الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون العراقيون يشاركون في الإحتجاجات الجماهيرية

أحمد رجب

2011 / 3 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الذكرى {77} لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي

تأسس الحزب الشيوعي العراقي في {31 آذار/مارس 1934} ليصبح في غمرة النضال التجسيد الحي لوحدة النضال الوطني والطبقي للعمّال والفلّاحين ووحدة نضال القوميتين الكبيرتين والقوميات المتآخية الأخرى في العراق ومنذ تأسيسه لعب الحزب دوراً بارزاً ليس في الدعاية والتحريك وحسب، بل بتصدر جميع النشاطات الجماهيرية، كما لعب دوراً فعالاً في نشر الوعي والتثقيف بأهم المواضيع الحيوية لمرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية، ولم يكن حزبنا الشيوعي مجرد صائغاً للشعارات السياسية واللإقتصادية والإجتماعية وأكثرها جرأةً وتعبئة لقوى الشعب ولم يكن مجرد جهاز دعاية وتحريك لبث هذه الشعارات بين الجماهير بل أصبح الحزب قائداً فعلياً لنضالات الجماهير الثورية من أجل تحقيق هذه الشعارات.
يستقبل الشيوعيون العراقيّون واصدقاؤهم في كل عام ذكرى ميلاد حزبهم المجيد بكل سرور مع باقات الورد، وفي هذا العام يستقبلون الذكرى السابعة والسبعين للميلاد بإصرار متجّدد وحماسة متوّقدة وثقة لا حدود لها بإنتصار قضية الشعب والوطن، وانّ هذه الذكرى مناسبة لتجديد العهد، وبإصرار لا يلين على خوض المعركة المجيدة، معركة الطبقة العاملة العراقية وسائر الكادحين والشبيبة المتحمّسة ضد الطائفية المقيتة والفساد المستشري في (جميع) مفاصل مؤسسات الدولة، وضد الزمر الجبانة والجماعات الإنتهازية التي تسرق الملايين من قوت الشعب العراقي، ويشارك الشيوعيون اليوم مع جماهير الشعب بقوة وحزم في الإحتجاجات والمظاهرات والإعتصامات التي تنادي: لا للفساد، لا للمحاصصة، لا للظلم وقمع الحريات، لا لإحتكار السلطة وحكم الميليشيات وفرق الموت وكواتم الصمت، لا للإبتزاز والتهريج السياسي، لا للحزب الواحد، نعم لتحقيق العدالة الإجتماعية، نعم لتوطيد أسس دولة القانون وقيم الإستقامة والنزاهة، نعم لتصفية آثار عهود الدكتاتورية والإستهتار بالشعب وحقوقه ومصالحة، نعم لحقوق الإنسان.
لقد سجّل ميلاد الحزب الشيوعي العراقي بداية ربيع للحركة الوطنية. وبرز منذ نشوئه بوجهه الوطني الناصع مناضلاً بلا هوادة من أجل طرد المستعمرين من البلاد وتصفية هيمنتهم السياسية ومعاهداتهم العسكرية والإقتصادية ومرتكزاتهم الثقافية من أجل الإستقلال الوطني الناجز والسيادة، من أجل الحرية والديموقراطية التي يعشقها الشعب العراقي.
لقد ربط الحزب الشيوعي العراقي بشكل عضوي فعّال النضال السياسي بالنضال من أجل حقوق الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، من أجل الارض للفلاح، من أجل التطور الإقتصادي – الإجتماعي، وبإعتباره حزباً لكل العراقيين، للعرب والكورد والتركمان والكلدانيين الآشوريين السريان والأرمن والإيزديين والصابئة المندائيين والشبك، حزبا للمسلمين والمسيحيين ناضل ويناضل من أجل: وطن حر وشعب سعيد.
انّ الشيوعيين العراقيين وهم يحتفلون بالذكرى السابعة والسبعين لميلاد حزبهم المقدام فرحون، لأنّ رايتهم كانت ولا تزال تخفق وهي تنتقل من يد إلى يد، تتحدّى الإرهاب ومحاولات تشويه تاريخه النضالي الناصع وتضحياته، وكانت هذه المسيرة المجيدة تجتاز بعناد المراحل الشاقة والمعّقدة، مستمدة عزمها من ثقة الشيوعيين بحزبهم وبعدالة قضيته، وإستجابة أهدافه لتطلعات الطبقة العاملة، وكل الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم.
وفي هذا المدى الكفاحي البطولي الطويل، كان الحزب يذود بثبات عن شرفه الثوري في سوح المعارك الوطنية والطبقية والقومية وفي معمعان الكفاح ضد الرجعية والإقطاع والدكتاتورية، وانّ إحياء هذه الذكرى الجليلة يحمل أكثر من مغزى، ولعّل أهم مغزى يكمن في أنّ أعتى الرجعيات والدكتاتوريات التي توّهمت أنّها قادرة على إقتلاع جذور الحزب الممتدة عميقاً في وجدان الشعب، وأستخدمت لتحقيق غايتها أبشع وسائل الإرهاب، كانت تكتشف في كل مرّة أنّها عاجزة عن إسكات صوت الشيوعيين، لأنّه صوت الشعب، وعن فل إرادتهم، لأنّها إرادة الشعب.
انّ البعض من حملة الأفكار القومية والأكثرية من الطائفيين والزمر الإنتهازية من أصحاب المحاصصة الذين اعماهم العداء للشيوعية يدركون بأنّ للحزب الشيوعي العراقي جذور قوية في تربة العراق، وتاريخه ناصع، وقد قدم الكثيرمن الشهداء من أجل العراق وقومياته المتآخية، وإزاء هذه الحقائق، يتحد هذا البعض مع الرجعيين وأيتام النظام الدكتاتوري والمشاركة بالتنكيل بالشيوعيين وغيرهم من الديموقراطيين والثوريين، وانّ النظام الحالي في العراق بأساليبه البوليسية ووقوفه ضد القوى الوطنية والتقدمية ومنها حزبنا الشيوعي العراقي {محاصرة مقر الحزب وصحبفة طريق الشعب وقتل الشيوعيين بكواتم الصوت وغيرها من الأساليب المستهجنة}، وبشوفينيته إزاء الحقوق القومية للشعب الكوردستاني، وعدم تطبيق المادة (140) من الدستور العراقي يقترب يوما بعد آخر أن يكون وريثا لنهج النظام المقبور، وقد ورث عن ذلك العهد عدداً من رموزه، وفي مقدمتهم عدد من الضباط البعثيين (من الرتب الكبيرة) الذين عادوا إلى صفوف الجيش بموافقة السيد نوري المالكي، كما ساهمت الخطة الأمريكية في تشكيل الحكومة بعد مرور أكثر من (8) أشهر على الإنتخابات التي جرت في آذار من العام الماضي من إعادة بعض الذيول والبعثيين إلى العملية السياسية والبرلمان العراقي.
يتوّهم من يفّكر بالتأثير على الحزب الشيوعي العراقي في قيادته للجماهير الشعبية، ففي النشاط العملي جاهد الشيوعيون كما يجاهدون اليوم لتكوين المنظمات الجماهيرية كنقابات العمّال وإتحادات الطلبة ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة وغيرها، وكانت نشاطات الشارع والتظاهرات أيام الحكم الملكي بقيادة الشيوعيين، مثل تظاهرات الإحتجاج في ذكرى وعد بلفور وتظاهرات الجلاء وإلغاء معاهدة (1930) والمطالبة بالحريات، وكذلك قاد الحزب إضرابات العمال في البناء والسكك والنفط والكهرباء والمطابع والبرق والبريد.
وكان المد الثوري يتصاعد ودور الحزب يبرز أكثر فأكثر ففي {28 حزيران عام 1946} قاد الحزب في بغداد المظاهرات المطالبة بالجلاء التي فرقت بالقوة كالعادة، وأستشهد فيها أحد الشيوعيين، وهو أول شهيد من أجل الجلاء، وفي تموز إندفع إضراب عمال النفط في كركوك بقيادة الشيوعيين وارتكبت ضد العمال مجزرة كاورباغي، واستشهد فيها أيضاً عمال من الشيوعيين وأصدقائهم، وتطّورت إلى مظاهرات جماهيرية عارمة، واسندت بإحتجاجات واسعة وإضرابات عمالية في بغداد وغيرها من المدن، وأهتزت البلاد على أثرها، وساهمت الأحزاب الوطنية في هذا الإسناد، وهكذا بدأ يتجّسد الدور القيادي للحزب في الحركة التحررية.
في كانون الثاني (1948) إنفجرت المظاهرات التي تكللت في وثبة كانون المجيدة ضد معاهدة بورتسموث، فقد برز الشيوعيون يتصدرون النشاطات الجماهيرية التي شملت كل أنحاء العراق، وقدّموا ضحايا النضال في هذه المعارك، واستمرت هذه النشاطات حتى فترة إضراب عمال كي ثري ومسيرتهم الكبرى في آيار (1948).
ورغم الضربات القاسية التي تلقاها الحزب، سرعان ما نهض من جديد بفضل تضحيات رفاقه وإحتضان الشعب له وقاد النشاطات الجماهيرية: إضراب عمال النفط (1951) وتظاهرات بغداد وإنتفاضة فلاحي آل ازيرج في العمارة وإنتفاضة فلاحي دزه يى في أربيل، وإنتفاضة هورين وشيخان في خانقين والسليمانية كما ساهم الحزب في التظاهرات الجماهيرية التي إنفجرت مرة أخرى على أثر سن قانون إنتخابات جديد في عام (1952).
لقد قاد الحزب الإنتفاضة الجماهيرية في {خريف 1952}والتي حدثت بإرتباط مع نضال الجماهير ضد الأحلاف العسكرية الاستعمارية المنوي ربط العراق بها، وفي عام (1956) وقف الحزب مع مصر بسبب خطوتها الجرئية في تأميم قناة السويس ومسيرتها التحررية ضد العدوان الثلاثي (البريطاني – الفرنسي – الاسرائلي) وتصدر الشيوعيون من جديد النضالات الجماهيرية الواسعة في بغداد ومدن أخرى، وقدّم الحزب شهداء جدد في الشوارع وعلى أعواد المشانق.
وفي مثل هذه الظروف الثورية نشأت أرضية صلدة لبناء الجبهة الوطنية، وتكللت جهود الحزب بالنجاح، حيث تألفت {جبهة الإتحاد الوطني} في ربيع عام (1957) من: الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الديموقراطي، حزب البعث العربي وحزب الإستقلال وشخصيات وطنية مستقلة، وتشكلت في نفس الوقت جبهة ثنائية من حزبنا والحزب الديموقراطي الكوردستاني لرفض الأحزاب الأخرى قبوله في جبهة الإتحاد الوطني.
وعلى هذا النحو لعب حزبنا الشيوعي العراقي في غمرة النضال الثوري دوره الطليعي المجيد في قيادة الإضرابات والإحتجاجات الجماهيرية، وفي تعبئة قوى الشعب وتجميع الأحزاب الوطنية وتمهيد الطريق لثورة {14 تموز 1958} وإنتصارها.
كانت ثورة {14 تموز 1958} نقطة تحول في المسيرة الثورية التاريخية للشعب العراقي، إذ استطاعت إسترجاع (96,5) بالمئة من أراضي الإمتيازات النفطية التي كانت تغطي كل مساحة العراق تقريباً، وتحتكرها شركات النفط الإحتكارية، وتحقيق خطوة هامة كبرى بسن قانون الإصلاح الزراعي، وبفضل نضال الشيوعيين العراقيين إنتصبت المنظمات الجماهيرية الجبّارة، وتحققت لها الشرعية بعد أن كانت منظمات سرية ومنها: نقابات العمال وجمعيات الفلاحين وإتحاد الطلبة وإتحاد الشبيبة ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة، وظهرت إلى العلن الصحافة الديموقراطية الثورية والشيوعية، وتحققت بعض المكتسبات للشعب الكوردي.
ولكن، بعد فسح المجال لكبار الضباط أن يمسكوا بزمام السلطة السياسية، وتشكيل الحكومة من ممثلي ثلاثة أحزاب فقط من أحزاب جبهة الإتحاد الوطني، وإستبعاد الحزب الشيوعي العراقي من المشاركة في سلطة الثورة إستطاعت البرجوازية الوطنية التي أصبحت الطبقة الحاكمة لأول مرة في تاريخ العراق، أن تحد من تقدم الثورة وتحبسها ضمن أفق البرجوازية الطبقي الأناني، وأن تحتكر السلطة السياسية، وترفع شعار معاداة الشيوعية.
وتحت ضغط الإستعمار والقوى الرجعية في الداخل وفي بعض البلدان العربية والمجاورة وبدافع الأنانية الطبقية للبرجوازية، والخوف من إستمرار المد الثوري الجماهيري، إرتّد الحكم عن النهج الديموقراطي، وبدأ مطاردة العناصر الديموقراطية والشيوعية، وأدّت هذه الأساليب القذرة تمهد الطريق لمؤامرة (8 شباط الأسود 1963) ومجيء البعثيين والقوميين لحكم العراق.
ان حكم الردة تمتع منذ اللحظات الأولى بعطف ومساندة القوى الإمبريالية والرجعية في العالم كله، ودشن قادة المؤامرة الجبناء عهدهم بالهجوم على الحركة الوطنية والديموقراطية، مرّكزين هجومهم على الحزب الشيوعي العراقي. وأعلن الحاكم العسكري للمتآمرين رشيد مصلح التكريتي البيان السيء الصيت رقم (13) الذي يبيح قتل الشيوعيين وإبادتهم، فأطلق العنان للحرس القومي الفاشي بإباحة القتل والسلب والنهب وهتك الأعراض، وفتحت معسكرات الإعتقال التي ضمّت عشرات الألوف من الوطنيين، وجرت ممارسة سياسة التعذيب والتصفية الجسدية، وأستشهد المئات من الكوادر الشيوعية والعسكريين الثوريين ومئات الأعضاء وقتل السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي {سلام عادل} والعديد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي تحت التعذيب,
وبعد أشهر من الهدنة مع قادة الثورة الكوردية، والتي استثمرت لتصفية آخر بقايا الديموقراطية، شهدت البلاد أفضع حرب تدميرية ضد الشعب الكوردي في العراق. وفي هذه الظروف نهض حزبنا الشيوعي العراقي بإندفاع إلى المساهمة الفعلية في الثورة الكوردية المسلحة، حيث خاض الأنصار الشيوعيون معارك بطولية حققوا فيها أروع الإنتصارات، كما شهدت البلاد أعنف صراع ضد قوى التحرر على المسرح العربي.
ان المقاومة الجماهيرية الواسعة منذ اللحظات الأولى للمؤامرة بقيادة الحزب الشيوعي العراقي بهدف صيانة الجمهورية وإستقلال البلاد ومكتسبات ثورة (14 تموز) وإستمرار المقاومة، وبخاصة {الإنتفاضة البطولية في معسكر الرشيد في 3 تموز 1963} والحملة العالمية ضد الحكم الرجعي الجديد، ومقاومة الشعب الكوردي البطولية، وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي زاد في عزلة الحكم، وحطّم الحلف بين الرجعيين والقوميين والبعثيين على الصعيدين الداخلي والعربي، وأزيحت بعض الفئات ذات الإنتماءات القومية من الحكم، وبالتالي إشتّد التنافس الداخلي داخل أجنحة البعث نفسه، وبين المدنيين والعسكريين حتى إنتهت الواجهة البعثية على اثر إنقلاب فوقاني في (18 تشرين الثاني/ اكتوبر 1963) بقيادة عبدالسلام عارف، ورغم أن الحكم الجديد خفّف وطأة الإرهاب وحل الحرس القومي الفاشي، وأطلق سراح العديد من السجناء، لكنه إستمر في تنفيذ أحكام الإعدام بالعديد من المناضلين، وقد أبقى مئات السجناء السياسيين في سجونهم، ثمّ شن الحرب العدوانية ضد الشعب الكوردي مجدداً، وأعطى حق إستثمار النفط في بعض مناطق البلاد إلى شركة إيراب الفرنسية. وقام في نفس الوقت بتعديلات رجعية على قانون الإصلاح الزراعي لصالح الإقطاعيين والملاكين الكبار، وواصل مسيرة الحكم الدكتاتوري العسكري الرجعي السابق.
وبفضل نهوض الحزب الشيوعي العراقي من جديد وإشتداد النضالات الجماهيرية ونشاط القوى الوطنية الأخرى من جهة، وتفاقم الأزمة السياسية لنظام الحكم بسبب هزيمة (حزيران 1967) من جهة أخرى استفخلت أزمة الحكم وأشتدت التناقضات داخله وبالتالي تمّ إسقاطه من قبل بعض الضباط وخاصة (عبد الرزاق النايف - رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، وإبراهيم عبدالرحمن الداود - آمر الحرس الجمهوري، وسعدون غيدان أمر كتيبة دبابات القصر الجمهوري)، مع البعثيين وأبرزهم أحمد حسن البكر في إنقلاب (17- 30 تموز 1968).
اصبح احمد حسن البكر رئيسا للجمهورية ، وفي (16 تموز/ يوليو 1979) أطاح به نائبه صدام حسين، ليعلن بأنه أصبح رئيسا للجمهورية العراقية.
في (8 آب / اغسطس سنة 1979) قام صدام حسين بحملة إعدامات واسعة طالت ثلث أعضاء مجلس قيادة الثورة وأكثر من خمسمائة عضو من أبرز أعضاء حزب البعث العراقي وأقدم صدام حسين على إعدام غانم عبد الجليل وزير التعليم العلمي ومحمد محجوب وزير التربية ومحمد عايش وزير الصناعة وصديقه الحميم عدنان الحمداني والدكتور ناصر الحاني ، ثم قتل مرتضى سعيد عبد الباقي تحت التعذيب ، وقد بلغ عدد من أعدمهم صدام حسين (من غير أحبائه وأصدقائه في القيادة) خلال أقل من شهر واحد ستة وخمسين مسؤولا حزبيا.
صدام حسين اشعل فتيل الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت (8) سنوات وراح ضحيتها مئات الألوف من العراقيين والإيرانيين، وألحقت الدمار بإقتصاد البلدين، ولم (يكتفي) صدام حسين بذلك فشنّ حربا شعواء على دولة الكويت التي ساندته في حربه مع إيران، وخلال حكم صدام حسين الطويل، لم يتلمس أو يشاهد العراقيون إلا الظلم والطغيان، الملاحقات البوليسية، الإعتقالات الكيفية، مسح ومحو وتهديم أكثر من (4000) ألف قرية في كوردستان، إخفاء وتغيب العراقيين وخاصة الكورد الفيليين وبأعداد كبيرة، ضرب القرى والمدن الآمنة بالسلاح الكيمياوي المحرم دولياً، القتل والمذابح البشرية للشيوعيين والكورد والشيعة، القتل الجماعي، وانّ المقابر الجماعية هي الجواب الشافي على همجية وعبثية الدكتاتور صدام حسين، وحكم صدام حسين لا يحتاج إلى التعريف إذ أن أكثرية العراقيين على علم تام بسنوات حكم البعث وظهور صدام حسين كقاتل سادي، همجي، والمفرح انّه زال وتم رميه الى مزبلة التاريخ.
ان فشل الحكم الفاشي لنظام صدام حسين وحكم حزب البعث من (8 شباط الاسود عام 1963 إلى السقوط الأول، ومن ثمّ من 17 – 30 تموز 1968 إلى السقوط الثاني في 9 نيسان 2003) في القضاء على الحزب الشيوعي العراقي بالإرهاب والسجن والتصفية الجسدية لآلاف الشيوعيين، وصموده وصيانة منظماته وتطوير نشاطه ونضاله المتنوع {السياسي والعسكري}والعطف والتضامن الواسعين اللذين حظى ويحظى بهما لدى فصائل حركات التحرر وقوى اليسار العربية والعالمية، كل هذا جعل حزبنا الشيوعي العراقي قوة طليعية متميزة في بلادنا، تتطلع الجماهير إليها لتحقيق أهدافها الأمر الذي أستفز ويستفز أعداءه لتصعيد حربهم ""الايديولوجية"" ضده.
ومن المعلوم والواضح أن ظروف نضال حزبنا الشيوعي العراقي في الوقت الحاضر صعبة ومعقدة، بسبب شراسة (حلفائنا بالأمس وأعدائنا اليوم)، وهم يمتلكون قدرات كبيرة، وبيدهم زمام الحكم، ويتصرفون باموال الدولة حسبما يشاؤون، ولهم فضائيات ومحطات الإذاعة وصحف... ويقتلون أبناء الشعب العراقي في وضح النهار بطرق جبانة ومدانة وبكواتم الصمت، ونحن والأعداء نتذكر جيدا الشهيد الشيوعي كامل شياع، والشهيد الشيوعي المهندس سعيد هاشم الموسوي..
ان الجرائم البشعة التي تنفذها قوى الظلام والإرهاب وأمام أنظار المسؤولين وقوات بغداد وقوات الشرطة تثير مشاعر السخط والإستنكار في صفوف الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم ولدى الشعب العراقي، ونحن على ثقة بأن دماء رفاقنا الأماجد لن تذهب هدراً، وأن جريمة الإغتيال ستكون حافزاً أقوى للمضي في النضال مع سائر قوى اليسار والخير وقوى السلام والتقدم.
ندعو الحكومة العراقية أن تضع حدا للإرهاب وقوى الظلام، وعلى السيد نوري المالكي وحكومته الإستماع لصرخات الشعب:
لا للقمع والإرهاب بجميع ألوانه ومسمياته، لا لعودة أساليب البعث الفاشي، لا للفساد الإداري، لا للميليشيات في شوارع بغداد والمدن،نعم للدولة المدنية الديموقراطية، نعم للحريات المدنية، نعم للمساواة بين الرجل والمرأة، لا ، وألف لا لكواتم الصوت.
المجد لشهداء الحزب والحركة الوطنية والديموقراطية.
الغزي والعار لقوى الإرهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عبدالباري مجيد هداية ( 2011 / 3 / 30 - 10:49 )
تحية حب وتقدير لجماهير الحزب ومؤازريه في ذكرى تاسيسه العطرة وافضل ما يمكن ان يقدمه الحزب في هذه الذكرى هو العمل الحي بين الفقراء وكادحي اليد والفكر من اجل ان تاخذ دورها التاريخي في الحصول على حقوقها كاملة ودحر قوى الظلام والفسادوكل اشكال الاستغلال


2 - الى كل رفاق الامس واليوم
د.قاسم الجلبي ( 2011 / 3 / 30 - 12:37 )
تهنئه الى كل الرفاق اللذين ساهموا في نشر مبادئه الساميه واللذين ناصروا العمال والفلاحين وكل الطبقات المسحوقه وعلى مر العصور واليهم جميعا اتقدم باءزكى التهاني في ذكرى تاءسيس وميلاده الميمون,لتكن هذه الذكرى العطره حافزا من اجل جمع كل اليسار في عراقنا الحبيب ومن اجل حكم علماني تعددي ديمقراطي ومن اجل انتقال السلطه عبر صنايق الاقتراعو عاش الحزب الشيوعي العراقي المقدام اصحاب الايادي والعقول النظيفه ,شكرا اليك سيدي الكاتب

اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية