الشعب البحريني

رابعا: المجلس الاعلى يتبع فتوى زعامة الحوزة الدينية الممثلة بالمرجع الاعلى السيد علي السيستاني والذي بدوره اصدر بيانا عبر فيه عن قلق المرجعية لما يتعرض له شيعة البحرين وعطل الدوام في الحوزة العلمية ليوم الجمعة استنكارا لما يتعرض له ابناء الطائفة في البحرين

مانريد ان ننوه له بعد هذا التفصيل ان مراجع الدين بدءا من السيد علي السيستاني وغيره من المراجع الاخرين هم زعماء طائفة ويعد من واجبهم بحكم منصبهم ان يقفوا مع ابناء طائفتهم , لكن هذا الامر لايشمل القادة السياسيين الذين انتخبوا من قبل الشعب ولم يصلوا الى القدرة على استنباط الحكم الشرعي عبر دراسة طالت عشرات السنين كما وصل له زعماء الطائفة بل انهم وصلوا الى مناصبهم عبر برامج انتخابية مشبوهة وعبر توزيع فرص سياسية في فترة ضياع سياسي مر به العراق بعد احتلاله وقيادة الامريكان لعمليته السياسية
القائد السياسي يجب ان يتصرف بالاولويات في بلده , ويقدم خدمة قاعدته الجماهيرية على محنة ابناء طائفته من بلد غير العراق, ولذلك فان ردم حفرة من حفر بغداد من قبل اي مسؤول عراقي سيكون مقبولا لدى الله سبحانه وتعالى اكثر وابرك من الوقوف والخروج في مظاهرات دعما لشعب البحرين , هذا على اعتبار ان قادة العراق الجدد هم اكثرهم من الاسلاميين الذين يؤمنون بالعمل وفق ما يرضي الله تعالى
اليوم يبدر سؤال مهم يجب ان تجيب عليه قيادات العراق ونواب برلمانه وهو: كيف يبرر هؤلاء القادة منع الشعب العراقي ان يتظاهر ضد الفساد والمطالبة بحقوقه المشروعة فيما يسمحون له بالتظاهر دعما للشعب البحريني؟!..بل كيف سيبرر رئيس الحكومة ان تنحاز قناة الحكومة الرسمية لقضية البحرين ولا تهتم بقضايا ومطالب متظاهرين عراقيين خرجوا وليس لهم الا اصواتهم ؟!... وما هو رد نواب البرلمان العراقي الذين لم يقفوا مع ابناء شعبهم ولم يوفروا له ولو جزءا بسيطا من مطالبه المشروعة ولاذوا كالجرذان يوم الخامس والعشرين من شباط المنصرم يوم المظاهرة العراقية الكبرى فيما خرجوا متحملين حر شمس حارقة وغبار مدن العراق دعما لشعب البحرين؟
النتيجة هي ان هؤلاء جميعا مثلوا مرجعيات طائفية ولم يلتزموا بمسؤوليتهم الوطنية وهذا هو عين ما يعاني منه عراق ما بعد 2003 من خلط بين الاوراق السياسية والدينية والطائفية ما جعل السياسة العراقية تبنى على المكافأة وتسحق الكفاءة , فاصبح العراق لا يمتلك الدولة وتقوده عملية سياسية دعت رئيس الوزراء يدرج في مشروعه الحكومي بعد ثمان سنوات من تغيير النظام, يدرج فقرة تأسيس الدولة , ما عد اعترافا صريحا بان العراق ومنذ ثمان سنوات لا يمتلك مقومات الدولة على الرغم من الصراع الطويل والقاتل عن مناصب من قبيل رئيس ونائب وعضويا في برلمان او هيئة ما
الشعب العراقي ومن خلال معاناته مع سياسيين فاشلين وسارقين وفاسدين اصبحت محنته اكبر بكثير من محنة الشعب البحريني فالاخير يناضل من اجل الحصول على سلطة ديمقراطية تضمن للاغلبية تمثيلا يناسبها لكنهم يتمتعون بالدولة وخدماتها ومدارسها ونظافة شوارعها ووظائفها على الرغم من الحيف السياسي الذي يعاني منه المغبونين من ابناء البحرين وهو حيف طائفي , لكن العراقيين يعانون من عدم التمتع باي شيء من خيرات بلدهم , فيما سرقهم ابناء طائفتهم ويقتلهم ابناء مذهبهم الديني والسياسي لان سياسيي العراق بعد جمعة البحرين في العراق اثبتوا للجميع انهم لايمثلون معاناة العراقيين ولايمثلون الامهم وانما يمثلون مصالحهم الفئوية والشخصية ويبنون علاقات من خلال التملق لمن يضمن لهم من خلال الفتوى تواجدهم في المشهد السياسي العراقي بشكل دائم ومتواصل ولا يسعني الا اتذكر ما قاله مظفر النواب "في الحانة القديمة" حيث قال
نخبك نخبك سيدتي
لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني
فالبعض يبيع اليابس والاخضر
ويدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته
سأبول عليه وأسكر
ثم أبول عليه وأسكر
ثم تبولين عليه فنسكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست