الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سادة الشوارع

سعدون محسن ضمد

2011 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ما المغزى من وراء ازدياد معدلات الاغتيال باستخدام المسدسات كاتمة الصوت على حساب أساليب الاغتيال الأخرى؟ هل تحول هذا النوع من التصفيات لموضة في العراق، فبعد الاغتيال بالعبوات الناسفة، تحول سادة الشارع من الارهابيين إلى العبوات اللاصقة، ثم إلى (الكواتم). إذن فهل هي موضة في القتل تشبه موضات الملابس والعطور والسيارات؟ أم أن الموضوع يتعلق فقط، بالحاجة لمباغتة القوى المسؤولة عن حفظ الأمن بأساليب مبتكرة ومتجددة باستمرار حتى تكون مهمة حفظ الأمن أصعب في كل مرة يتم التحول بها من أسلوب في ممارسة العنف إلى آخر.
الأمر المزعج في موضوع الكواتم أنه يكشف عن هشاشة الدرع الذي تقدمه الحكومة لحماية المواطن العراقي، خاصَّة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها مؤخراً اللواء الركن احمد العبادي قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي، فعندما يتعرض قائد بهذا المستوى من الأهمية لمحاولة اغتيال في أحد أهم شوارع بغداد وأكثرها ازدحاماً بالمشاة والمركبات، فهذا يعني بأننا نعيش أزمة أمنية حقيقية، وحامل كاتم الصوت الذي يستطيع أن يصيب لواء ركن وقائد فرقة ويلوذ بالفرار، يستطيع بالتأكيد أن يصل إلى أي مواطن آخر، ولا يمنعه من هذا الوصول إلا الاجندة التي يغتال الناس بالاستناد إليها، أما الجهد الأمني فلا يبدوا أنه يشكل لحملة الكواتم أي عائق!!.
هناك ثلاثة أمور تتكرر باستمرار مع عمليات الاغتيال باستخدام (الكواتم): الأمر الأول: هو تمكن الإرهابيين من الفرار بعد تنفيذهم لكل عملية، فهذا النجاح يكشف عن قدرة كبيرة على التخطيط لدى هؤلاء وكذلك عن حس أمني عال يجعلهم يباغتون قوى الأمن ويحققون أهدافهم ويربكونها لدرجة تمنعها عن ملاحقتهم. الأمر الثاني، هو شحة المعلومات التي وفرتها قوى الأمن وعلى مدى سنوات عن طبيعة هؤلاء الأفراد أو المجاميع الذين يخطفون أرواح الأبرياء بخفة تشبه خفة الأشباح. فنحن إلى الآن لا نعلم إن كان هؤلاء عبارة عن شبكة واحدة موزعة على أرجاء البلد، أم أنهم مجاميع صغيرة ـ وربما أفراد ـ لا يربط بينها إلا العمل على نشر الموت والذعر؟ وهل هناك جهة خارجية تدعم هؤلاء وتخطط لهم وتملي عليهم طبيعة أهدافها، أم أن الموضوع لا يتعلق بالخارج، باعتبار أن دوافع الاغتيال في الداخل وبين العراقيين كثيرة، فهناك الفساد الذي يحتاج ممارسيه لممارسة الابتزاز على بعضهم البعض، وهناك الصراع السياسي وما يحمله هذه الصراع من حاجات ماسة لتصفية الخصوم، وهناك الفضائح وما تجلبه الملفات التي تثبت تورط بعض المسؤولين بالفساد أو الإرهاب من مخاوف تدفع المتهمين لإسكات الأنفاس التي تهددهم. والأمر الثالث هو عدم محاسبة المسؤولين المباشرين عن حفظ الأمن في المناطق التي تحدث فيها عمليات الاغتيال!! وهذا الأمر بحد ذاته يدفع تجاه الكثير من التساؤلات والشكوك، إذ كيف لا يصار لإقالة ضابط مسؤول عن أمن منطقة تحدث فيها عملية اغتيال سافرة وفي وضح النهار؟ وإذا كانت المحاسبة غائبة لهذه الدرجة فكيف نتوقع إذن أن تختفي أشباح (الكواتم) من شوارع البلاد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب