الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إسقاط النظام في لبنان يتطلب إسقاطه... لا مطالبته!
عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
2011 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية
كنّا اليوم وللمرة الثالثة على موعد مع مسيرة طويلة لإسقاط "النظام الطائفي" في لبنان، اخترقت مسافة طويلة من شوارع العاصمة بيروت وصبّت أمام مبنى وزارة الداخلية في الصنائع حيث الخيمة الدائمة للمعتصمين.
وقبل أيّ دخول في سجال حول التحرك الشبابي -في الأساس- لا بدّ من تسجيل عدد من النقاط الهامة، أبرزها القدرة على الإستمرار والنمو على صعيد عدد المتظاهرين، والقدرة على جذب أطياف أخرى من الشارع اللبناني، والقدرة على تغليب المطالب على الإنتماءات السياسية والحزبية، والقدرة على توحيد جزء من الشارع اللبناني تحت شعار غير حزبي من جهة ولا طائفي من جهة أخرى، من دون المساس بأيّ من المعتقدات الدينية.
لكنّ الأمر الذي يجب التوقف عنده جيداً تمثل اليوم في محاولة أخذ التحرك الشبابي إلى نقطة أخرى تقترب قليلاً أو كثيراً من أحزاب اليسار التقليدية، وتحركاتها غير ذات الجدوى في لبنان منذ ما قبل الطائف عام 1989، كما يثبت التاريخ القريب هذا.
فبالإضافة إلى مشاركة قياديين كبار وصغار وأعضاء في المنظمات الشيوعية والقومية والتقدمية اللبنانية خلال تظاهرة اليوم، فقد غلب الطابع المطلبي الإجتماعي عليها بشكل صارخ، يدعو للتساؤل عن جدواها في مثل هذا الحال، وهي التي بدأت بأكبر شعار ممكن، وما زال فيها فعلاً لكنه يشهد حالة تشبه التغييب، وهو القائل: الشعب يريد إسقاط النظام.
قال الكثيرون كلماتهم خلال الأسابيع القليلة الفائتة. حاول بعض الأطراف أن يسرق التحركات ويدعيها لنفسه، وادعى آخرون أنّهم مع اقتراحات المتظاهرين رغم أنّهم من أرباب الطائفية! بينما ذهب غيرهم إلى المطالبة بتطبيق الدستور "اللا طائفي"، من دون أن يحتسبوا أنّه دستور احتلال وضعه لنا الفرنسيون في غابر الأزمنة الوطنية التي مررنا بعدها بحروب وثورات وصلت بنا بفضله إلى ما نحن عليه اليوم من استبعاد كلّي واستعباد دائم.
الشعار بسيط جداً ولا يحتاج إلى كثير تحليل ونقاش، فالنظام هو نظام طائفي وإسقاطه يعني حلول نظام لا طائفي مكانه. والنقطة الأخرى التي تحدد النظام بشكل مبطن هي النظام "المقاطعجي" الذي يثبّت عائلات سياسية منذ الأزل فوق رؤوسنا وأرزاقنا بادعاء أحقيتها الوراثية كمقاطعجية علينا. وبعضهم ولسخرية القدر بذل كلّ ما بوسعه لإنشاء هذا الكيان اللبناني وسلخه عن السلطنة العثمانية والعمل على استقلاله حينما كان نسخة مصغرة عن الحاضر، والسلطنة نفسها من كلفته بإدارة الأراضي وتوريثها لأولاده وأحفاده، وتمكينه من رقابنا منذ ذلك اليوم.
التحرك مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، والأعداد تتزايد بشكل ملحوظ، لكنّ الشعارات لا بدّ أن تتوحد في شعار "إسقاط النظام". وعندها فقط سيكون أيّ شخص مشارك في التحرك كائناً من كان، ناطقاً باسمه، عسانا بعدها لا نرى ما رأيناه في نهاية الإعتصام من عراك بين طرفين كلّ واحد منهما يريد أن يصادره لنفسه!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بينها هدف ينذر بتصعيد كبير.. 3 خيارات أمام إسرائيل للرد على
.. استمرار التصريحات الإيرانية ضد الموقف الأردني.. هل بات الأرد
.. حدث مناخي غير مسبوق.. الإمارات تشهد أكبر كميات أمطار خلال 75
.. الحرب قادمة.. بريطانيا تعلن اتخاذ إسرائيل قرار بالرد على اله
.. تصريحات إيرانية استفزازية تهاجم خطوة الأردن بالدفاع عن سيادت