الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميثم الجنابي ورؤية عن -هادي العلوي المثقف المتمرد-

جاسم الصغير

2011 / 4 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تمتاز شخصية المفكر العراقي هادي العلوي بسمات المثقف الانساني الحقيقي الذي يبحث عن الزهد والعدالة بجميع اشكالها من هنا جاءت شخصيته الفريدة في عالم، قلما يمكن ان نعثر على نظير له بين المثقفين، و جاء الاصدار الجديد "طبعة ثانية" للكتاب الذي يحمل عنوان " هادي العلوي.. المثقف المتمرد " لمؤلفه المفكر البروفيسور العراقي ميثم الجنابي في طبعته الثانية ليسلط الضوء على شخصية واضافات المفكر العراقي الراحل هادي العلوي والكتاب الصادر عن منشورات دار ميزوبو تامبا في بغداد لعام 2011 وبلغت عدد صفحاته 93 صفحة من القطع المتوسط وفي البدء يقول المفكر ميثم الجنابي في مقدمة الكتاب ( تشير هذه الطبعات اي "الطبعة االثانية" الى اهمية وحيوية هادي العلوي ومن ثم تفتح الطريق امام مهمة دراسة مختلف جوانب ابداعه الفكري لان اغلب ماكتب عنه كان مجرد انطباعات وذكريات اقرب ما تكون الى التسطح والكسل المعرفي وهو مايتعارض تعارض شديد مع شخصية العلوي العلمية وموسوعية معارفه وتدقيقه العميق الواسع بمختلف قضايا الفكر ومصادره النظرية) وقد ضم الكتاب الفصول التالية ففي الفصل الاول المعنون ( من الايديولوجيا الى الروح ) تطرق الكاتب في هذا الفصل الى ان العلوي هو احد نماذج الخيال المبدع للثقافة العراقية والعربية فقد عكس في شخصيته وابداعه روح العصر المعذب والباحث عن يقين في اخلاص يصل الى حد العناد ) وتطرق ايضا الى مفهوم اللقاحية الذي يرتبط بهادي العلوي ويقول ( انه اراد ان يصنع في ذاته نموذجا للقاحية عنيدة في مواجهة النفس اولا وقبل كل شئ وسوف تتضح معالم هذه المواجهة في اواخر حياته ) وبين في هذا الفصل ان هادي العلوي جمع في ذاته هم المثقف الاجتماعي المتمرد وان جميع تفاصيل حياة العلوي هي عمل ويتذبذب في امواج التمرد والتحدي العارم ضد السلطة والابتزاز وفي الإرتقاء المتسامي في طريق كشف وتذوق ماسيدعوه في اواخر حياته بالمثقفية واللقاحية والمشاعية الشرقية لذلك ان هادي العلوي لم يكن رجل سياسة بالمعنى الدقيق للكلمة بل كان رجل الروح الصارم وفيه فقط يمكن تحسس وفهم حقيقة الهاجس الذي كان يحكم كينونة الممثقف فيه وصيرورتها الدائمة اما الفصل الثاني المعنون ( الابداع الحر – معارضة ابدية ) بين المؤلف في هذا الفصل ان هادي العلوي لم يكتف في نقد كل شئ بل وظف الرؤية النقدية للتراث العربي بدء من الجاهلية وانتهاء بالوقت الحاضر وان الابداع الحقيقي بالنسبة لهادي العلوي موقف لامهادنة فيه ولايقف عند حد معين اوله الدولة وجعله ذلك يرفع النقد الى مصاف الثورة لهذا اعتبر منهج الثوري الهجاء انبل من الثوري المداح واستنتج هذه الفكرة من تأمل الابعاد الفعلية في موقف المثقف من الواقع والسلطة ولقد كان الروح النقدي بالنسبة لهادي العلوي ليس اداة لتثوير الوجدان فحسب بل واداة لرفعه الى مصاف الرؤية المجردة والمتسامية فقد كان همه الكبير تجاه التاريخ التاريخ والواقع يدور في فلك النقد العقلي وفي الفصل المعنون ( المثقفية والقيمة الابدية للمثقف ) رأى المؤلف ان المثقفية هي الصيغة المكثفة لحقيقة المعارضة بوصفها منظومة متكاملة من العلم والعمل في مواجهة طغيان السلطة او انحرافها عن مبادئ العدل والمساواة والشرعية ومن هنا اعتبار المثقفية شرطاً اساسياً لتاسيس روح المعارضة عند المثقف بينما تفترض المثقفية ان يكون حكمها في علم المثققف وعمله التروحن بعلاقة مزدوجة مع الروح الكونية ( الباري – الحق – التاو) ومع الخلق (الناس )في آن واحد والحق والحقيقة والله والناس في الافعال والاقوال وهو توليف قادر على جعل المثقف متمسكاً بمثقفيته ومن ثم اكتسابه للطاقة الاستثنائية التي تضعه في مواجهة السلطات وهي سلطة الدولة والمال في حين حمل الفصل الاخير عنوان ( المثقف القطباني- مثقف الروح ) وبين الكاتب في هذا الفصل مشروع المفكر هادي العلوي في تاسيس ( الهيئة المشاعية للشعب العراقي ) بوصفها حركة مشاعية تخص العراق لاصفة سياسية لها ولاترغب في ان تكون حزب سياسي لكنها تتمتع بشروط اساسية ثلاثة وهي ان اعضاؤها لايمتلكون شيئا ولايملكهم شئ وان يكونوا لقاحيين لايذعنون للدولة وان يتمتعوا بوجدان شعبي دون ان يكونب الضرورة لهم عقيدة معينة وهو قد يكون مشروع طوباوي من حيث الوسيلة والغاية لكنه انساني يهدف الى جعل الطوباوية جزء من الحلم الدائم للنزعة الانسانية وتتناول في هذا الفصل شخصيات اسلامية تجاوزت انتماؤها الانتماء المكاني واصبحت ترمز الى الانسان المثقف الكوني كسلمان الفارسي وابو ذر الغفاري الذين يعدون في عرف العلوي رموز للمشاعية الشرقية اما النموذج المتسامي والأعلى لوحدة المشاعية واللقاحية فهو المثقف القطباني وهو اشتقاق جمعه من فكرة الشيخ والقطب الصوفي بعد ان دمجهما في وحدة العقلانية والنزعة الانسانية المعاصرة وتجسدت ايضا شخصيةالمثقف القطباني عند الجهم بن صفوان في استيعابه الخاص لفروض الصراع ضد المظالم الاجتماعية للدولة ونظامها العسكري وعند بشار بن برد في سلوكه الشخصي ومواقفه السياسية ان المؤلف في هذا الكتاب يسلط الأضواء على شخصية المفكر هادي العلوي عبر رؤيته الفكرية التي تعتمد التحليل والتركيب والاستنتاج بروح معاصرة ليخرج للقارئ برؤى واستنتاجات انسانية عن شخصية العلوي الفكرية والانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام