الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة الفلسطيني في المناهج الاسرائيلية

ديمة جمعة السّمّان

2011 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مرآة على المطبوعات الاسرائيلية:
المناهج الإسرائيلية تسعى إلى شيطنة العرب وتجريدهم من إنسانيتهم..
اليهودي الذي يقتل العربي لا يُؤثم بل يثاب ...!! ادفع دولارا .. تقتل عربيا
" العربي قذر وسفاح ونجس وخائن ولص وحقير"
الإحتلال يمنع مدارس القدس الخاصة شراء كتب المناهج الفلسطينية من مصادرها
بقلم :ديمة جمعة السّمّان

" الكتّاب الاسرائيليون يضبطون إيقاع خطواتهم على إيقاع خطوات المؤسسة العسكرية الاسرائيلية"، مقولة سمعتها ولم أؤمن بها إلا بعد أن اطلعت على ترجمات لاصداراتهم ومطبوعاتهم المتنوعة من كتب أدبية ومناهج تعليمية ، وقصص أطفال موجهة.
فما عدت أتفاجأ حين أرى نظرات الحقد تقطر من عيني الجندي الإسرائيلي الشاب الذي لم يتجاوز العشرين عاما من عمره، على الحواجز العسكرية.
فقد كنت أتساءل عن سبب هذا الكره غير المبرر، وقد سلبونا أرضنا وهدموا بيوتنا واقتلعوا شجرنا وقتلوا شعبنا .. وأغلقوا مؤسساتنا.. وانتهكوا حرماتنا، وسلبوا حقوقنا !! فنحن الضحية وهم الجلاد..!!
لماذا لا يشعرون بعذاب الضمير حينما يمنعوا أمّاً حامل جاءها المخاض من المرور عبر الحاجز العسكري للوصول إلى المشفى، فيموت الجنين قبل أن ترى عيناه النور؟
لماذا لا تحن قلوبهم على طفل رضيع مريض يبكي بين يدي أمه الفلسطينية التي تتجه به إلى المشفى لعلاجه؟ ، بل يقفوا لها بالمرصاد مصرّين على عدم السماح لها بالمرور، فيقضي الطفل أمام عيونهم ؟ لماذا لا يشعرون بعذاب الضمير حين يمنعوا عجوزا مصابا بنوبة قلبية من المرور بسيارة الاسعاف نحو المشفى وهي تصارع الموت؟
وبعد دراسة مستفيضة للنصوص المختلفة في مناهجهم التعليمية والأدب الموجّه لأطفالهم ، يأتي الجواب أقسى من السؤال، فقد اتضح أن نصوص إصداراتهم تتناول الشخصية العربية بصورة مشوهة، من خلال ربطها بأعمال القتل والشغب ، بناء على البعدين السياسي والعسكري على الأرض، وليس للترفيه والتسلية، وفي الواقع يتسم بالعنف والعدائية للعرب. حيث أن الطفل اليهودي يخضع لعملية غسيل دماغ منذ اليوم الأول الذي يعي فيه الحياة، وتكرس في ذهنه مجموعة رهيبة من التعاليم اليهودية تجاه الآخر أي ( العربي الفلسطيني)، فلا يلبث الطفل اليهودي حتى يتحول إلى أداة حرب ضد كل ما هو عربي أو إسلامي.
وقد أشار الكاتب الصحافي والباحث في الشؤون الفلسطينية نواف الزرو إلى بعض المصطلحات التي كانوا يستخدمونها ، ولا زالوا حتى اليوم في مناهجهم التعليمية والثقافية والكتب الأدبية، مثل مقولة جولدمائير في كلمة لها، حيث وصفت شعورها بالقلق عند ولادة كل طفل فلسطيني، بالإضافة إلى شعاراتهم عند جمع تبرعات من يهود العالم " ادفع دولارا تقتل عربيا".. فهم يعتبرون الفلسطينيين لا يقومون سوى بالأعمال السوداء القذرة، أما العربي الطيب والجيد بالنسبة لهم فهو فقط "الميت"..
كما رسخوا في ذهون أطفالهم أن الفلسطينيين هم من الدرجة الثالثة أو حتى الرابعة. كل هذه الإصطلاحات المكدّسة بها قواميسهم الثقافية والأدبية اليهودية الصهيونية، شكلت أرضية ثقافية تربوية للأجيال اليهودية المختلفة، وشكلت أساسا لتكوين وبلورة سياستهم الإرهابية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني. فمن السهل جدا أن يرتكبوا مذبحة جماعية ضد أطفال ، أو نساء أو رجال فلسطين، لأن أدبياتهم صورت لهم أن الإنسان العربي الفلسطيني مجرد حيوان.. فمن يقتل الإنسان الفلسطيني لا يؤثم ، بل يثاب، فهناك العديد من الأدبيات لكبار الحاخامات اليهود يدلون فيها بفتاوي تشرع " قتل الإنسان العربي بلا رحمة".
فالعربيّ_ كما يرد في مناهجهم_ "لا يقتل إلا العزّل من الأطفال والنساء والشيوخ، فهم جبناء لا يجرؤون على مواجهة الجنود الرجال.. كما أن العربي لا يعرف الرحمة ولا الشفقة ، فالقتل والإجرام غريزة وهواية عنده، حتى أصبح يشتهي لون الدم" ، - وعلى حد قولهم- " أن العرب باغتوا اليهود واعتدوا عليهم كالحيوانات المفترسة وسلبوا ممتلكاتهم ، بما فيها المدارس والمعابد الدينية ، ولم تسلم النساء والفتيات من إغتصابهم لإشباع رغباتهم."
ويقول كاتب الأطفال (لابين)، نجد أنه من واجبنا الإبتعاد عن كتابة القصص الجميلة التي تتحدث عن الفراشات والأزهار وزيت الزيتون النقي، كي لا نقع في كارثة نحن في غنى عنها. فماذا سيكون موقف الطفل الذي تفاجئه الحرب وهو يقرأ قصة الطائر المغرد، ماذا سيفعل ؟ لا شك أنه سيفقد ثقته بنفسه وينهار ، وهذا تضليل لا يمكن أن نسمح به".
وقد جاء في قصة من قصصهم بعنوان (غبار الطرف)، على لسان يهودي ينصح آخر: "العرب مثل الكلاب ، إذا رأوا أنك مرتبك ولا تقوم برد فعل لتحرشاتهم يهاجمونك، أما إذا قمت بضربهم يخشونك ويهربون منك".
وفي دراسة تناولت أدب الأطفال الإسرائيلي، جاءت مواصفات العربي فيها كالآتي: أحول العينين ، وجهه مليء بالجروح، انفه معقوف، ملامحه شريرة، رائحته كريهة ، شارب مبروم، ذو عاهة، أسنانه صفراء متعفنة و عيونه تبعث الرعب..الخ
أما طبائع العربي في ذهن الناشئة اليهود والشباب، كما سجلت عدة دراسات إسرائيلية علمية جاءت نتائج الإستبانات التي وزعت على الفئة العمرية المذكورة، فهي كالآتي:
" قاس وظالم ومخادع وجبان وكاذب ومتلوّن ولص ومخرّب وقنّاص وقاتل وإرهابي ومختطف طائرات ويحرق الحقول...الخ.
كما جاء في قصة تحمل عنوان القرية العربية: " إن شروط النظافة والمحافظة على الصحة شبه منعدمة بين العرب، فلا يوجد عندهم مراحيض، بل يقضون حاجاتهم في أي مكان، في الساحة، أو في الحظيرة.
أما عادة الإستحمام فهي غير مألوفة لديهم، وقد أقسمت امرأة عربية بأنها وضعت ستة أطفال دون أن يمس جسدها الماء، حيث أن العرب يؤمنون بأن الطفل الوسخ أصح وأشد!! فلذلك هم مليئون بالقمل والبراغيث، ولا يبدلون ثيابهم إلا بعد أن تبلى تماما".
ثم إنّ العربي صانع القهوة يبصق في فناجين القهوة كي ينظفها...!!!"
وقد جاء في قصة وردت في مناهجهم التعليمية، "أن اليهودي الطيب ( شمعون) قدم هدية، عبارة عن صابونة ، لصديقه العربي ( أحمد) بمناسبة زفافه، فسعد بها أحمد وقضم منها قضمة وقدمها لعروسته لتأكل منها، لكن شمعون أوضح له أنها ليست قطعة حلوى، بل صابونة ليستحم ويزيل النجاسة والقذارة عن جسده المتسخ ".
هذا ، ومن يطلع على المناهج التعليمية الإسرائيلية - في جميع مراحل التعليم - يلفت نظره أن التوجه القائم على التنشئة التربوية، يركّز بصورة رئيسية على روح العسكرة والتطوع للجيش ، وذلك بهدف إعداد الطفل ليصبح مقاتلا ..
فقد ورد في كتاب المطالعة للصف الخامس الإبتدائي :" ليس في جيشنا من يرفض الجندية، وليس عندنا من يولي الأدبار في المعارك، وليس عندنا من يلقي ببندقيته جانبا ويهرب. عندنا محاربون لآخر طلقة..."
كما اعتبرت العنصر الصهيوني عامل تطور على أرض فلسطين ، على أساس أن الفلسطينيين العرب أهملوا أرض إسرائيل عدة قرون، فكان لا بد من عودة اليهود لتغليب العنصر اليهودي لتهويد الأرض وعودة المجد وبناء أرض إسرائيل. ( وقد دعّموا كلامهم بصور لمنازل عربية متهالكة وبجانبها صورا للعمران والتطور اليهودي). "حيث أن العرب- كما صورت مناهجهم- هم عبارة عن قبائل بدوية دائمة الترحال ، جاءت غازية ، لا تمت للأرض بصلة ".
كما أن كتب العلوم الإنسانية - في مناهجهم - تؤكد على أن القدس مدينة يهودية خالصة، يقترن وجودها التاريخي بوجود المؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية وتنكر الوجود العربي والإسلامي ، على إعتبار أن وجوده كان فقط منذ الإحتلال الإسلامي للقدس. كما تركز على أنهم شعب الله المختار،وأن سائر الكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية لا تزيد عن كونها أماكن أثرية بناها المسيحيون والمسلمون، وأن الحرم القدسي الشريف أقيم على أنقاض هيكل سليمان.
وهم يدْعون إلى تطويق القدس بالمستوطنات لضمان السيطرة عليها.
وهناك سلسلة من عدة كتب دراسية تحمل عنوان "وقائع شعب إسرائيل"، كل منها تتحدث عن مرحلة ما في التاريخ ، قام بتأليفه ( ب. أحياه و م. هرفاز") ، يتم تدريسها للصفوف ما بين الثالث والسابع، وفق التسلسل الزمني التاريخي، فهي مليئة بالمغالطات التي تقلب الوقائع رأسا على عقب، وتزوّر الحقائق، وتبرز الحقد على الإسلام ، وبأن دين الإسلام هو دين المحاربين ، وأن الإيمان الذي جاء به الرسول إنما كان استلهاما من اليهود. كما وصف المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، بأنه الغارق في الأحلام والمقاتل، الآمر أتباعه بنشر الدّين بقوة السلاح. وبأنه حاول اجتذاب اليهود إليه ، فأمر أتباعه أن يتوجهوا في صلاتهم إلى القدس، وأن يصوموا يوم الغفران، وأن اليهود قابلوا ذلك بالسّخريّة، ونتيجة لذلك ألغى صوم الغفران، وعيّن صوما آخر يستمر شهرا يدعى رمضان، كما غيّر القبلة إلى مكة..!!
كما تسعى الكتب الدراسية – من خلال النصوص المتكررة – على إضفاء الشرعية التاريخية والدّينية على إحتلالهم للمدينة، فيطلب من الطلاب عقد مقارنة بين قدسية مدينة القدس في الإسلام وفي اليهودية والنصرانية". وتشير الكتب إلى أن مدينة مكة هي أكثر المدن قدسية للمسلمين، وتأتي بعدها المدينة المنوّرة، أما القدس فإنها اكتسبت قدسيّتها عند المسلمين بمرور السنين، وبالتحديد بعد الإسراء والمعراج، وبعد أن بنى المسلمون فيه قبة الصخرة ( مسجد عمر)، بالقرب من المسجد الأقصى.
كما جاء في كتبهم، أنّ الخليفة عبد الملك بن مروان قام ببناء قبة الصخرة قبيل القرن السابع، لتكون بديلا لمكة، التي كانت تحت سيطرة معارضيه ، ولتكون مركزا للمسلمين.
هذا ، وتتمادى المناهج الإسرائيلية في اعتداءاتها على الدين الإسلامي وأركانه، فقد وضعت مسميات عبرية لمصطلحات ومفاهيم إسلامية، فالقرآن الكريم يطلق عليه ما يطلق على العهد القديم " التوراة المكتوبة"، ويطلق على السّنّة النبويّة الشريفة ، التوراة الشفهية".
وتقدم معجزة الإسراء والمعراج على أنها حكاية أسطورية. كما تقدم الهجرة النبوية على أنها هروب، فقد كان يخاف على حياته. وعلى أنّ دعوته بالأساس ما هي سوى دنيويّة وليست دينية.
بالإضافة إلى أن بعض الكتب تصوّر الرسول ( صلعم) في مواقف عدة، بعضها لا تليق بمكانة الأنبياء ، بل ولا تحترم مشاعر المسلمين.. فهي لا تعترف بنبوته أصلا.. بل تشير إلى أن الدين الإسلامي فُرض على قبائل شبه الجزيرة العربية من قبل الرسول محمد بالسيف وبالإكراه، وربطت الدين الإسلامي بالعنف ، وأشارت إلى أن شعار الحرب عند المسلمين هو عبارة عن سيفين يتوسطهما هلال من أعلى، وبذلك فإن الإسلام هو "دين المحاربين" ، وبأن اصطلاح الفتوحات الإسلامية ما هو سوى دلالة على أن هناك احتلالا إسلاميا، مما تسبب للمسلمين بالعديد من المشاكل بسبب العقيدة الجديدة، التي جعلت حياة الناس في الصحراء صعبة".
ولم تتطرق كتب المناهج الإسرائيلية إلى الحضارة الإسلامية التي يسّرت أمور الحياة للبشر في الصحراء والمدن على حد سواء.
كما كشفت الكتب الدراسية في إسرائيل عن ترسيخ أفكار بعدم قدسية القرآن الكريم، لأنه من نسج خيال محمد – صلعم-، واعتماده بشكل كبير على ما ورد في الكتب الدينية اليهودية.
بالمقابل ، يعتبرون التوراة في أصولها العبرية المصدر الأساس للتاريخ القومي، وجغرافية الوطن، ومصدر اللغة العبرية والتاريخ اليهودي، والأدب القومي ، والمحتوى الأساسي للتقاليد الروحية والأخلاقية. كما أنهم يعتبرون أن الشعب اليهودي هو شعب الله المختار الذي هو فوق كل الشعوب، وأن كل الشعوب مسخّرة لخدمته، كما أنهم يعتبرون أن كافة الحضارات والعلوم، ما هي سوى وحي من هذا الشعب المختار.
كما وتمتليء كتبهم الدراسية بصور للبطولات الخارقة للشعب اليهودي ، وبأن الله وعدهم باستخلاف الأرض.
وتركز على تذكير طلابها، في كل مناسبة، بأيام الإذلال والمهانة والمذابح التي واجهها اليهود على أيدي الشعوب الأخرى على مر العصور.

كما تهجّم المؤلفان المذكوران في كتبهم على السيد المسيح، - عليه السلام - ، حيث وصفته كتبهم بأنه كان يمتلك قدرة كبيرة مكنته بالقيام بعمله على ما يرام ، وكان مثيرا لقلوب سامعيه يعرف كيف يؤثر فيهم. لكنه لم يكن صادقا..حيث كان يتظاهر أمام اليهود أنه معهم، ولكنه في الحقيقة كان يذمّهم من خلفهم.
وقد أظهرت كتبهم أن غزو العبرانيّين القدماء لفلسطين- أيام إبراهيم عليه السلام- على أنه كان تنفيذا لأمر إلهي. كما صوّرت أن مملكة إسرائيل الكبرى الموحدة ، بداية ، كانت تمتد من وادي مصر حتى نهر الفرات ، وبعد ذلك تم انقسامها إلى مملكتين: مملكة إسرائيل في الشمال ، ومملكة يهودا في الجنوب.وقد بررت فشلها أمام الأعداء، بانشغالها بحروب بعضها البعض.
وفي مجمل كتب الجغرافيا المقررة للطلاب اليهود، لا يتم تحديد حدودا لدولة إسرائيل ، لأن هذه الحدود القائمة عرضة للتغيير السياسي ، ولا تمثّل حدود دولة إسرائيل القديمة التي تمتد من النيل إلى الفرات.
وهنا تعود بي الذاكرة عشر سنين إلى الخلف ، إلى عام 2000م. حينما بدأت مدارس – جناحي الوطن- بتطبيق المناهج الفلسطينية لأول مرة، وذلك بعد عمل شاق من مركز المناهج الفلسطينية التابع لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، استغرق عدة سنوات من لجان التأليف، التي سعت جاهدة إلى أن تقدم مادة دراسية تربوية علمية تعليمية إجتماعية إنسانية متوازنة، تتلاءم وروح العصر، تزخر بالقيم والمباديء ، البعيدة كل البعد عن العنصرية والكراهية والعنف والتزييف، فجنّ جنون إسرائيل، وقامت بشن حملة إعلامية شعواء تدعي بها أن المناهج الفلسطينية هي مناهج تحريضية، تدعو إلى العنف وإلى كراهية إسرائيل، وارتفعت الأصوات الدولية تطالب بدراسة المناهج الفلسطينية وتحليلها، وسحبت الدول المانحة التي كانت تمول طباعة كتب المناهج الدراسية مساعداتها، متأثرة بما قيل.
وبالمقابل تم رفد وتمويل الدراسات المختلفة، والتي كان بعضا منها بتكليف رسمي ، لتحليل ودراسة كل حرف جاء في المناهج الفلسطينية ومدى تأثيره على عملية السلام..!!! واشتركت بذلك مراكز فلسطينية – اسرائيلية.
وهنا سأذكر بعض المقتطفات التي وردت في بعض الدراسات والتي جاءت على عدة مراحل، ولسنين مختلفة، والتي أجمعت على تبرئة المناهج الفلسطينية والإعتراف أنها خلت من الدعوة لأعمال الإرهاب أو التحريض على الكراهية لليهود واليهودية ، بل أكدت العكس ، حيث قدمت المناهج الفلسطينية شخصيات يهودية توراتية بشكل إيجابي ، كما قدمت بعض النصوص (السلام مع إسرائيل) في إطار القيم الإنسانية الإسلامية".
ولكن، على صعيد آخر ،ذكرت بعض الدراسات "أن المناهج الفلسطينية تظهر بعضا من عدم التوازن والتحيز وعدم الدقة عندما يشار إلى تاريخ وجغرافية المنطقة، فالكتب تؤكد ، عند تناولها للتاريخ القديم للمنطقة ، على الإدعاء العربي باستمرارية تواجده في منطقة الشرق الأوسط الكبير دون إشارة واضحة للتواجد التاريخي والحالي للعبرانيين، الإسرائيليين واليهود في المنطقة، كما فسّرت الدراسات عدم الإشارة لهذا التاريخ كمحاولة ٍ لإقصاء التواجد التاريخي اليهودي في الأراضي المقدسة ومنطقة الشرق الأوسط، كما أنّها لا تشير إلى تأسيس وإلى حقيقة وجود إسرائيل السياسي والجغرافي الحالي، وتتجاهل طبيعة التعددية في المنطقة".
كما أشارت معظم الدراسات إلى أن "النضال يُقدَّم من منظور ثوري وفيه تبجيل الشهيد.. ( شهيد الوطن) بشكل مباشر أو غير مباشر".
واعترفت الدراسة تكرار النصوص التي تدعو إلى ضرورة قبول واحترام الآخر، ونشر ثقافة الإنفتاح والعقلانية والتحديث والنقد ، إلا أنها رأت أنها غامضة حول المقصود بتقبل الآخر.
وانتقدت بعض الدراسات أن إسرائيل لم يتم تقديمها في المناهج على أنها دولة ذات سيادة، وعلى أنها لم تقدم معلومات مناسبة وموضوعية عن مجتمعها وشعبها. كما تم انتقاد استخدام "مفهوم فلسطين التاريخية" ، و"مصطلح الوطن" ، و"فلسطين السياسية".
هذا .. وعلى الرغم من نتائج الدراسات التي أثبتت موضوعية المناهج الفلسطينية ومصداقيتها العالية، إلا أنّ إسرائيل لا زالت تشكو باستمرار من التحريض ضدها عبر المناهج الفلسطينية ووسائل الإعلام ، وتطالب بإسقاط مفاهيم " وطنيّة " من الذاكرة الفلسطينية، وإلغاء مصطلح شهيد الوطن. متجاهلة مناهجها الدراسية العنصرية التي تسعى إلى تشويه وتزوير التاريخ، والتي تعتبر من أهم ركائز نشر الفكر الصهيوني، وهذا ما يمكن تلمّسه من خلال سياسات التهويد التي تسعى إلى محو الذاكرة وتغيير المعالم وطمس الحقيقة واستبدال أسماء المدن والقرى والأنهار بأسماء عبرية مثل " صفات" بدلا من صفد، وجبال يهوذا بدلا من جبال القدس ، متجاهلة أن مناهجها تدعو بصورة مباشرة إلى التحريض وإلى العنف، ومتجاهلة أيضا الفتوى اليهودية التي علا صوتها يقول: " اقتلوا الفلسطينيين العماليق".. حيث يعرف التراث الديني اليهودي ( العمالقة) بأنهم قوم كانوا يعيشون في فلسطين منذ عدة قرون ..وكلّف (الرب) بني إسرائيل بشن حرب لا هوادة فيها( بحسب معتقداتهم).. " اقضوا على العماليق من البداية حتى النهاية.. اقتلوهم ، وجرّدوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم الرأفة، فليكن القتل متواصلا ، شخص يتبعه شخص ، لا تتركوا طفلا .. لا تتركوا زرعا أو شجرا، أقتلوا بهائمهم ، من الجمل حتى الحمار."
ومتجاهلة أيضا قصائد شعرائها التي تزين كتب مناهجهم ، كقصيدة شاعرهم القومي الأبرز، " حاييم نحمان بياليك" ، والتي تدرّس لطلبة المرحلة الأساسية ، حيث جاء فيها:
أخرجوا
فما زال الطريق طويلا
وما زالت الحرب طويلة
وها نحن ننهض
على السلاح إلى السلاح
إنّي أعرف قدر إسرائيل
فلسوف تقهر الأمة المنبعثة ( إسرائيل) العمالقة."

ما ذكر هو نموذج للعديد من القصائد والنصوص التي تدعو بصورة مباشرة إلى كراهية الفلسطينيين، مما دعا داعية السلام أوري أفنيري في مقال نشرته الأيام في عددها الصادر في الأول من نيسان 2007، يقول ساخرا: " ابتداء من بستان الأطفال ، وانتهاء بشهادة المرحلة الثانوية ، لا يتعلم الطالب الإسرائيلي أن للعرب أي حق في هذه البلاد.. حيث يخرج الطالب من طاحونة التربية ، يعرف أن العرب هم شعب متخلّف، دينه إجراميّ، وثقافته بائسة، إنه يأخذ هذه النظرة معه إلى الجيش."
كما دفعت بعض الباحثين الإسرائيليين أنفسهم، ومنهم الباحث الي بوديا، إلى الإعتراف بآثار مناهجهم السلبية على عملية السلام حيث يقول بوديا في دراسته: " لقد كرست المناهج الدراسية طيلة نصف القرن الماضي حالة الحرب، وحالت دون التوصل إلى سلام بين الطرفين، فالمناهج الدراسية منحرفة وعنصرية وتزرع الكراهية. وانّ ما يحصل داخل جدران المدارس اثّر سلبا في قرار الحرب والسلام لدى الدولة العبرية وقاد بطريقة أو بأخرى إلى الصراع المسلح " .
كما يشير الباحث الإسرائيلي البروفسور دانيال بارتال أن المناهج الإسرائيلية تعلم التلاميذ كراهية العرب واحتقارهم بدلا من تعليمهم قيم المصالحة والتسامح".
ويؤكد باحث اسرائيلي آخر يدعى أدير كوهين : " أن كتب الأطفال تغرس في نفوسهم الكراهية للعرب عندما تجردهم من طبيعتهم الإنسانية وتدرجهم ضمن فصيلة أخرى غير البشر..!!

وأنا هنا أتساءل، بعد كل ما ذكر عن المناهج الإسرائيلية، وباعتراف من باحثيهم، وكتابهم أنفسهم .. أين هي الأصوات التي ارتفعت ، ولا زالت، تطالب بدراسة وتحليل المناهج الفلسطينية ومدى تأثيرها على عملية السلام؟؟ لماذا لا تطالب إسرائيل بتعديل مناهجها وتطهيرها من العنصرية والتطرف؟؟ لماذا تلتزم الصمت؟ أين هي الأقلام التي كتبت تدين المناهج الفلسطينية؟؟ لماذا لا تكتب وتطالب بدراسة وتحليل تأثير مناهجهم على عملية السلام؟؟
وفي الختام تعمّم مديرة إدارة المعارف العربيّة لارا مباريكي بتاريخ 7 آذار الجاري ، كتابا إلى مدراء المدارس الفلسطينية المعترف بها وغير الرسمية بالنسبة لهم ، أي المدارس المقدسية الخاصة، التي تستوعب الطلاب المقدسيين وتسد نقص الغرف الصفية ، نتيجة تقصير الاحتلال، حيث تتلقى مساعدات من البلدية، ينص الكتاب على أنّه تقرر ابتداءا من 2011-2012، تزويد المدارس المذكورة بالكتب المنهجية الدراسية ، وبناء عليه يمنع شراء الكتب المدرسية المنهجيّة من مصادر خارجيّة أخرى.
أي يمنع شراؤها من مصادرها الفلسطينية الأصليّة، والتي من المفروض أن لها (حقوق الطبع محفوظة).
فقد بدأت المعارف وبلدية الإحتلال طباعة كتب المناهج الفلسطينية - بتصرّف- وتوزيعها على مدارسها منذ حوالي ست سنوات ، بعد أن فشلت فرض مناهجها الاسرائيلية، نتيجة الوعي الوطني لدى المقدسيين ومؤسساتهم، والآن تأتي بخطوة جديدة ،تفرض كتب المناهج الفلسطينية- بتصرّف-، على المدارس الفلسطينية الخاصة، ترى ما هي الخطوة القادمة... وهل ستطول؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد