الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما آن لهذه النخاسة أن تتوقف !؟

عباس منصور

2011 / 4 / 1
حقوق الانسان


ملايين المصريين في الخارج يصرخون:

يا حكومة الثورة.. نريد المعاملة بالمثل

كيف ينام المسئولون في مصر على ضفاف النيل ورعاياهم في البلاد العربية يئنون في قبضة النخاسين ، يحبسونهم ، يبيعونهم ، ينهبون عرق أجسادهم وخلاصة أعمارهم بينما لسان حال القوانين في بلاد الغربة يطاردهم قائلا : من لم تنصفهم بلادهم كيف يجدون الإنصاف منا ؟ويا غريب خليك أديب ، واللي مو عاجبه يروح بلده .

وهذه قصة في سياق الألم ، من صعيد مصر آتى العامل محمود إمبارك . م . أ ، أتى محمود هربا من البطالة والفقر يحلم بالعمل والعيش الكريم ، رضي بالغربة وفراق الأهل والأحبة أملا في غد أفضل ، دفع ثلاثين ألف جنيه ما بين عمولات وكشوفات طبية في مصر ومقدم للكفيل الكويتي نواف . خ . ت عن طريق المندوب ( مخلص المعاملات ) المصري عماد. أ . ع ، وبعد أكثر من شهر تمكن من الحصول على إقامة قانونية لمدة عام بموافقة الكفيل الكويتي ، وينزل محمود إلى الشارع كل صباح عند دوران خيطان القديمة على أمل أن يجد أحدا يطلبه لأداء أي عمل وتلك هي الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الآلاف من أمثال محمود الذين امتص الكفلاء مدخراتهم في مصر مقابل أوهام ثم ألقوا بهم في الشارع ، وعلى الرغم من أن هناك عقدا وراتبا قد تم توثيقه بمعرفة السلطات بين الكفيل والعامل إلا أن كل ذلك مجرد إجراءات صورية والجميع هنا حكومة ومواطنين ووافدين يعلمون ذلك .

وظل محمود على هذه الحال يعمل يوما ويتعطل يومين إلى أن وقعت الكارثة بعد عدة أشهر ، الكفيل يخبر محمود عن طريق المندوب أن ملف شركته لدى وزارة الشؤون قد تم إغلاقه وعلى محمود أن يدبر كفيلا آخر ، ويسعى محمود ويصل الليل بالنهار في العمل تارة والاستدانة حتى يتمكن من تدبير المبلغ الذي يطلبه الكفيل الجديد كي يمنحه الإقامة الشرعية في البلاد ، ويفرح محمود ويذهب لإخبار كفيله القديم بحصوله على كفيل جديد إلا انه يفاجئه بأنه لن يعطيه التنازل عن كفالته إلا مقابل سبعمائة دينار ويخطره بأنه متغيب عن العمل وقد حوله للشرطة بتهمة مخالفة العقد الموقع بينهما ، تسود الدنيا في عيني محمود ويجد نفسه مدينا لطوب الأرض ويعمل ليلا ونهارا لصالح شبكة الكفلاء المنفلتون من أي قانون أو عقاب أو رادع .

وأمثال قصة محمود مئات بل آلاف من القصص التي تطحن أعمار المصريين وكراماتهم في الاغتراب العربي في ظل قوانين لا تعترف بالغرباء وحقوقهم الإنسانية ولا تقبل بهم إلا كطبقة ثانية أو ثالثة في عداد الخدم والمساكين الذين انقطعت بهم السبل .

والسبب في ذلك هو حكومات مصر المتعاقبة التي تغض الطرف عن إهانة المصريين في الخارج بل وسفارات مصر وقنصلياتها التي تنضم لصفوف الكفلاء ضد رعاياها من المصريين مقابل خدمات وعقود ورشاوى وكثير من أشكال الفساد ، وعلينا ألا ننسى أن معاملة المصريين في الدول العربية لم تصل إلى هذه الدرجة من الانحطاط إلا مع نهاية حقبة السبعينات وتمادت في الانحدار حتى وصلت إلى هذا الحضيض مع تشابك المصالح بين رئيس مصر السابق وعائلته وكثير من أبناء الأسر الحاكمة في الدول العربية والتي ضيعت حقوق مصر والمصريين .

والمصريون في بلاد العرب لا يطالبون سوى بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل الذي تسير عليه العلاقات السوية بين الدول ، فرعايا الدول العربية في مصر بالملايين ونسبتهم أكبر من نسبة المصريين في دولهم إذا نظرنا إلى نسبة تعداد السكان بين مصر وكل بلد على حدة , وقد يقول قائل إن غالبية العرب المقيمين في مصر هم من الطلاب أو التجار والمستثمرين وهؤلاء يعودون بالنفع على مصر ، وأقول لهم ان هؤلاء لو لم يجدوا أن دراستهم وأعمالهم في مصر أكثر جدوى وأقل تكلفة مما في بلدانهم أو بلدان أخرى غير مصر لما ذهبوا إلى مصر ، وإلا لماذا تختلف دراساتهم ونوع استثماراتهم وحجمها في بلاد الغرب وتختلف تبعا لذلك نوع المعاملة التي يلقاها الرعايا الغربيون في بلاد العرب !! ان مبدأ المعاملة بالمثل كفيل بإعادة العلاقات إلى نصابها الطبيعي وخصوصا بعدما انتفض الشعب المصري في الداخل والخارج ضد نظامه المستبد الفاسد الذي ألحق الهوان والمذلة بالشعب المصري على مدار أكثر من ثلاثة عقود .

وفي هذا السياق لابد من إعادة تشكيل البعثات الدبلوماسية للمصريين والتي يقودها رجال الحزب الوطني ومباحث أمن الدولة غير المؤهلين للتعامل مع أنظمة وقوانين الدول وكيفية ملاحقة حقوق المصريين في الخارج وتحقيقي المصلحة الوطنية خارج حدود الوطن ووسط عشرات الجنسيات والثقافات والحضارات والقوانين المتنوعة فنراهم متخاذلين يهملون قضايا مواطنيهم في الخارج مما يعطي انطباعات سلبية عن المصريين أمام مواطني وحكومات الدول التي يعملون بها وغيرهم من المقيمين من الجنسيات الأخرى مما يساهم في تشويه الشخصية المصرية واحتقار أوضاعها والاستهانة بمصالحها وخصوصا في النطاق العربي الذي لا يتوقف عند احترام المواثيق الدولية والالتزام بحقوق الإنسان والعمالة الأجنبية بل تجدهم متمرسين وذوي خبرة في كيفية الالتفاف على تلك الحقوق وإهدارها .

يا أيها النظام المصري الجديد... انتبه ، فالمصريون استيقظوا ولن يعودوا للغفلة مرة أخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟