الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بوادر الانتفاضة السورية

محمود جلبوط

2011 / 3 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا يجوز الحديث عن درعا دون المرور على ذكر الشهيد عبد الرزاق أبازيد وشقيقه المرحوم الصديق سلطان أبازيد , والمرحوم يوسف العويدات وجميع من التقينا من شباب حوران في معتقلات دمشق .
تحية إلى درعا وشبابها الشجعان وتحية لعائلة أبازيد وتحية خاصة لكنّتهم فلورنس غزلان , ونقدم عزاءنا لها بشهداء مدينتها الغالية .


تحاول درعا اليوم أن تصنع بدمها تاريخا آخر لسوريا يفتح نوافذه لرياح الثورية العربية القادمة إليه من الأصقاع العربية الأخرى , تاريخ يشرّع منافذ على مروج الحرية والكرامة بعد أن ينفض عن كاهله عقود الاستبداد المديدة فتزول القتامة من سماء سوريا لتزهى .
تحاكي درعا شقيقتها التونسية سيدي بوزيد ولكنها لا تحتاج لمن يشعل في نفسه النار لتندلع انتفاضتها لأن البوعزيزي قد أصبح مسيحنا الجديد ففدا بجسده الجموع العربية كلها وما على شباب درعا سوى كسر جدار الخوف والتسلح بالشجاعة والانطلاق لعلّ تنشر في أنحاء سوريا ألوان زاهية , ملّت سوريا القتامة وأثقلت كاهلها .
يقدم شباب درعا للحرية القادمة دمائهم , تماما كما فعل العرب الآخرون , لأن للحرية "الزاهية" باب لا يدق إلاّ بيد مضرجة بالدم .
درعا تتطلع الآن وقبل أي وقت قادم إلى المدن السورية الأخرى أن تناصرها لكي لا تواجه الاستبداد وحيدة .
التأكيد على أن سوريا ليست منيعة عن التغيير ليس ضربا بالودع بل هو إقرار بقانون التاريخ , ومقوماته متوفرة ليس الآن بل ومنذ عقدين من الزمن لولا أن أجهضت فعالياته علوج الطائفية والإخوان السابقين , لذا نحن نربأ عن شباب سوريا ألا يصغوا لعلوج الطائفية والمذهبية والعشائرية اليوم , لأن سوريا لا تحتاج لخطاب طائفي أو مذهبي أو عشائري لتحريض شبابها على الانتفاض بقدر ما تحتاج إلى خطاب ديموقراطي مدني , ينبغي عليكم أن ننئي بأنفسنا عن تكرار مآسي ماجرى في سبعينيات وثمانيات القرن الماضي التي شارفت سوريا في حينها أو كادت على حرب أهلية بسبب نفس هذا الخطاب الطائفي المذهبي الذي ينشر على بعض مواقع النشاط الاجتماعي في الانترنيت إن في الفيس بوك أو اليوتوب , لقد دفعت سوريا سابقا ضريبته ومازالت ترزح تحت آثاره إلى الآن . إن سوريا تتطلع إلى إسقاط الاستبداد وليس استبداله , تتطلع إلى مستقبل يجمع ما بين مواطنيها علاقة تقوم على أساس شروط المواطنة وليس على أساس الانتماء الديني أو الطائفي أو المذهبي أو الإثني , إن سوريا لكل السوريين ولا يصح فيها خطاب يحوي في طياته لغة "نحن" و"أنتم" أو "أكثرية" و"أقلية" , فشتان بين صناعة ثورة وبين صناعة حرب أهلية , الثورة تقضي على الاستبداد وتحرر الأرض وتطرد المستعمر وتوقف القتل وتؤسس في البلاد لأركان قوس قزح . لا تقوم ثورة على استثارة غرائز الناس البدائية ونزعاتهم الطائفية والقبلية وإلاّ هي والله مشروع حرب أهلية ستزيد من القتامة ومن الاستبداد القائم أو تستبدله بآخر أبشع وتشرع للقتل وتستجلب المستعمر لنصرتها على أبناء الوطن الآخرين . على الثوار أن يطبخوا ثورتهم على نار هادئة وعلى أقل من مهلهم لكي يعدوا لها أسباب النجاح , عليهم أن يتعلموا ممن سبقهم من الانتفاضات العربية الأخرى .
على بناة الانتفاضة أن يتحلوا بإحساس المسؤولية والتحلي بالحس الوطني الرفيع , فالثورة اكتشاف للذات لا تدميرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي