الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين الحقيقة مع كذاب بغداد ؟

حميد الحلاوي

2011 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



يوم الجمعة الماضية وكسابقاتها من الجمع , كانت قوات حماية الوطن والمتظاهرين قد قطعت الطرق والسبل الأربع المؤدية إلى ساحة التحرير فمن ناحية الكرخ تم إغلاق جسر الجمهورية بالأسلاك الشائكة التي يتربع ورائها على حافتي الجسر فوج كامل من قوات حماية المتظاهرين ومن الجهة المقابلة أغلقت المنافذ من ساحة الطيران , وبالإتجاه الأخر فقد أغلقت من ساحة الخلاني شمالا ً ومن ساحة النصر جنوبا ً وقد توزعت آليات الشرطة والجيش والدفاع المدني وقوات حماية الشعب على الفروع المؤدية للشوارع الرئيسية ومعها آلاف من رجال الجيش والشرطة والدفاع المدتي وبطبيعة الحال مئات من رجال الأمن والإستخبارات بالزي المدني ليندسوا بين المتظاهرين .
وكالعادة ترجلنا من السيارة القادمة من إتجاه الكرادة عند ساحة النصر لنواصل من هناك سيرا ً على الأقدام .. إلى الساحة المقدسة .. والتي من لطائف الأمور إن هناك راكبين كانا معنا يحمل أحدهما كارتونية ثقبها من الجوانب وفيها ثلاثة إلى أربعة من طيور التربية المنزلية والأخر يحمل قفصا ً حديديا ً فارغا ً وقد تذمرا قائلين :
أهو هم مظاهرة أشراح أيجيبنه مشي من سوق الغزل بالرجعة ؟
في مؤشر بائس على الحالة السلبية التي يعيشها البعض حتى دون محاولة فهم لماذا يتظاهر الناس .. فهو يعيش في عالمه الخاص .. عالم الطيور والحيوانات .. ولتحترق من بعد ذاك بغداد وليذهب مثلما هو حاصل العراق إلى الجحيم وليأكل أبناء هذين الرجلين الحصرم ومن بعدهم الأحفاد يأكلون التراب , أما النساء ففقط عندما تنحرف عن السلوك القويم سينتفض هذين ( المطيرجيين ) لرجولتهما حتى من دون البحث عن الأسباب .
وعندما كنت متوجها باتجاه فريق التفتيش الأول في ساحة النصر , كان هناك رجل متوسط العمر يرتدي بنطلونا ً من الكتـان بني غامق اللون وقميصا ً أصفرا ً , أستوقفه رائد في الشرطة ليسأله قائلا ً :
ها وين اليوم أشوفك مسرعا ً ؟ ..... فأجاب الرجل .. اليوم واجبنا في الساحة مع المتظاهرين والشباب ذهبوا قبلي .
الغريب في الأمر إن شكل الضابط كان موحيا ً بأنه لم و لا يعرف أين تقع كلية الشرطة وهو بالتأكيد حتى من مظهره العسكري من مجموعات الدمج المليشياوي .
أثار منظر الرجلين وطريقة حديثهما إستغرابي وقلقي . وقررت أن أتبع هذا الرجل الغامض صاحب الملابس المميزة وأراقبه عن كثب لأتعرف على جماعته وبعد إجتياز نقطة التفتيش الثانية عند مشارف الساحة أستقبله ستة أفراد من الشبيبة ( 28 – 35 عاما ً ) يرتدون نفس ملابسه ولم يحاولوا الدخول حيث نصب الحرية نقطة تجمع الشباب المتظاهر .. بل إنهم ذهبوا بإتجاه ساحة الطيران وأثناء تحركهم المريب هذا والذي أثار إنتباه الكثير من المتواجدين في الساحة إنضم لهم حوالي 15 شابا ً يرتدون الملابس المدنية .. ذهبت إلى شبابنا في الساحة محذرا ً منهم على أساس إنهم مدسوسين ومن جماعة الحكومة .. وكان الشباب أيضا ً منتبهين لتلك التحركات المريبة جدا والتي فضحتها حركاتهم العسكرية وإنصياع الشباب منهم للهجة الأوامرية للرجل الذي تحدث معه رائد الشرطة المليشياوي .
وبعد لحظات ظهرت أجهزة التيربو الكبيرة التي جاؤوا بها و وضعت تحت نصب الحرية ليبثوا منها بعد ذاك أغاني للتشويش على هتافات الشباب المتظاهر , وما أن مرت حوالي نصف ساعة , حتى ظهر في الساحة أحدهم , وأحدهم هذا قصير القامة سمين جدا وبشارب كث وهو شاب في ثلاثينات العمر وقد أحاط به السبعة الذين يرتدون زيا ً موحدا ً على شكل دائرة مغلقة وهو يتحدث إلى الآخرين من مرتدي الملابس المدنية بصيغة أوامر عسكرية , ذهبوا وجلبوا أحد الأشخاص , تحدث معه قليلا ً ثم أستدعى متظاهر آخر كان قد خرج توا ً من معتقل مطار المثنى وتحدث معه قليلا ً , وبعد لحظات جاءت مجموعة أخرى لتلتحق به وهي تحمل اللافتات التي طبعت على شكل فليكسات والتي تحمل توقيع ( حركة التغيير الوطني ) وأعلاما ً عراقية كثيرة وغطاء رأس ( كاسكيت ) كان يحمل شعار القائمة العراقية الأنتخابي المتمثل بالحصان الجامح , ومن نظرة صغيرة جامعة لكل هذا التجمع وآليات تصرفه وما أستخدمه من شعارات ولافتات وكاسكيتات لم يعد المر خافيا ً على أحد إنهم يريدون تشويه صورة التظاهرة وإلقاء اللوم على حركة مشاركة معهم في عملية بريمر السياسية المخجلة لكل وطني شريف وغيور .
وأستمر تواجدهم في الساحة لساعات قليلة لينسحبوا بعدها ولم يكن لهم أي أثر أو وجود في تطور هتافات شباب الساحة ورفعهم لشعار إسقاط النظام والذي بالتأكيد كانوا يعنون به إسقاط الحكومة الفاشلة الطائفية الفاسدة وليس إسقاط النظام الذي يراد بنائه على أسس ديمقراطية والذي يدافع الشباب المتظاهر عنه بصدورهم العارية أمام رصاص السفلة من الحكام .

رباط القول :
إلى الملازم الأول قاسم عطا
قال كونفوشيوس قبل ثلاثة آلاف عام من الآن :
تستطيع أن تخدع بعض الناس لكل الوقت
وتستطيع أن تخدع كل الناس لبعض الوقت
لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناي كل الوقت
فمن أين جئتنا بهذه الرواية يا حضرة الملازم ... أسلحة ومتفجرات ومسدسات كاتمة للصوت يريدون بها إستهداف المتظاهرين في ساحة التحرير .. إلا أن يكونوا وهذا إعتقادنا الدائم وثقتنا العالية بك .. إلا أن يكونوا من أزلامك .. أزلام قيادة عمليات بغداد ولواء بغداد الخاص وأزلام دولة رئيس الوزراء المرتعب من أي تحرك جماهيري حتى ولو كان من عدة مئات وليس عدة ألوف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليقي صار بمكان اخر
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 4 / 15 - 13:03 )
تعليقي على هذه المقاله صار في مقالة نفس الكاتب الجديده لذا اقتضى التنويه وشكرا

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي