الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات الشعبية واضمار الثقوب السوداء

نضال فاضل كاني

2011 / 4 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الثورات متعددة المصادر والاهداف ، بعضها تقوده الاحزاب وبعضها تتولد من الانقلاب، وبعضها يحركها العرق الطائفي ، وبعضها الاخر شعبي يندفع فيه الناس كالموج الجارف من كل فج بين الحواري والطرقات ليهيمن على الزمان والمكان..
وقد يقال ان انجح الثورات هي الشعبية لأسباب كثيرة لعل من اهمها انها غير مؤدلجة ولا مبرمجة ولا مجندنة ، بل هي تعبير صادق أو اصدق ما يكون التعبير عن نفسها بنفسها لنفسها .. ولربما نوافق على ذلك .. لكنا لا نقف عنده طويلا اذ تعترينا سحابة الاسئلة ..
إذا اردت ان تعرف آخر الطريق فعليك ان تعرف أولا أوله، فما أول تلك الثوة الشعبية؟
هل هي تراكم الظلم والاستبداد وقمع الحقوق والحريات والطغيان والتجبر وافشاء وباء الفساد في البلاد والعباد..؟
اذا كانت تلك الاسباب هي التي فجرت الثورة الشعبية ، أي الثورة التي يقودها الشعور الشعبي العام بفقدان السيطرة على التحمل فيخرجون غير مبالين فأما الموت وأما التحرر ..
فان كان الامر كذلك فالسؤال الآخر هو : كيف ستكون نهايتها ؟
ما كان يوحد الشعور الشعبي هدف محوري وهو التخلص من النظام الفاسد برأسه واذنابه ، ولكنه بعد ان ينتهي ، فما هو الهدف الذي يمكن ان يبقى ذلك الشعور حيا وفاعلا وايجابيا ؟
هنا تقف الثورة على مفترق طرق، فاذا كانت الثورة قد قامت بشعور جارف يقوده وعي شعبي عارف ، فإن التوازن بين قلب النظام الفاسد الذي يحققه الشعور وبين ايقاف الوعي لحركة اللانظام التي تلازم الثورات، يمكن ان يبقي ديمومة الثورة في مسارها الصحيح ، ويمكن ان يشهد الشعب يوم جديد، فيه كل شيء جديد حتى نفوس الثوار انفسهم..
واما اذا كان الشعور وحده هو الذي يقود الثورة ، فإنها لا محالة بعد ان تحرق يابس السلطة المستبدة تستمر بلا رادع لتحرق أخضر ابنائها دون ان تشعر .. ووقتها يتحول الشعب الثائر من مظلوم ضد ظالم الى ظالم لنفسه ومظلوم من نفسه ، فتعلو فيه زمرة تقود الظلم بشرعة المظلوم، وتحمل شعارات العدالة بيد الجور وتبطش في ابنائها كما يفعل العدو في الد اعدائه دون ان تطرف له عين .. ومن هنا قيل : الثورات تحمل بذور فنائها في ذاتها.
من الشعور بالرفض بدأت والى الشعور بالرفض تنتهي ..
فطوبى لشعب شَعر ووعى ، والويل كل الويل لثورة لم تعي ما تضمره من ثقب اسود في ذاتها ، اذا ما انفجر فلا يبقي ولا يذر ، ووقتها لا تعجبن إن رأيت الحنين لزمن غابر كان فيه سلطان واحد جائر، ولات حين مندم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح