الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد إسقاط النظام ... شعار الثورة من الخليفة الشهيد عثمان إلى الرئيس المخلوع مبارك

احمد مكطوف الوادي

2011 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا يهمني ماذا تعني الشرعية الدينية للحاكم وقدسيته في الوعي الديني للمجتمع وكيف يستغل ذلك كونه خليفة او أميرا او ملكا او رئيسا او سلطانا او او وليا فقيها ...
بقدر ما يهمني شرعيته الاجتماعية والشعبية المستمدة من إرادة الناس وفقرائهم وقبولهم به ورضاهم عنه وتغنيهم بعدالته ومساواته بينهم وما يقدمه من خدمة وحرية وحماية وغيرها من أبجديات الحياة اليومية للإنسان والعيش بكرامة بعيدا عن المحسوبية والفساد المالي والإداري والمحاباة والتمييز بين الناس لقرابة او لدين او لجنس واعتقد جازما ان هذا هو جوهر الدين الحقيقي .
حكم الخليفة عثمان (ر ض ) 12 عاما تقريبا وقتل بعد ذلك في مظاهرات غضب شعبية كان منظومها يتجمعون في "ميدان التحرير" ويهتفون يومها "الشعب يريد إسقاط الخليفة " .
فيما حكم الخليفة مبارك 30 عاما جرى خلعه بعدها في مظاهرات شبابية عارمة أجبرته على التنحي وتسليم السلطة ، الأمر جرى قبله على بن علي وسيجري في العاجل على القذافي (40 عاما ) وصالح والبقية تأتي .
تجمع متظاهرون الأمس من ولايات متعددة كما تنقل الأخبار ذلك ، والأكثرية من مصر ، ثم البصرة ، والكوفة ، والحجاز وغيرها .
لم يستجب الخليفة لمطالب الناس او انه استجاب لكنهم كانوا يريدون محاكمته او خلعة او غير ذلك ، المهم انهم لم يتفقوا على خارطة طريق للحل الذي يقنع الجميع .
قتل الخليفة ... قتله المتذمرون والناقمون والجائعون واليائسون والمحبطون ، قتله من شعر بالظلم والحيف ، من شعر بأنه مواطن من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة
لم يكن يومها إعلام ينقل الحدث ، فلا جزيرة ولا بي بي سي ولا انترنت ولا فيس بوك .
وأنا هنا لا اتهم الرجل ولا ابرر قتله واقصد الخليفة عثمان (رض ) فلم اعش عصره ، لكنني أتعامل مع الحدث من منظور اجتماعي ومن رمزية الاحتجاج والثورة .
لم تكن تلك الحركة او الثورة من ثمرات وبركات الفيس بوك .
ولم تكن يومها أمريكا وإسرائيل رغم ان من يقرأ التاريخ سيجد بين سطوره نفس التبريرات التي نسمعها اليوم ونفس الخطاب أحيانا .
نعم لقد كانت للعملية أثارها السلبية والتي فاقت حلم الطامحين بالتغيير ، فحروب طاحنة وانقسام واضح استغل الحادث بعدها استغلالا سياسيا بشكل عنيف قاد المجتمعات في وقتها إلى الانشقاق لمعسكرين ، مُتهَم يدافع عن نفسه ، ومُتهِم يطالب بدم الخليفة الشهيد ، وهي امور معروفة لا نريد ان ندخل في كواليسها وتشعباتها .
ليس المهم ان تحكم بأسم الدين او ان تكون ناطقا باسمه وما هي علاقتك بهذا الدين ، فالخليفة كان صحابيا ومقربا من رسول الله (ص) ومع ذلك ثار عليه الشعب .
جرد نفسك من الميول وستجد ان كل من يحكم بأسم الدين او يحاول ان يدعي ذلك في عالمنا المعاصر ليس مقدسا ولا منزها ولا معصوما من الخطأ وكذلك فلا حصانة له لو شعر الشعب بأنه لا يلبي تطلعاتهم ولا يعاملهم بمساواة ويميز بينهم ، فالخليفة الثالث بعد النبي (ص) أسقطته ثورة شعبية رغم انها انتهت إلى الطريق الأعنف ، وما أروعها لو مثل الخليفة أمام القضاء يدافع عن نفسه ويبرر تعيينه لأقاربه الولاة .
جرد نفسك من الميول وتفاعل مع كل مظلومية للإنسان شرقا وغربا ..تفاعل إنسانيا واجتماعيا قف مع كل الشعوب التي تريد ان تعيش بحرية وسلام وحياة أفضل في العراق والسعودية وإيران ومصر والبحرين واليمن وليبيا والجزائر وتونس والكونغو والصومال .
استمرت الخلافة في واقعنا العربي بشكلها المطلق منذ أكثر من 1400 عاما وهي مستمرة وللأسف فالخليفة او الحاكم العربي يربطهم التصرف المطلق بكل شيء والمصير النهائي المعروف :الموت او القتل او الخلع بالقوة .
في العراق الذي يعيش تجربة ديمقراطية وليدة نتيجة احتلال أزاح خليفته المجرم وسلم السلطة لصندوق الانتخاب الذي لا نعرف تماما كيف نتفاعل ونتعامل معه
مازلنا نعيش فترة الخلافة نسبيا فالطبقة السياسية والمسؤولين مازالوا يتعاملون بتلك العقلية في التعالي والتفرد والتصرف المطلق بكل مقدرات الأمة وإحاطة أنفسهم بهالة وقدسية تنم عن استلهام الأفكار نفسها خصوصا وان الأكثرية الحاكمة تنطلق من تصورات دينية مشابهة لتصورات الخليفة في الحكم .
سنظل نهتف دائما ..الشعب يريد إسقاط الفساد ..الشعب لا يريد خليفة ..الشعب يريد مؤسسات ورئيس ووزير ومسؤول عادل ونزيه يسقطه الشعب متى ما أراد
وليسقط كل ظلم وكل فساد وكل دكتاتور في كل زمان ومكان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
Tahir Albakaa ( 2011 / 3 / 27 - 17:21 )
الناشط المبدع احمد مكطوف الوادي ، ابن مدينتي الرائعة الناصرية اطل علينا اليوم بمقاربة تاريخية رائعة تتسع لنؤلف فيها كتب واطروحات فكرية ، لابد لي من القول ان اس المصائب في عالمنا العربي والاسلامي هو عدم الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية ، وقد بدأ ذلك حينما تمتع الخلفاء بنفس صلاحيات الرسول ( ص ) مع انهم ليسوا انبياء ، بل ان بعضهم فاق الانبياء بصلاحياته ، تحية للرائع الاخ احمد ،


2 - تحياتي يا سيادة الوزير
احمد مكطوف الوادي ( 2011 / 3 / 28 - 17:06 )
الاستاذ الرائع ... والانسان الدافئ ... طاهر البكاء المحترم
اسعدتني كلماتك وتواجدك وتعليقك الكريم
معاناة الانسان المظلوم واحدة والظالمون بمسميات شتى
الحاكم العربي دائما مطلق الصلاحيات ومنزه عن الخطأ وهذا ينطبق على الجميع خلفاء وملوكا ورؤساء اما الشعب فهو دائما المتهم باثارة الفتن و القلاقل و الشغب وازعاج السلطة فمرة يسمونهم بالفتنة واخرى بالمشاغبين والمندسين وغير ذلك
واتصور ان السبب في ذلك هو :
1-الغطاء الديني وقدسية الحاكم وتحالفه مع رجل الدين ، وان لم يكن ملتزما بالدين اصلا
2-البيئة الثقافية المنتجة للاستبداد والتي يغذيها التعصب الديني
ولذلك فلن نستطيع انتاج نظام حكم عادل وانتاج دولة حقيقية بدون علاج لذينك المشكلين

اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را