الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميدان ئازادي

سعدون محسن ضمد

2011 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


متى نلتفت إلى تجربة إقليم كردستان؟ وإلى المنجزات التي حققها شعبنا هناك؟ متى سيتعلم الساسة في الحكومة الاتحادية وفي البرلمان الاتحادي من التجربة التي خاضها الكُرد في تجاوز الأزمات والخلافات التي عصفت بهم منذ بداية التسعينيات؟ متى يتعلم مسؤولي الخدمات والإعمار في بغداد وبقية المحافظات من تجربة الإعمار في الإقليم؟ الاعمار رائع هناك لأن تجارب إغراء المستثمرين بدأت تحقق نجاحات كبيرة. الانسجام بين الفرقاء السياسيين حقق مراحل متقدمة على الرغم من النزاع المسلح الذي دار بينهم وكلفنا الكثير من الأبرياء.. هناك أيضاً مستوى من الوعي الجماهيري بدأ يتكشف بتسارع غريب. هناك تحولات ثقافية لا تخطئها عين من يتجول بين الناس، نماء على مستوى الأخلاق والسلوك، بناء حضاري إنساني يتراكم بشكل مفرح. والأهم من ذلك كله هو النضوج السياسي الشعبي الذي كشفت عنه تظاهرات السليمانية التي بدأت منذ 17 شباط ولم تتوقف إلى الآن، فميدان (آزادي) أو ميدان الحرية لم يتوقف خفق فؤاده بالمحتجين الذين يتوافدون إليه وبشكل يومي منتظم وحضاري ابتداء من منتصف نهار كل يوم وحتى ساعات متأخرة من مساءه. تتحدث بعض التقديرات عن أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر يتوافدون لهذا الميدان كل يوم جمعة! فأي منجز (سياسي/ حضاري) يحققه الكُرد!؟ ثلاثة آلاف متظاهر يا أصدقائي عدد كبير جداً بالنسبة لمدينة كمدينة السليمانية، وهو عدد يدفع إلى الاحترام إذا أخذنا بنظر الاعتبار استمراره كل هذا الزمن وأيضاً أخذنا بنظر الاعتبار ما يتمتع به الإقليم من استقرار نسبي، أمني واقتصادي وسياسي. ليس هناك الكثير مما يدفع إلى الاحتجاج، على الأقل مقارنة بالوضع العام في العراق، فلماذا يحتج الناس؟ والجواب بسيط جداً: لأنهم يعرفون أن ما تحقق لهم أقل بكثير من استحقاقهم. وهذا وعي سياسي رائع.
أراقب باحترام بالغ ومنذ السابع عشر من شباط ما يحققه العراقيون في كردستان، وأتطلع بأن تمتد يد الحرية المقدسة لتمسح على رؤوس جماهير ساحة التحرير في بغداد بنفس الروعة التي مسحت بها على رؤوس جماهير ساحة الحرية في السليمانية، لعل ما يحدث هناك يحدث هنا وبنفس الروعة، كما أنني أتطلع إلى أن يتعلم ساستنا (المحترمون) بعضاً من الدروس التي سجلها الساسة الكُرد. وهناك دروس كثيرة يأتي بمقدمتها ما يتعلق بأصول المعارضة البرلمانية، خاصَّة اختيار جهات سياسية جانب المعارضة وعزوفها عن الاشتراك بالسلطة التنفيذية، من أجل تحقيق مكاسب وطنية، أو حتى من أجل تحقيق شراكة أكثر فاعلية.
زرت السليمانية وزرت اربيل لأكثر من مرة، واكتشفت أن أكثر شوارع هاتين المدينيتن افتقاراً للخدمات والإعمار هو أحسن من أكثر شوارع بغداد تمتعاً بها، وهذا درس يعزف عن التأمل به المسؤولون عن الخدمات في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية ببقية المحافظات.
تحية من القلب لجماهير ميدان نازادي، لشهدائهم وجرحاهم، لشبابهم وشيوخهم، نسائهم ورجالهم، لهتافاتهم، لصبرهم، لشجاعتهم، لوعيهم، ولإصرارهم على بلوغ الأهداف مهما كانت العقبات كثيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليد الحنونه ليس في كل الأحيان
قاسم السيد ( 2011 / 4 / 14 - 14:19 )
لااظن يا أخ سعدون ان يد الحرية المقدسة ستمسح على رؤوس المنتفضين في ساحة السراي في السليمانية لكون المنتفض ضده صديق حميم لهذه اليد الحنونه جدا على الشعوب فهي إن لم تشارك في ضرب الشعوب على ام رأسها فعلى الأقل ستتغاضى وكأنها لاترى من يفعل ذلك إذا كان هذا القامع حبيبا فهذه اليد على ناس وناس فهي ستكون بمنتهى الدفأ والحنان والرحمة لو انتفض الأيرانيون في ميدان ازادي مثلا وستجعل من سيسقطون ضحايا لقمع العسس الأيراني شهداء للأنسانية برمتها كما نرى شغفها الشديد الان بتحركات بعض الشبيبة السورية اما عشقها الشديد ورأفتها المبالغ بها للشعب الليبي فقد وصلت الى الحد الذي اصبحت تدك فيه حصون القذافي وقلاعه بأسلحة اليورانيوم المنضب الذين نعرف نحن العراقيون اكثر من غيرنا مدى رحمته وشفقته بالشعوب ... جعلنا الله واياكم ممن تشملهم امنا امريكا بحنانها وخالتنا فرنسا بشفقتها وعمتنا بريطانيا ببركتها التي لاتزال تشع رغم غروب شمسها التي كانت لاتغيب


2 - تمنيات مشروعة
امين يونس ( 2011 / 4 / 14 - 15:23 )
عزيزي سعدون
نحن في الاقليم ، وكما قلت ، نطمح الى المزيد الذي نستحقه .. وعلى رأس ما نريد .. وضع حدٍ للفساد ..
عسى ان تتحسن الامور في بغداد .. ففي كُل الاحوال ، نحن مرتبطون مع بعض
خالص الود


3 - الخرف
راستي البدراني ( 2011 / 4 / 14 - 20:55 )
والله اخي سعدون لن نرى الخير ، لا في العراق ولا في كوردستان ، الا بعد زوال ابو الكرش الطلباني واعوانه الخونه الذين لن يقدموا شيئا للعراق ، منذ بداية حياتهم الحزبية الى يومنا هذا فدعائنا لله ان يأخذ عمر، وعمر كل الخونة المعاه ، لأنقاذ العراق بلد الحضارات منهم .


4 - تصحيح
مازن البلداوي ( 2011 / 4 / 15 - 04:24 )
العزيز سعدون المحترم
اعتقد ان سؤالك......متى يتعلم مسؤولوا الخدمات والأعمار؟ خاطىء في صياغته مع الأعتذار، لأنك افترضت ان المشكلة تكمن في تحديد وقت للتعلم؟؟ صح؟
الا انك اغفلت اهم سؤال وهو...هل يريد مسؤولوا الخدمات والأعمار ان يتعلموا من تجربة كردستان او غيرها؟؟؟ فالأمثلة كثيرة لمن له الرغبة في التعلم، الا ان من لايريد ان يتعلم فتلك مشكلة عظمى على الجماهير ان تواجهها وتحلّ هذا الأشكال
تحياتي


5 - الى الكاتب سعدون
عبد الله محمد ( 2011 / 4 / 17 - 12:44 )
نحن ابناء العراق نوافق على المظاهرات و نشارك بها بقوة في ساحة التحرير في بغداد ، و لكن بعيداً عنكم يا دعاة الخمر و الفجور ، فانتم بذريعة الحرية تريدون تمييعنا بغنجكم ،


6 - الغربان وابطال ساحة التحرير
حسين خلف حمزة ( 2011 / 4 / 21 - 15:46 )
يبدو ان الكثير من الجهلةوالحمقى الذين ينعبون كالغربان يصرون ان ينغصو عيشنا بوجودهم تارة وبانفاسهم المسمومة تارة اخرى ،وكأنه مكتوب علينا ان نتحمل عفنهم ،وتفاهاتهم،وقذاراتهم التي اوصلتنا الى هذا الوضع المزري من التدني في بلد حكامه مثل هذا النموذج الذي خط بأنيابه الصفراء حروفا- تدل على ضعته ،واهان الكلمات حين خطهابيديه ،اني لااستبشع هذا المنظر واتقزز حين اقراءه،واشعر بان امثال هذا المتدني ظاهرا- الدنيء باطنا- ،نتيجة طبيعيةوولادة شرعية لتزاوج الجهل بالغباء ،اعتذر لاستاذنا العزيز سعدون ضمد ان اكون حشرت انفي في موضوع بعيد عن ماخطته يراعه ،،لكن من يصم الابطال من متظاهري ساحة التحرير بهكذا وصف لايستحق الاحترام !!وعذرا- مرة اخرى تحياتي استاذ سعدون ..

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة