الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب يفتك فينا

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2011 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


جوليانو الفلسطيني القلب والعقل-- قتله فلسطيني.. وفيكتور الطلياني الفلسطيني الهوى-- قتله فلسطيني.. لا تقولوا لي أننا أبرياء من دمهم.. فهذا لا يقنعني أنا الفلسطيني-- وأبدا لن يقنع العالم من حولنا.. لان كلاهما قتلا في عقر دارنا، وحيث تتواجد أجهزة امن لنا تقول أنها تتكاثر خصيصا لحمايتنا.. قتل الاثنان وقتل قبلهما آخرين بدم بارد أمام أعيننا، ولاذ المجرمون بالفرار وعادوا إلى قواعدهم المحصنة سالمين، كي يستعدوا لإزهاق المزيد من أرواح الضحايا-- فلسطينيين وأجانب..
سلطتي غزة والضفة تملآن الدنيا صراخا حول قدرتهما على فرض الأمن والنظام وسيطرتهما الكاملة على الأوضاع.. وفعلا نعترف لهما بأنهما قادرتان على التعامل مع انعكاسات الانقسام..!! وتبرعان في منع امتدادات كل منهما إلى منطقة الآخر..!! ولكن وفي غضون ذلك تعشعش طيور الظلام وتبني لها أوكارا مخيفة في منطقتيهما، لترسل بين فترة وأخرى رسالة للمجتمع بان الجميع رهائن بين أيديها، وأنها قادرة على زعزعة الأمن وإعادة الفوضى والفلتان إلى مناطقنا كما كانا يطبقان على خناق الشعب لسنوات طوال.. قد تكون أوضاع الضفة أفضل حالا-- إلى حد ما-- من حيث أن هناك قانون، وان هناك أجهزة تحفظ القانون ومحاكم توقع بالمجرمين.. لكن ذلك غير كاف، فجذور الإرهاب المنبثقة من التعصب والتزمت والاستخدام الخاطئ للدين مازالت موجودة ولم تصب بأذى كبير..
قد لا تستطيع سلطتا غزة والضفة وقف إرهاب المحتلين لشعبنا.. لكن كيف ولماذا لا تستطيعان اجتثاث جذور الإرهاب الداخلي-- التي بقيت سليمة رغم كل ما يعلن عنه من حملات أمنية يقوم بها الطرفان في مناطق سلطتهما..؟؟
مواجهة الإرهاب الداخلي-- أيها السادة الزعماء-- لا تقوم على أساس إجراءات أمنية فقط -- رغم أهميتها وضرورة تعزيزها.. ولكنها يجب أن تتم من خلال حماية أسس النظام الديمقراطي الفلسطيني-- التعددية وحرية الرأي والتعبير والتنظيم والتظاهر-- ومن خلال إشاعة ثقافة احترام الآخر والقبول به، وفرض سيادة القانون، وتجريم المساس بحقوق وحريات الآخر المختلف، ومن خلال التصدي لمن ينصّبون أنفسهم أولياء الله على الأرض.. مواجهة الإرهاب تأتي من خلال تربية المجتمع على ثقافة التسامح والحلم وعلى أهمية التنوع الثقافي والفكري، وعلى أن التعامل مع الآخر المختلف لا تكون بالعنف وبالدم وبالإقصاء، بل بالحوار والإقناع والقبول بالتعايش مع الآخر.. لا بثقافة ( أنا على حق ومن خالفني الرأي فهو كافر يستحق القتل )..
مواجهة الإرهاب لا تكون بالتراجع أمامه، وغض الطرف عن بوادره، ولا بمجاراته والتساوق معه.. والمواجهة إن لم تكن حازمة-- فان جذور الإرهاب ستنغرس عميقا في أرضنا، وستنبت سيقانا وأفرعا وتزهر وتثمر مفخخات وكواتم صوت وسكاكين في الظهر..
الإرهاب عدونا الداخلي الذي يجعل حياتنا قلق وارتباك ويفقدنا الأمان ويضعفنا في مواجهة عدونا المحتل.. وهو عدونا الذي يحرمنا من تعاطف وتضامن شعوب الأرض، لأنه يشوه صورتنا ويظهرنا متوحشين.. ويعطي عدونا مادة دسمة ليقول للعالم أننا غير قادرين على حكم أنفسنا وغير مؤهلين للاستقلال.. وبذلك أيضا ينجح العدو بحرف أنظار العالم عن جرائمه الأفظع التي يرتكبها كل يوم بحق شعبنا.

مخيم الفارعة – 15/4/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت فى كل حرف كتبته
ناديه احمد ( 2011 / 4 / 15 - 15:45 )
هذه الجرائم المشبعه بالخسه والنذاله تفقدنا أولا احترامنا أمام أنفسنا وأمام العالم .لقد ثبت طوال التاريخ ان الدول التى تسمح بل وتشجع قيام مليشيات داخل ارضها ـ ظنا منها انها ستكون سندا لها عند الحاجه , تكون هى اول من تكتوى بها ,
ودائما أبدا ينقلب السحر على الساحر . ليتنا نتعلم .

اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل