الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لشباب ساحة التحرير الأبطال ...!!!

حميد الحلاوي

2011 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


منذ الخامس والعشرين من شباط 2011 وما قبلها ( 14 , 19 منه ) ثمة شـباب رغم إني لم لا أعرف إنتمائاتهم ولا المجاميع التي ينضوون تحت لوائها في خدمة التواصل الإجتماعي ( الفيسبوك ) لكني لاحظت مواظبتهم على الحضور الدائم في الساحة وتنويع أشعارهم وشعاراتهم دائم , رغم كل المعوقات التي حاولت الحكومة وضعها في طريقهم من أجل منع إشتراكهم في التظاهرات بشكل خاص , هذه الإجراءات المتمثلة في إعتقال البعض منهم وأخذ تعهدات عليهم بعدم المشاركة , كإجراءات مضافة لإجراءاتها البائسة المتمثلة في منع التجوال المفاجئ في أخريات ساعات الخميس والذي لثلاث مرات أو أربعة بعد الخامس والعشرين من شباط , وإفصاح رئيس الوزراء عن الوجه القبيح للسلطة المتمثلة بمحاولة حزبه إنشاء نظام الحزب الواحد في ظلال واحة الديمقراطية التي قدمها له هدية عمه بوش الأرعن في صينية من الذهب عندما ظهر في كلمة مسجلة على شاشة ( العراقية ) البائسة متوسلا ً بالجماهير أن لا تشارك في مظاهرة يوم غد وإنه سيمنحها بقية أيام السنة كلها وفي أي مكان ترغب فيه للتظاهر , وأستنجد بفيلق الوعاظ الذين جندوا أنفسهم في خدمة السلطان فجاءت الفتاوي تترى تحرم وتستنكر المشاركة مع ( البعثيين والقاعدة والتكفيريين ) في المظاهرة , وإنزال قوات الشرطة الفيدرالية والدفاع المدني والفرقة الحادية عشرة من الجيش ولواء بغداد وقوات مكافحة الشغب وكأن الحرب العالمية الثالثة أو موقعة هرمجدون على وشك الوقوع بين لحظة وأخرى .
لهذا كله ولتميزهم عن أقرانهم من مجاميع كثيرة برزت على تلك الخدمة في الأيام الأولى التي تلت ( جمعة الغضب ) كما أسموها بينهم والتي إبتدأت بالتغيب عن الحضور منذ أسبوعين أو أكثر وبشكل يشير إلى أن هناك نوع من الضمور قد ابتدأ يصيبها , أو كما يبدو فإن تلك المجاميع كما إستنتج ويستنتج الكثير من أقراني والذين نعتبر أنفسنا مجموعة مساندة بحكم الفارق في العمر , لهذا الإندفاع الشبابي الباسل بوجه الظلم والطغيان والفساد , وكأن هناك حالة تخوف من إجراءات السلطة القمعية قد أصابتها مثلما أصابت الصحفيين والإعلاميين الشباب الذين أعتقلتهم السلطة بعد إنتهاء مراسم جمعة الغضب بالشكل الذي أظهر بطولة ورجولة أجهزة القمع ( الفاشية البعـوية – مزيج البعث والدعوة ) في التصدي للجماهير المنتفضة , لذلك ظهر وبشكل بارز للعيان غياب عدد من الوجوه البارزة والمتميزة بأنشطتها في الساحة .
وكما يبدو فإن بعض الأطراف الوطنية ( الداجنة ) التي يشارك شبيبتها في هذه التظاهرات قد تمكنت من تدجين شبيبتها بحيث إن مشاركتها في التظاهرة أخذت تأخذ طابع الروتين وهو نفسه الذي سلكته تلك الأطراف عبر مشاركتها في العملية السياسية وإتخاذها موقف التأييد لكل تصرف أهوج وأحمق لقليلي الخبرة في إدارة البلاد من قيادات أحزاب الإسلام السياسي والتي هيمنت على الشارع السياسي من خلال مليشياتها المسلحة والدعم المالي والتسليحي من قبل جار السوء الشرقي .
لذلك صارت هذه المجاميع تأتي إلى الساحة في العاشرة صباحا ً وتنسحب في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا ً أي قبل الموعد المحدد من سلطة الدكتاتور الجديد نوري المالكي لأخلاء ساحة التحرير في الساعة الواحدة ظهرا ً , وهي بذلك خاضعة لتوجيه قيادة حزبها المداهنة للحكومة والمتخذة موقفا منافقا ً , لأنها وبعد خسارتها الشنيعة في الإنتخابات الأخيرة , أحست بكونها معزولة عن القطاعات الشعبية الواسعة وبفعل سياساتها الخاطئة لذلك أرادت أن تظهر لهذه القطاعات بأنها قد عادت لوعيها في وقت هي كانت فيه تناور مع السلطة الفاشية الصاعدة والمتمثلة بسيطرة حزب الدعوة ( البعث الجديد .. والأخطر من السابق لأن ذلك أحتوى كل مكونات الشعب العراقي .. في حين يركز الحزب الجديد على الغفران فقط للبعثيين الشيعة وأخذ يبوئهم المناصب الحساسة وخصوصا ً في الأجهزة الأمنية إن سير مجاميع الشبيبة في هذا الخط الإصلاحي سوف لن يؤتي بالثمار المرجوة .. لا في الإصلاح المنادى به من قبلهم ولا التغيير .. وسيبقى تواجدهم في الساحة الرمز ( ساحة التحرير ) وجودا ً عبثيا ً .
في حين على العكس هناك مجاميع من الشباب لاحظنا وجودها منذ الأيام الأولى لانطلاق التظاهرات وحتى قبل ( جمعة الغضب ) أخذت تبلور نفسها وتجذر شعاراتها وترفع سقف مطالبها مع كل أسبوع يمر دون رؤية إنجاز حكومي يطمئنهم على إن الحكومة قد ابتدأت تستجيب وهذا هو الموقف السليم لأي متظاهر ... سواء نظرنا إليه من خبرة ما قبل ستين عاما ً في العمل التنظيمي والسياسي لحزب عريق كالحزب الشيوعي العراقي أو في الخبرات الحديثة لمنظمات المجتمع المدني المتشكلة ما بعد سقوط النظام .
وإذا ما ألقينا نظرة فاحصة على مجريات تطور الأمور في ساحة التغيير في صنعاء وما يجري في ليبيا نجد إن الأمور تتطور بالشكل الصحيح للثورات الشعبية الخاضعة لقانون الديالكتيك رغم المحاولات العديدة للعملاء وقوى الرأسمالية العالمية لتزييف وطمس هذه الحقيقة .. فمع كل استجابة من قبل السلطات الديكتاتورية الحاكمة هناك نجد إن سقف مطالب الجماهير يرتفع دون الرضا والإستجابة لما يطرحه أولئك من تنازلات .
وفي عودة للمواقف الخاطئة لسياسة السير جنب الحائط المتبعة من قيادة الحزب الشيوعي العراقي , نجدها قد أقامت أحتفاليتها في الهواء الطلق على حدائق وملاعب أبي نؤاس والتي تميزت بحضور جماهيري كبير رغم ضعف وفقر برنامجها وعدم إرتقائه إلى مستوى الإحتفالييات السابقة , من دون أن تفكر باستغلال الظرف المتأجج من أجل الأرتباط الأكبر بمصالح الجماهير لتقيم تلك الإحتفالية في ساحة التحرير وفي حديقة الأمة بالذات , لتعطي بذلك دعما ً معنويا ً وزخما ً هائلا ً لمجاميع الشبيبة المتظاهرة هناك كل أسبوع .
و لا أدري بماذا كانت تفكر تلك القيادة ساعة إتخاذها قرار إقامة الإحتفالية في حدائق أبي نؤاس وما لذي منعها من تأجيل الأحتفالية ليوم واحد وإقامتها في حديقة الأمة يوم الجمعة وهي التي أجلتها مرارا ً وتكرارا في سنين سابقة ليست بالبعيدة وذلك لقربها أو تعارضها مع مواعيد مناسبات دينية للشركاء في العملية السياسية من أحزاب الإسلام السياسي البعيدة أصلا عن الإسلام في كل أهدافها وبرامجها .
لكن هذه القيادة ومن منطلق سياستها بعدم إزعاج الحلفاء والشركاء ( محتلين ومحليين ) واصلت في نفس الوقت تدجينها لشبيبة الحزب المنضوين تحت مجاميع الفيسبوك تحت ذرائع واهية ما أنفكت متمسكة منذ سنوات , إذ كلما كنت تسأل أحد ما من الشيوعيين لماذا لا تخرجون في تظاهرات كسابق عهدكم ضد الإحتلال والفساد الحكومي .. كان الذريعة الواهية هي ما تسمع .. ( إحنه كلنه مثل خلالات العبد وإذا طب بيناتنا واحد مفخخ يعني مأساة والحزب بعد ما تقوم إله قائمة منا لخمسين سنة ) .. وهذا التدجين بدا واضحا ً للعيان من خلال التواجد الدائم لمسؤول مكتب الإتصالات الإعلامية للحزب في الساحة والذي بإشارة واحدة منه يجمع الشباب أغراضهم ليسارعوا بالإنسحاب من الساحة وفي توقيت كما يبدو متفق عليه .. قبل الواحدة ظهرا ً بنصف ساعة .. والواحدة ظهرا ً هو التوقيت المصرح به لإنهاء التظاهر من قبل حكومة ( دولة رئيس الوزراء ) المحاصصة اللاوطنية , إن قيادات وكوادر هذا مستوى تفكيرها هل يمكن أن تعقد عليها الآمال في بلورة وتثوير أوضاع الشبيبة وتظاهراتها لتتطور تدريجيا من أجل تحقيق أهدافها في التغيير المنشود والقضاء على كل بؤر الفساد الإداري والمالي .
إذن أين أصبح معقد الآمال ؟ بالتأكيد هو الآن قد أصبح في يد الشباب المواظب على الحضور كل جمعة والذي يطور إمكاناته وشعاراته كل أسبوع , والذي صار يفهم إن التعامل مع حكومة تسويف ومماطلة كهذه لا يمكن أن يتم عن طريق التصرف كالدواجن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الكذاب انت او من يحصل على 700الف صوت
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 4 / 15 - 12:58 )
انا اتركها لضميرك ياسيد حميد انت تحكم هل نوري المالكي الانسان المستنير
المكافح العراقي من عائله مثقفه وتعيش من كدحها وحصل على حوالي 700 الف صوت كذاب ام انت
يجب ان نتعلم اننا بداءنا نعيش في حقبه تاريخيه جديده هي الدمقراطيه
بافضل تجلياتها الانتخابات وان نتوكل ونعمل على كسب الناخبين
لاان نحبر مقالات بائسه بشتم من هو اشطر منا وينجح في الانتخابات
عيب
ثم بالله عليك اين موقفك من ما يسمى دولة العراق الاسلاميه وحزب الوده قتلة مئات الالاف من كادحي بلادنا-ربما انت ايضا تقول ان المالكي ودولة القانون حصلوا على اصوات الشراكوه والمعدان وابناء المتعه
هل قراءت البارحه في الاخبار دعوة احدهم لقتل جميع عراقيي الداخل
ثم استدعاء عراقيي الاردن وسوريا واليمن من اجل اسم العروبة والاسلام
هكذا الشعوب تناضل تخفق مرة او مرات ثم دائما هي المنتصره ولكن علينا ان نتعب معها ونبرهن لها اننا الافضل وفي نفس الوقت علينا التعاون مع المحترمين امثال نوري المالكي واقناعه باءن الدولة المدنيه العراق الدمقراطي هو المطلوب لبناء عراق حديث عصري مرفه وفي المواطن يكون حرا
هكذا وليس بالكلام المسفط لاخفاء اخفاءاتنا مع تحيه


2 - أجمل تحية لك أيها الأخ الدكتور
حميد الحلاوي ( 2011 / 4 / 15 - 15:53 )
رحم الله كل من قال مثلا ً لأنه لم يطلقه من الفراغ كما هي بالونات السياسة اليوم بل نتيجة تجارب عدة تراكمت وجاء إطلاقها مثلا ً على لسان أحدهم لتكون مثلا
والمثل الذي أريد أن أتحدث عنه هو - أكعد أعوج وأجي عدل - يا عزيزي الدكتور جميل أن يأتي من يدافع عن سلطة غاشمة يراد بنائها على خطى المقبور صدام حسين بسياسة الحزب الفاسد الواحد الذي يريد السيطرة على مقدرات البلاد كلها بأسم مسرحية الديمقراطية التي جلبها الملعون بوش
أنا هنا سيدي في الداخل وقد خضت التجربة الإنتخابية الأولى كمراقب متدرب في الداخل والخارج على منع التزوير في الإنتخابات وعندما تتحدث جنابك عن السبعمائة ألف صوت فأنا أعرف جيدا كيف جاءت ولست بالجالس في مصايف الخارج وأضرب تخت الرمل كما يقولون
لقد شاهدت بأم عيني كيف جرت عمليات التزوير وسلب أصوات الآخرين ورفعنا التقارير سواء إلى مفوضية الإنتخابات أو المنظمات الدولية التي لم تفعل شيئا لأن المخرج عايز كده كما يقول أشقائنا المصريين
عزيزي الفاضل أنا لم أتجنى على أحد حتى تصمني بهذه الصفة التي لاتنم إلا عن أخلاق من لا يستحقون حمل لقب كالذي تحمله
كنت أتمنى أن تدحض آرائي بالحجة


3 - تكملة الرد
حميد الحلاوي ( 2011 / 4 / 15 - 15:59 )
البالية وكنت أتمنى أن تكون قد استوعبت تصرفه وهو يطلب من الآخرين أن يلتزموا بما ستعلنه المفوضية من نتائج بعد أن نام مستريحا ً للفوز ولكن عندما ظهرسير الرياح بما لا تشتهي السفن ماذا قال وماذا فعل هذا المستنير المكافح إبن الشعب البار وقاهر الإستعمار
عزيزي ليس من عادتي الخوض في سجالات وحتى لا ندخل في معمعة إن كان لديك تعليق مقنع لي ولغيري ممن يعيشون تفاصيل الأحداث هنا في جحيم العراق الجديد ويكتون بنارها فأهلا وسهلا ولكن أن تدافع رجما ً بالمسافات الفاصلة بينك وبين الأتون فهذا غير مقبول
مع خالص إحترامي و ودي وشكري الجزيل على مرورك الكريم على مقالة بائسة كهذه

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي