الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غناء في السياسة

سعدون محسن ضمد

2011 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


«كم سنة بعد راح ننطر لنشوف خلاص لبنان؟ كم قلب بعد لازم ينكسر؟ كم بيت بعد لازم يخرب؟ كم لبناني بعد لازم اينام عالهم ويقوم عالغم؟ كم شب وصبية لازم ايفلوا؟ لتجتمعوا وتتفقوا وتقرروا تنهوا الوضع المأساوي اللي نحنه فيه وهالانقسام المرعب....»؟؟
بهذه الأسئلة المباشرة والبسيطة حاكمت ماجدة الرومي ساسة لبنان، ومن خلال كلمة ألقتها وهي تبكي عنفتهم وأهانتهم على كل ما ارتكبوه بحق أهلها. اختصرت وبشكل مؤلم كل الجرائم التي يمارسها الساسة بحق شعوبهم، مصالح رخيصة يتم المحافظة عليها من خلال سحق وتجويع وترويع الآلاف وتضليل الملايين وإدخال البلدان بدوامات من الأزمات والمشاكل المفتعلة. هذه الفنانة لم تحاكم ساسة بلدها فقط بل عرَّتهم أيضاً، سلبتهم كل أسمال الخديعة التي يخفون بها دجلهم وخياناتهم وكذبهم، وأنا لا اريد استعارة كلماتها فقط بل استعارة كامل موقفها الإنساني الشفاف، لاواجه به ساسة العراق، وأسألهم ذات الأسئلة. أقول لهم ماذا فعلتم للعراق منذ التغيير ولحد الآن؟ لقد كنتم وما زلتم فاشلين لدرجة مخجلة. حتى صدام فشلتم بالانتصار عليه مع أنه مهزوم، حولتم سنينه العجاف إلى سنين رخاء بالقياس إلى سنينكم وما ذقنا فيها من ترويع وجوع وموت. حرمتمونا حتى من متعة التشفي بموته بعد أن حولتموه إلى بطل من خلال محاكمة أقل ما يقال عنها أنها استعراضية، ومشهد إعدام أقل ما يوصف بأنه مشهد إعدام مرتجل سجله بعضكم بهاتفه النقال ونشره دون أن يشعر بأن المشاهد التي نقلها للعلن تدينه أكثر مما تدين صدام، صدام الذي حرص الأمريكان على إظهاره للعلن من خلال صورة تقارب بينه وبين الجرذ ومشهد تلفزيوني يقارب بينه وبين المجنون. حولتموه أنتم إلى بطل يصعد إلى حبل المشنقة بشجاعة بالغة، فأي درجة من درجات الفشل وصلتم؟
ماذا فعلتم منذ 2003 وإلى الآن؟ الشعب يقتل بعضه بعضاً والبلد محطم وتشكيل الحكومة تحول إلى منافسة بين نفعيين ترجموا كرسي المسؤولية إلى أموال وامتيازات، ومجلس النواب يترنح بين فضيحة الجلسة المفتوحة وفضيحة الحكومة التي فصل حقائبها بحسب طلبات قادة كتله ومتنفذيه.
من بذر بذور الحرب الطائفية وساعد عليها وشجعها؟ من أوى الإرهابيين ومنحهم جوازات المرور لقتل الشعب؟ من أشرك دول الجوار بالقرار العراقي؟ من حول مؤسسات الدولة إلى اقطاعات طائفية وقومية وحزبية وعشائرية ومناطقية؟ من خلط علينا الديني بالسياسي بالعشائري بالقومي وجعلنا ندور بحلقة مفرغة منذ أكثر من سبع سنوات؟ من تسبب بتشريد آلاف الأيتام وترميل آلاف النساء وإفقار وتجويع الملايين؟ من نهب الأموال المخصصة لاعمار البلد وتنميته؟ من دخل إلينا وهو لا يملك إلا رواتب المعونات المقدمة إليه من دول اللجوء ولم يخرج إلا وأرصدته تحتل بنوك العالم وعقاراته عواصمه؟
وفي النهاية أعود لماجدة الرومي واختم بكلماتها التي تقول فيها: لم يعد يهمني من سيغضب من هذا الكلام، وأعرف أن هناك من سيغضب لكنني لا أكترث لأنني وبعد ثلاثين سنة من الحرب يئست ولم يعد يهمني شيء [....] تقولون أنكم مؤتمنين على سيادة البلد وسلامتنا لكن بسببكم لسنا بخير، لقد قسمتم البلد وتريدون أن تجعلوه على قياس الطوائف والأحزاب، وطن على قياس الكراسي، وطن على قياسكم، لكنه أكبر منكم بكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل يكمن في التغيير
د ليث عادل الموسوي ( 2011 / 4 / 7 - 20:25 )
الحل في العراق يكمن بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة من خلال انبثاق تيار ديمقراطي ليبرالي وطني عابر للطوائف والقوميات ياخذ على عاتقة بناء مؤسسات دولة حقيقة وليس ما موجد حاليا الدولة الان تقام على قياسات الاحزاب الحاكمة اعتقد ان تيار كهذا موجود حاليا لكنة يحتاج الى دورتين انتخابية لكي ياخذ مداه علما ان هذا التيار اقوى الان منة عام 2007 مثلا وفي الدورة الانتخابية القادمة او التي تليها سيكون هذا التيار القوة الرئيسية في الساحة السياسية العراقية


2 - اوووووووووووووووووف
حسن احمد ( 2011 / 4 / 7 - 20:46 )
السيد ابو نعال -الله يرحمه - يقول طاحظج امريكا

واكيد لولا الاميركان ماطار طير من هؤلاءلانهم اجبن من ايسماعيل ياسين والانتفاضة في اذار 1990 ولا شفنه واحد منهم وبعدين اجت العمايم وسموهه الشعبانية وطلعو الجماعة ابطال براس الشعب العراقي -- انا واحد من عامة الناس وما انظر الى جميع من في المشهد السياسي باتنهم معدومي الضمير وسراق بدون كرامة !

شكرا للرائع ضمد


3 - الى سعدون مع احترامي
Mohammed Hassan Sabih ( 2011 / 4 / 7 - 21:40 )
سعدون ايها الوطني الجميل ...غادرت العراق مكرها من امد بعيد ..قاومت التاقلم في محطات غربتي ماسورا بحلم العوده..طال انتظاري واخذ العمر والياس ماخذهما ..وحدث الزلزال ..قلت لاباس فان موسم الفرح قد حان ..ياحسرتي قد افسد هولاء الاميون كل شيء .يبحرون ببوصلات اخرى ...عدت الى غربتي من جديد مثقلا بالياس والاحباط ...ما يتعبني هو شماته البعثيون ...
ا


4 - لسنا بخير
طارق الربيعي ( 2011 / 4 / 12 - 10:18 )
مؤلم حد الموت ، ومخجل حد العار ، ومحزن حد الفجيعة ،أن يكون عندنا ساسة مثل هؤلاء ، ساسة لا يحملون من هذه الكلمة سوى شكلها فقط ، ولا يجيدون من شيء سوى التربص بنا ، ثماني سنوات مضت منذ أن أطلت علينا هذه الوجوه المشوهة تعيث في ارض العراق فسادا وطغيانا ، فهل هذا ما كنا نرجوه من سقوط الطاغية ؟ أحزاب متنافرة مشتتة لا يجمعها إلا الكذب والخداع وسرقة المال العام ؟ أكثر من ثلاثين سنة ونحن ننتظر يوم الخلاص من حكم استبدادي غاشم ، فلما حان يوم الخلاص بكينا دما من هول ما كانت تخبئه الأيام لنا . نعم سيدي نحن لسنا بخير ، إننا كما وصفنا الإمام علي ( أما بعد يا أهل العراق ، فإنما أنتم كالمرأة الحامل ، حملت فلما أتمت أملصت (أي ألقت ولدها ميتا ) ومات قيمها وطال تأيمها ، وورثها أبعدها ) . أنهم لا يكترثون لكلام الله الذي وعد به المفسدون بالعذاب والسعير .. فكيف يكترثون لغناء ماجدة الرومي ؟ مع أصدق المودة


5 - كفوا عن التباكي، انقذوا العراق ولو بكلمة
سوسن صالح ( 2011 / 10 / 1 - 03:44 )
سمعت مرة لبناني من اصل ارمني يقول لسائله (انا لبناني والحمد لله) فكم اود ان اسمع من عراقي يرد على من يسال انت منين (عراقي والحمد لله) فهذا اللبناني قد عانى الغربة بعد مجازر الحرب الاهلية الطائفية مع ذلك لم يشأ الا ان يفتخر ببلده لبنان..ماذا دهانا نحن العراقيين نحمل العراق بعد كل الاذى ذلك الكم من الياس والاحباط.. الامر لايحتاج لمعجزة ليكون التغيير بصالحنا ، فقط نحتاج لنقف مرة واحدة بحياتنا وقفة رجل واحد ونطالب بحقوقنا، ونصمد كما صمد المصريون ونوحد كلمتنا ، بطرد البعثيين واصحاب العمائم المشعوذين، ونعزز روح الوطنية قبل الدين والقومية والاحزاب. دون ان يجرنا هذا ويسحبنا ذاك لتحقيق مآربهم على حساب كرامتنا وامننا. كل المداخلات ليس فيها غير الياس المؤذي والاحباط القاتل القاسي.. هل العراق يستحق منكم كل ذلك الجحود؟ اذا كان الحكام سفلة ومنحطين وسراق! فمابال ابناءه الطيبون عاجزين حتى عن قول كلمة تطيب خاطره وتحيي الامل فيه

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة