الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه الدم السوري...أي كلام بعده؟

غسان المفلح

2011 / 4 / 3
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



الانتفاضة السورية على الواقع السياسي والأمني والمعيشي. السوريون يواجهون الآن خيارهم الذي طالما تحدثنا عنه من قبل، وهو إما النظام والفساد والقمع والفقر وإما استمرار ثورتهم، لأن خيار النظام واضح منذ لحظة تأسيسه 1970 على يد الرئيس الراحل حافظ الأسد واستمرت مسيرته مع نجله الرئيس بشار الأسد، الخيار واضح إما استمرار النظام أو الدم لا خيار آخر طرحه النظام مطلقا، النظام السياسي السوري لم يعد بحاجة لمن يتحدث عن قضايا أخرى وتحليلات لطبيعة النظام القائم وطبيعة السلطة القائمة، ولا أظن أن الدم السوري الذي أهدرته أجهزة القمع السلطوية بات يحتاج إلى براهين وحكايا، وتحفات أدونيسية أو خلافه، دعونا نتخلص من هذا الرياء، النظام كما تحبون ليس طائفيا، وهو نظام مقاوم وممانع- رغم أن إسرائيل هي من حمته وتحميه من الضغط الدولي- لكنه أهدر الدم السوري، ألا تكفي هذه؟ ألا تكفي لكي نتعرف من خلال هذا الدم في درعا ودوما وحمص واللاذقية والقامشلي، على طبيعة هذا النظام؟ لا أعرف من أين يستقي مثقفينا كل هذا اللغو؟ إصلاح وإسلام سياسي وشعب متخلف ويستشهدون بالعراق!! كل هذه اللغونات، لا تبيح لهم استرخاص الدم السوري، ولا تبيح لهم مطلقا أن يستمروا في ارتداء الأقنعة، ليكشفوا نهائيا عن وجوههم، فالشعب السوري أظهر ولاءه لبلده وأظهر لا عنفيته وتسامحه، فمن لم يرفع البندقية بوجه قاتله لن يرفعها بوجه منظري هذا القاتل، منظري استمراره بالقتل!! وتحت مسميات لم تعد تعني المواطن السوري الذي يرى دمه في الشوارع. هذا المواطن الذي رفع صورة الهلال والصليب في قلب الجامع الأموي، والذي هتف لا سنية ولا علوية بدنا حرية، لا يحتاج لمن ينظر عليه بألا يكون طائفيا!! أو من يقول له، أنه يشكل خطرا على مستقبل سورية.
إنها صرخة أمام هذا الذي أقرأه وأسمعه وأشاهده في الإعلام، إنه دفاع صريح عن نظام يقتل شعبه دون أن يرف له جفن، نحن لا نتحدث عن اعتقالات هذه باتت قضية سهلة أمام إراقة الدم التي تحدث.. ليعتقل أهالي درعا كلهم وليعتقل أهالي اللاذقية والقامشلي وحمص وبانياس..ليعتقل أهالي دوما، أليس أسهل بكثير من رميهم بالرصاص الحي!!؟ حتى أنه لم يستخدم الرصاص المطاطي كما تفعل إسرائيل مع العرب في فلسطين، بل يستخدم الرصاص الحي..هو من يحدد الآن أنه في معركة مصيرية مع المجتمع، وهو من يحاول أن يفرض على المجتمع استخدام العنف، لكن المجتمع السوري لن يفعل، ليس لأنه مايزال خائفا بل لأنه ينتمي لهذا البلد ويريده عامرا بالتعايش والحرية والكرامة والقانون. لاتزال المشكلة عند أدونيس مثلا هي في الإسلام والمسلمين، وليس في الأنظمة وخاصة النظام السوري!! ينصب نفسه مدافعا عن الأقباط في مصر، لأن الثورة لم تنصفهم وهذا غير حقيقي بالطبع، لأن الدستور المصري الجديد قد حقق لهم غالبية مطالبهم، مع ذلك نشكره على هذا الحرص على أقباطنا، ولكن دماء السوريين أين ذهبت في مصنفاته الشعرية؟
كنت بصدد كتابة مقال تحليلي لما كتبه أدونيس في مقاله الأخير المنشور بصحيفة الحياة وعنوانه"في ضوء اللحظة السورية" لكنني بعد أن كتبت ماكتبت من المقال وجدت من المناسب ألا استمر في كتابته بعد شهداء دوما!! أدونيس لن يتغير، من لا يغيره دم مواطنه السوري لن يغيره مقال نقدي من كاتب مغمور مثلي!
فشكرا أدونيس...وشكرا لكل من يتنادى من أجل إصلاح النظام، لكي يستمر الدوم السوري في شوارع المدن، لأن الشباب السوري قد أعلن أنه لن يتنازل بعد اليوم عن حريته..فلا كلام نقدي بعد الدم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أدونيس العشق.. السلام.. عدو الثورة
أيهم درويش ( 2011 / 4 / 3 - 15:16 )
أعتقد أن كاتب خطاب الدكتاتور بشار الأسد الأخير هو أدونيس نفسه, اللهم ان لم يكن جميع مثقفي النظام البعثي أدونيسات أو أدونيسيون! حتى أشعار بعض أعضاء مجلس الشعب تأتي من نفس المصدر, و الا كيف من الممكن أن يكون هؤلاء الرعاع من فاسدين و تجار مخدرات قادرين على التفكير حتى بانشاء أي جملة صحيحة.
تحياتي لك غسان المفلح
تحياتي لجميع الشهداء.... قطرة واحدة من دمائهم أزكى من جميع أشعار الدجالين....


2 - بعد الدم لاعودة للوراء
فلورنس غزلان ( 2011 / 4 / 3 - 17:52 )
يابن البلد..يابن الدم الذي خضب أرض حوران ويزرع فيها العشق للنور..يسور المدينة بصدور الشباب..ويؤجج في القلوب المتعبة نار الصبا...يعيد للفصول طعمها وللربيع نضارته، لن تبالي الدماء بأحاديث نبراتها المدورة تشي بخسارتها للانتماء الوطني، تشي بأنها تضمر وتصغر وماتلبث أن تضمحل أمام حجم الضحايا وتصميمهم على الحرية وأمام هول الوحشية وهمجيتها واغترابها عن حضارة سوريا، لقد أثبت كل من خرج للشارع ـ رغم أنهم تربوا بحضن التجييش والتهميش والتركيع ــ أن للدم في أوردتهم أصالة التاريخ ، التي ترفض الذل والإذلال وتنهض كما الفينيق من رماد الصمت والخوف لتقتل مارد الخوف وتلقي به إلى العزلة عن عالم صنعه لنفسه وتمترس فيه متسلحاً بالعسس والعصا والبندقية يوجهها لصدور عزلاء إلا من حريتها..إلا من كرامتها,,مصرة على أن التاريخ لايرسم خارطته الطغاة وإنما دماء الشعوب وضحايا العزة، ولا تبنى الأمم دون حرائق,,,ففي وطننا -نيرونات- لكنهم قابلين للموت والفناء كنيرون الأب الأول
مودتي وتحياتي


3 - سلمت يا بلد
غسان المفلح ( 2011 / 4 / 3 - 19:03 )
تسلم أناملك ام رشا الغالية... لقد حولوا المجتمع السوري برمته إلى أولياء دم..


4 - ادونيس والمفلح
سليم التونسي ( 2011 / 4 / 4 - 17:52 )
اني كلما قرأت تنظير ادونيس اجده اقرب الى معالجة عقدة نفسية تخصه اكثر من معالجة مشاكل المجتمع فهو عبارة عن منظر اسقاطي اكثر من مفكرمنفتح على العالم بحقيقته ان الاستمرار بالتنظير والتحليل من خلال انفسنا لامن حيث الشيء لذاته يحولنا الى كائنات تأملية ذاتية لاتعنى بالمواضييع الكبرى الا من خلال المنفعة الذاتية بالضرورة وحينها نفقد الغاية من التفكير عوضا عن الشعر .اما ما تكلمت به استاذ غسان فهو روح اي تحرك واي ثورة اي لانبقى بين اسوار الكلمات وننتقل من البيان الى التبيين ومن التكلف الى العفوية ومن الترهل الى رشاقة الفعل لقد اصبحنا امة تهوى التنظير رغم ان دمعة طفل ابلغ من هلوسات الف دجال وكما قال زوربا لصاحبه )اني ابصق على كتبك( عندما لايكون الفكر الا احاجي لفظية ومهرب لكل مطبل ...فليحيا الشعب السوري ولتحيا الحرية


5 - محب لسوريا ودرست فيها
محمد محمود الحباشنة ( 2011 / 5 / 25 - 22:56 )
يا أخي العزيز غسان الكل يتألم على الدم السوري الذي يراق ولكن علينا الا نحاكم الشاعر العظيم أدونيس بهذه الصورة أدونيس يحلل ويتخطى الواقع ليستشرف المستقبل اذا تعاملنا مع هذه الثورات بالعاطفة فاننا سنبقى ندور في نفس الفلك....هل تريد من أدونيس أن ينفعل ويتحول الى (هتيف) ؟؟؟؟

اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة