الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءة فى فكر السلف الثقافى المصرى
مينا ممدوح
2011 / 4 / 15مواضيع وابحاث سياسية
الليبرالية المصرية قبل يوليو 1952 النشأة و الأفول
لن تسيبك سوى الدهشة و الذهول و أنت تقرأ فصول هذا الكتاب الذى يناقش كل ما نحن فيه الآن و يعرض أراء أعلام التفكير المصرى فى كل ماهو جدلى و خلافى و يذاع الان عبر كل وسائل الإعلان الممكنة و بما أننا فى مرحلة تطور و نقاش فعلينا أن نتعرف على رأى من سبقونا فيما نتناقش فيه الان من أمور أو ما يمكن أن نطلق عليه السلف الثقافى أو الفكرى لا لنقدس أرائهم لكن للنناقشها و ننتقدها و نفهمها
التعريف و النشأة :
يقسم المؤلف الليبرالية إلى فرعين الليبرالية السياسيةوهى إطار إجتماعى ألياته الانتخابات و الاحزاب و الرقابة على المال العام و المجتمع المدنى بينما الفرع الثانى هو الليبرالية الفكرية وتعنى إطلاق الحرية الفكر بدون أى عوائق أو ثوابت و يعرض الكاتب وجهات النظر المختلفة حول نشأة الليبرالية المصرية فمنهم من يرجعها إلى الحملة الفرنسية و منهم من يرجعها إلى على بك الكبير و إعلانه إستقلال مصر عن الحكم العثمانى و منهم من يرجعها إلى محمد على بوصفه مؤسس مصر الحديثة بإرساله البعثات إلى أوربا إيماناً منه بأن التعليم هو سبيل تقدم مصر
دستور 1923 :
جاء دستور 1923 يتضمن الكثير من المواد التى تؤكد على إستقلالية مصر و أن المصريين متساويين فى جميع الحقوق و أن جميع السلطات مصدرها الآمة و حرية الإعتقاد مطلقة و غيرها من مواد تؤكد على الحريات إلا أنه لم يرتقى إلى طموح الليبرالين بمواده التى تعطى الملك الكثير من السلطات مثل حل البرلمان و المادة رقم 149 التى نصت على أن الإسلام دين الدولة
فهاجم الليبرالين ذلك الدستور هجوماً عنيفا و كتب محمود عزمى مقالا فى جريدة الاستقلال محذرا من أن تستغل تلك المادة من قبل أصحاب الاراء العتيقة و هو الذى سيجر البلاد إلى شر مستطيرا و( بالتالى سيكون وقت على سكان مصر فى هذا القرن العشرين , فتقطع الآيدى و الارجل و الرجم بالحجارة و يكون السن بالسن و العين ) أما عميد الثقافة المصرية طه حسين كتب فى مجلة الحديث قائلًا ( لسه أرضى عن هذا الدستور الرضا كله ففيه نقص و تشويه و فيه نصوص لابد من تغييرها و و أن نص أن الإسلام هو دين الدولة هو مصدر فرقة ليس فقط بين المسلمين و غير المسلمين إنما مصدر فرقة بين المسلمين أنفسهم فهم لم يفهموه على وجد واحد و أن النص على دين للدولة يتناقض مع حرية الإعتقاد )
فى الوقت الذى فتح فيه هذه المادة المجال واسعا لآصوليين الذين طالبوا لجنة الدستور بوضع مادة تنص على أن المسلم لايكلف بالقيام بالواجبات الوطنية إذا كانت معارضة لإسلام و فسروا ذلك بأن المسلم يجب أن يكون فى حل من رفض الخدمة العسكرية حين يكلف بالوقوف فى وجه أمة مسلمة مثل تركيا مثلا , بينما ذهب البعض إلى إلغاء الدستور من الآساس لا، المسلمين لا يحتاجون إلى دستور وضعى ومعهم كتاب الله و السنة
العالمانية :
التعليم
و كان هذا النقد للدستور جزء من المشروع الفكرى الليبرالى العالمانى الذى يهدف إلى فصل الدين عن الدولة و ليس عن المجتمع و هذا ما جعل المكفر البارز أحمد زكى أبو شادى يرفض تدريس الدين فى الجامعة و المدارس و كتب ( إن التعليم الدين فى المدارس غير موحدة العقيدة فيه أخطر عوامل التنافر و الفضائل الآدبية هى التى يجب أن تدرس فى المدارس أما شئون العبادات لمن يؤمن بها فلا شأن لها بالمدرسة ) و كتب أيضا محمود عزمى ( نحن ممن يدينون بضرورة جعل التعليم العام قائماً على فكرة المدنية و أن التعليم الذى يصرف عليه من خزينة الدولة يجب أن يكون غير خاطضع لغير إعتبار القومية و ليس له نزعة دينية خاصة ) و كتب عبد الحميد الحديدى ( أنه ليس من مصلجة الدين حشره فى كل شىء )
خانة الديانة :
فوقف النائب فكرى أباظة مطالباً تحت قبة البرلمان فى الثلاثينيات مطالباً بإلغاء خانة الديانة من جواز السفر قائلاً ( ألا تكفى مصريتن كى تدل على مصريتنا فمصر قبل الآديان و الدين لله و الوطن للجميع ) بينما قام محمود عزمى برفع
دعوى مطالبا بلإغالء خانة الديانة من كل المعاملات الرسمية
و قال أمير الشعراء أحمد شوقى فى هذا أيضاً( لا تجعلوا الدين باب شر بينكم .......و لا محل مباهاة و إذلال
ما الدين إلا تراث الناس قبلكم ........... كل امرىء لآبيه تابع تالى
ليس الغلو أميناً فى مشورته ............... مناهج الرسد قد تخفى على الغالى )
تتويج فاروق :
و فى ظل هذا المناخ الليبرالى الديموقراطى رفض مصطفى النحاس رئيس الوزاء ( المعروف عنه تدينه الشخصى الشديد ) ضغوط الآزهر و الآصوليين و القصر الساعية لتتويج فاروق الملك الشاب فى حفل دينى داعما لمدنية الدولة بل و كان يرفض التوقيع على أية ورقة حكومية عليها عبارة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) و كان منطقه فى ذلك أن التدين شىء و العمل شىء أخر
أما عن المرأة و دورها و أبرز الكتب التى صدرت فى ذلك الوقت فسنلحق ذلك فى جزء ثان من عرضنا لهذا الكتاب الممتع المدهش القيم
على الهامش:
مفارقة ساخرة صورة سوزان مبارك على الغلاف و وهى من أعداء الليبرالية هى و كل أفراد أسرتها الذين قدسوا الحكم الشمولى طوال ثلاثة عقود
بطاقة
العنوان : الليبرالية المصرية قبل يوليو 1952 النشأة و الأفول
المؤلف : طلعت راضون
مكتبة الأسرة 2010
سلسة الفكر
يقع الكتاب فى 177 صفحة و مقسم إلى ستة فصول هى :
1. الليبرالية الفكرية و السياسية
2. المرأة المصرية قبل يوليو 1952
3. دور المجلات
4. نماذج من الكتب
5. حركة الفن التشكيلى
6. تيار القومية المصرية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر