الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث مندس

درويش محمى

2011 / 4 / 1
كتابات ساخرة


في ساعة متأخرة من ليلة البارحة، رن جرس هاتفي، وتوقعت ان يكون احد اصدقائي المندسين، وما اكثر المندسين هذه الايام، وبالفعل توقعي كان في محله، كان صديقاً مندساً مثلي تماماً، وربما اكثر اندساساً مني، قال لي وبنبرة حزينة كلها اكتئاب،"اسف على الازعاج بس انا عم باختنق يا اخي".
ـ "شو فيك يارجل، شو قصتك"، قلتها وانا مندس في فراشي منذ ساعات، والنعاس قد نال مني كما نال من الوطن السوري لمدة تتجاوز الاربعة عقود، بدء صاحبي يدس الكلام دون انقطاع وهو يعبر عن معاناته مع مجريات الحدث السوري، اشفقت عليه كما اشفقت على نفسي، هو لا يستطيع النوم بسبب اندساسه بالهم السوري، وانا كذلك مندس بالحديث معه غصباً عني احاول جاهداً التخفيف عنه، والصديق لوقت الضيق، كيف لا ونحن الاثنين مندسين وفي الهوى سوى، ونعرف بعضنا البعض من ايام زمان، وعلاقتنا قديمة وتعود لايام الشباب والاندساس المزمن.
ـ "يارجل، شفت الممثل وائل رمضان على الفضائية الرسمية السورية، شيئ لا يصدق، عم بيقول انا مع قانون الطوارئ وضد رفعه" نطقها صاحبي وهو يكاد ان يفقد اعصابه، حاولت ان اوضح له الامر، واخبرته ان وائل شخص غير مندس مثلي ومثله، والناس انواع واشكال، والبلد فيها المندس وغير المندس، ثم من قال ان وائل رمضان يمثل ضمير الامة، الرجل صحيح انه ممثل ومن المفترض ان يكون مندساً هو الاخر، الا انه في الاخر ممثل لا يمثل الا نفسه، وهذا كل مافي الامر، والتمثيل مهنة يا اخي، مثلها مثل غيرها من المهن، والناس اهواء ومصالح وفيهم الطالح والصالح.
ـ "شفت المظاهرات المؤيدة؟ لعمة، شلون هيك، ما بيجوز" قالها وهو يكاد ان يبكي هذه المرة، فصديقي رجل مندس بحب سورية حتى العظم، حاولت مجدداً ان اوضح له حقيقة ما يجري اليوم في البلد، وقلت له: "فعلا ما بتفهم يا أخي، واناني، وتريد كل الناس تكون مندسة، ما بتعرف انو الناس كلها مو مندسة مثلي ومثلك"، ولو كان الامر كذلك، والناس كلها مندسة، لكانت سورية اليوم بألف خير وجنة الله على الارض، ثم من قال لك ان كل تلك "الحشود الجماهيرية"، هي غير منظمة وغير مركبة وغير محبكة وغير مندسة وحقاً مؤيدة للنظام،"وكأنك من كوكب اخر، وما بتعرف البير وغطاه".
ـ " شفتو يارجل، شفتو شلون كان عم يضحك، وكأنو ما عامل شي" قالها هذه المرة وهو حانق وصوته يكاد ان يختفي، وهنا ضقت ذرعاً بصديقي وصاحبي المندس، فأنا مثله تماماً حانق وغاضب مما شاهدته في "مجلس الشعب"، واحتاج لمن يخفف عني، فرائحة دماء شهداء الحرية من الشباب السوري تملئ المكان، والفجر يكاد ان يبزغ علي وعلى الوطن السوري، قلت له وبدون تردد، "تصبح على خير"، واغلقت الهاتف على وجه السرعة لاندس في فراشي من جديد، وانا ادعو الله ان يحفظ كل المندسين في طول البلد السوري وعرضه، وتصبحوا جميعاً مندسين كنتم او شبه مندسين، على الخير والحرية والكثير من الكرامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل الحجب للمندسين
ناصر محمد ( 2011 / 4 / 5 - 20:08 )
أنا أعشق المندسين انتظرت فجرهم منذ سنين
فمن اندس فقد احس زوال ليل الغاصبين
مندس أنت و درويش و أنا درويش مندس
أيقنت بأن الدس سراج المحرومين
لك مني كل حب و تقدير يا أخي فلنندس جميعا فلعل الإندساس طريق الحرية

اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير