الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنقل خيرا أو لنخرس!

أميرة عبد الرازق

2011 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمة
ها هي المناقشات السياسية والدينية والفكرية قد تضاعفت بعد الثورة، وأثبتت أن بئس الشخص هذا الذي يتكلم فقط ليعلو صوته على صوت الآخرين، بينما هو بوتقة من جهل أوتعصب.. فكره مليء بالمتناقضات؛ يدعو لشيء ويفعل ضده تماما، يقدس الحرية لنفسه ويجرمها على غيره، وفي أحسن الأحوال إن لم يكن هذا أو ذاك يردد الكلام بجهل كالببغاوات!
والآن أترككم مع لقطات من مناقشات حدثت بالفعل لتتضح لكم وجهة نظري أكثر.
****
مشهد أول
لم يكن لديها أي توجه سياسي أو حتى ديني، فقط تقرأ الصحف وتسترق السمع إلى الإشاعات من هنا وهناك ثم تكون وجهة نظرها!
تناقشنا مرة حول أحد مرشحي الرئاسة وهو صاحب مبادئ اشتراكية، فأجابتني على الفور وبدون تردد أو تفكير:
شيوعي بلا ملة!
أسكتتني المفاجأة برهة ثم عدت لأسألها .. ولماذا تقولين أنه بلا ملة؟
هي: أليس اشتراكيا إذا فهو يؤمن بالفكر الشيوعي، والشيوعيون لا يؤمنون بأي دين ولا يؤمنون بوجود الله.
-ولكن ليس كل الاشتراكيين شيوعيين بهذا المعنى .. وهل كان عبد الناصر بلا ملة؟!
سكتت قليلا وكأنها تفكر في الإجابة، تلعثمت في الكلام وقالت: لا أستطيع أن أكفر أحدا، لكن أي شخص اشتراكي هو بطبعه بلا ملة.
***
مشهد ثاني
تنهد في ارتياح ثم تسائل أتعرفين ما هو أهم إنجاز للثورة في نظري؟ هو إلغاء جهاز أمن الدولة، لقد كان رعبا يجثم على صدري، لم أكن أستطيع أن أتفوه بكلمة لا عن آرائي في السياسة أو عن حرية الاعتقاد.
توقف لحظة عن الكلام ليستدرك شيئا فاته، وقال في أسف: لكنه أسوأ شيء حدث في الوقت ذاته، فمن سيسطر الآن على السلفيين والجهاديين والإخوانيين، كلهم سيخربون البلد، سيرجعونها للوراء .. يسرقون الثورة بعد أن كانوا أول من عارضها!
تعالت صرخاته المستغيثة .. أين أنت يا أمن الدولة حتى تخرس هذه الأبواق المزعجة!
***

مشهد ثالث
قال إن الليبراليين يتناسون الديمقراطية وحرية الفكر عندما يتناقشون مع خصومهم، والنتيجة أنهم لا يتيحون للآخر فرصة التعبير عن رأيه ويضعونه في خانة الجاهل دائما.
-كلامك صحيح جدا فكثيرون هؤلاء الذين يضعون شعارات براقة والجوهر خواء.
وبعد أيام دار بيننا حوار آخر، وإذا به يقول في زهو الليبراليون لا يفقهون شيئا في السياسة، تعلموا السياسة أولا ثم تكلموا يا جهلاء!
***
مشهد أخير
ابتسامتها تتسع وهي تقول لي: كلها إشاعات، الإسلاميين لم يقتلوا أحدا ولم يقطعوا أذن القبطي أو يطردوا المرأة من بيتها، ولم يهددوا غير المحجبات بإقامة الحد عليهن.
-وهل أحداث سموحة التي قبض فيها الجيش على إسلاميين بحوذتهم أسلحة ومتفجرات إشاعات أيضا؟
هي: هؤلاء عملاء أمريكا، الإسلاميين لا يخربون أو يقتلون أحدا، وأي شخص بإمكانه أن يرتدي جلبابا ولحية وينفذ جريمته ليشوه صورة المسلمين.
كررت مغزى السؤال بصيغة أخرى: وهل خروج عبود الزمر من السجن وهو يفتخر بجريمة قتل السادات إشاعة أيضا؟
هي: لا ليست إشاعة، ثم انطلقت من عينيها شرارة منذرة وقالت: ولكن السادات كان يستحق القتل!
****
خاتمة:
لم أكن أريد أن أضطر لقولها، لكن في هذه المرحلة الحرجة التي تعتمد على حرب الكلمات والأفكار .. قد تزيد كلمة من وعي الناس فنرتفع خطوة، وقد تعمي كلمة أخرى العقول فننحط إلى أسفل سافلين .. أقول: أيها المفكرون، أيها السياسيون، ويا رجال الدين، ويا من تتناقشون بهدف أن تقنعوا خصومكم بأفكاركم .. تعالوا كلنا لنتفق على شيء .. لنتكلم عن علم وموضوعية وبلا تعصب وبغير ترديد لإشاعات أو فلنصمت .. لنقُل خيرا ينقذنا في هذه المرحلة الحرجة أو فلنخرس جميعا، فالبلد لا تحتمل مزيدا من الارتباك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي