الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور العلوان شهيد لا عزاء فيه حتى تتحقق العدالة

رغد علي

2011 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



اختار خدمة العراق فكافأوه بعبوة ناسفة
لا عزاء في الشهيد العلوان حتى تتحقق العدالة كما تتحقق اليوم بعد 17 عاما بقاتل عمي الشهيد طالب السهيل.

لم يكن الأول ولن يكون الاخير، ما دمنا دولة تعمها الفوضى من كل النواحى ، لكنه حقاً كان مميزاً مختلفا بحجمه وخلقه ودينه الحقيقي وعلمه وفكره وثقافته وحتى ابتسامته الهادئة ،... أكره النعي وتقديم العزاء لما فيه من تقليد قد يخلو أحيانا من تسجيل موقف حقيقي ، لذا فأنا كما يقول النواب: يقتلني نصف الموقف أكثر...
نعم نصف الموقف أكثر، لأنه حين يتم اغتيال الدكتور محمد العلوان بدم بارد لا أجد الوقع المرجو والمتوقع سواء على مستوى الدولة أو حتى على مستوى نقابة الأطباء,، لم يكن الشهيد العلوان شخصاً عادياً ، ولهذا تم استهدافه ..فالأشخاص العاديون لا يستهدفون بالعراق الجديد بعبوات ناسفة او كاتم صوت انما تاتيهم المفخخات ..
اختارالشهيد البقاء للخدمة بالعراق رغم كل قدرته المادية والعلمية فقدموا له عبوة ناسفة، ومن ثم عزاء رسمي ، ونعي في الاعلام ومجلس عزاء اخر بالكلية يتفضل بزيارته السيد وزير التعليم العالي لدقائق ،.ثم يعد السيد رئيس الوزراء بالاهتمام بالقضية .. وبالتاكيد سيغلق الملف كما أغلقت قبله ملفات عديدة.
الطبيب المأسوف عليه والجراح القدير ذو الخلق العالي ، لم تأخذه الرفعة ولا الكبرياء ولا الغرور باسمه ومكانته ، او منصبه ليخرج من عيادته ويدوربسيارته على بيوت المرضى غير القادرين على الوصول له لأي سبب كان، ويرفض قبض ثمن أتعابه عن تلك الزيارات ، وأحيانا كان يهبط بشخصه من عيادته ليفحص مريضاً عاجزاً يبقى بالسيارة لأنه لا يقدر على الصعود إلى غرفة الدكتور، ولم يمنح الا الأمل حتى للمريض الذي كان يحتضر وهو المرحوم والدي ، لم يقل له انك تحتضر كما يفعل بكل قسوة الكثير من الاطباء ،.. هذا هو الدكتور محمد العلوان ذو الاخلاق الرفيعة ..فماذا قدم العراق له؟
لن أطيل بذكر مناقب الشهيد العلوان لانه كان بجدارة فوق المناقب ، وسيبقى من البشر فقط صاحب الذكر والعمل الطيب، كان هو فوق المنافع المادية وحتى المناصب التى يتهافت عليها ذوى العقول الضحلة ..وحين أصبح عميدا أيضا لم يغره الكرسى وحافظ على تواضعه المعهود ،لم يهزه المنصب أو الجاه ، ..نعم ان الخسارة فيه مضاعفة كانسان راق وكطبيب متفوق أكثر من رائع.
كان الأجدر بنقابة الأطباء الاعتصام للمطالبة بالعدالة، لتثبيت موقف لا أكثر، ليسمع من لم يسمع، فاليوم العلون وغدا شخصا اخرا من بينهم ،لان العقل وحده هو المستهدف بالعراق الجديد ، وماذا يعنى حتى لو قام الأطباء بإضراب حتى ولو لساعة معينة عن العمل؟ ، فالعراقيون منذ ثماني سنوات يموتون بمسميات مختلفة، كموتهم بمفخخة أو عبوة ناسفة أو كاتم صوت، ولا يموت احد من إضراب!
موقف نقابة الأطباء مخجل للغاية..ماذا تعني مذكرة احتجاج ؟؟ كل المواطنين يحتجون ، وكل العراقيين والمرضى وطلابه كذلك ، وأتساءل هل أطلع أو قرأ احد تلك المذكرة أصلا؟، كنت أتوقع موقفاً شجاعاً أكثر من هذا..أولا يستحق الامر مخاطبة حتى المنظمات الدولية؟ّّ، ليس فقط إكراما للشهيد العلوان إنما حفاظا على العدد الباقي منهم ايضا..!!
ليست القضية بحماية الشخصيات العلمية فلا يمكن وضع وضع حمايات لكل مثقف او طبيب انما القضية والجوهر بكشف المستورعنه ليكون عبرة لغيرة ومن امِنَ العقوبة أساء الأدب قطعا..!!

ليعيش أطباؤنا وعلماؤنا ومفكرينا وأدباؤنا وشعراؤنا فهم الاهم من كل القضايا الجانبية الاخرى ، انهم العراق الحقيقي الموزع في كل محفل وزمان ومكان الا العراق، فأغلبهم اليوم مشردون في بقاع الدنيا ، ووصلوا لموزمبيق أيضا، وكثير منهم يعاني الويلات والضائقة والمرض ولا أحد يبالي أو يشعر، لأن لا وطن يحميهم ويأويهم ، والسيد رئيس الوزراء يكرر دوما مطالبته بعودة الكفاءات ولست أدري لماذا يعودون؟ ألكى يموتوا بعبوة ناسفة مثلا أم مفخخة أم كاتم صوت؟
لا عزاء للعراق في خسارته الشهيد الدكتور العلوان، ولا عزاء لكلية طب المستنصرية فيه، وأقول فقط لعائلته ومن بكوه حقاً من كل قلوبهم ان قاتل عمي الشهيد طالب السهيل وقف خلف القضبان بعد 17 عاما من جريمته تلك وسيقف كل معتدى اثيم مهما طال الزمن على أن يكون هناك من يطالب بدم العلوان .. وهذا ما تمنيته من كل قلبي ، لم تعد العزاءات ولا الماتم ولا مجالس العزاء ولا احتفالات التأبين تروى او تداوى الجراح لأنني شخصياً لم يهدأ جرحي على عمي طالب الا بعد ان رأيت القاتل على التلفاز وخلف القضبان في المحكمة.
وللأسف العميق كبارنا يموتون بالعراق تحت صمت مؤلم ، ولم نر اى نتيجة أو عدالة، ولم نسمع حتى بأى تحقيق جدي له نتائج ، لذا أتمني ان ترفع قضية العلوان لمنظمة اليونسكو ليتم فتح ملف اغتيال الشخصيات والكفاءات العلمية بالعراق، فقد تجاوز العدد 500 شخصية!!! رحمة الله عليك يا شهيد الأخلاق الرفيعه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة