الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للشوك ثمار ...؟؟؟!! لا اعتقد ..

خالد قمبر

2011 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مازالت مملكة البحرين تعيش تداعيات ما بعد الصدمة " الأحداث المؤلمة " ، كم هو مؤسف تلك النتائج المترتبة عليها .. لقد أصيبت فئة من الشعب بما يسمى " بالبار انويا " أو بأحد أنواعه المختلفة و هو الشعور بالاضطهاد والخوف من المستقبل وهو شعور فضيع إلى درجة إن الغالية قد مكثت في البيوت.. خوفا من الاضطهاد و القمع و التجريح وحتى من الاعتقال ..!!! إن غالبية هذه الفئة قد تكون من الفئة المتحفظة والتي لم تشارك في الأحداث السابقة من الاعتصامات أو من زوار دوار اللؤلؤ أو التخريب أو التدمير الذي شاب بعض الدوائر الخدمية سواء مستشفى السلمانية أو جامعة البحرين ..وغيرها من الأماكن ..!! فمن وجهة نظر الحكومة / النظام أنهم فقط ينتمون إلى هذه "الفئة و كفى " .. فالمشكلة الآن تنطبق علي المثل الشائع .. إن " الخير يخص البعض و إن الشر يعم الجميع..!!!.

وهنا نطرح مجرد سؤال .. هل كان بالإمكان حصر أو منع هذه الأزمة من التفاقم و الانتشار ..؟؟!! من المنظور الشخصي ... نعم ..!! ولكن اعتقد أن هناك توجهات لتأزم الموقف غاية في نفس يعقوب..و بالتالي استثمارها ..!!! فالاعتصام بدأ بالدوار ببضع مئات وكان اعتصاما حسب التصريحات الرسمية بأنه غير قانوني.. فلماذا تم تفادي تطبيق القانون ..؟؟!! فتفاقمه الأزمة و زاد عدد المعتصمين فملء الدوار و امتلأت الساحات الخالية منه و توسع وتوسع حتى وصل موقع المرفأ المالي .. ثم تطور إلى أن وصل إلى الاعتصام في منشات حيوية فوصل الاعتصام إلي خارج مجمع السلمانية الطبي الذي يعد الشريان الرئيسي للخدمات الطبية .. ووزارة الداخلية / ورجال الأمن غير معترضين على هذه التجاوزات .. بل اكتفوا بالمراقبة و المشاهدة عن بعد و تابعوا المواقف المختلفة بالتصوير الفوتوغرافي سواء على الأرض أو من الجو ...!!! وامتد الاعتصام وتحول إلى مسيرات حاشدة .. في الشوارع الرئيسية و الحيوية حتى وصلت المسيرات إلى المؤسسات التربوية من مدارس و جامعات..وفي ظل عدم الاكتراث من قبل الأمنية ..تطورت وتغيرت الشعارات حتى طالت السقف !!! .. بعد أن كانت المطالبة بالإصلاح .. أصبحت المطالبة بإسقاط النظام ..وهذا النظام في البداية كان يطلق أو يفسر على رئاسة الحكومة .. ثم تغير بالمطالبة بتغير رموز الحكم ..!!! فتدخلت أطراف أخرى مثل إيران متمثلة في قناة العالم و حزب الله في قناة المنار مستغلة تلك الفسحة .. فكانت بمثابة حرب إعلامية .. فكان هناك أعلام و إعلام مضاد .. وقد ساعد هذا الوضع انتشار الإشاعات علي هواتف البلاك بيرى و مواقع الانترنيت و توتر و فيس بوك و التي تم استغلالها أيضا لتأجيج المواقف المختلفة ونشر الأخبار و الأحداث فانكشفت الأطراف المختلفة المعارضة و الموالية على حد سواء .. !!! و ظهرت علي السطح قضية المؤامرة و قضية الأطراف الخارجية..

وصاحب هذا الزخم الإعلامي مواقف غريبة وهى الخلو الامني وبالكامل .. من المدن الرئيسية .. كالمنامة و المحرق .. واختفى الوزراء و وكلائهم و والنواب و البلديين .. وأصبح الانفلات الامني واضحا للأعيان ..مدن و شوارع رئيسة تخلو من العنصر الامني .. ولكن من الملفت للانتباه . بقي الإعلام المريء و المسموع و المتمثل في التلفزيون و الإذاعة فقد كان الوحيدين اللذين لم يمسهم العجز و الحركة..!!! و بالتالي فقد أصبحا الملاذ الوحيدين لكافة المواطنين الخائفين و المرعوبين من الأوضاع التي وصل إليه الحال و خاصة الانفلات الامني و اختفاء رجال الأمن ..!!!
وهنا أيضا نطرح سؤالا .. هل كان الوضع " الانفلات الامني " – " الشوك " مقصودا ومتعمدا ليخدم إستراتيجية معينة ..؟؟!! و غاية لتحقيق " ثمر " معين ..؟!!!
فهذه الظاهرة ..الانفلات الأمني قد سبقنا إليه نظام مبارك في مصر لمواجهة ثورة الشباب.. لنشر الخوف و الرعب و الدمار و التخريب .. لتحقيق أهداف معينة وهى إفشال حركة الإصلاح الشبابية في مصر وهو ما لم يتحقق ..!!!

في أحدات 11 سبتمبر 2001 م التي طالت الولايات المتحدة الأمريكية وسببت في إحداث جسيمة سواء في عدد الضحايا و أزمة مالية و اقتصادية كبيرة .. ترجح إحدى النظريات المختلفة و المتشابكة إن مدبري الانفجارات كانوا تحت المراقبة من قبل الجهات الأمنية من "أف بي آي" و " سلى آي أ "..!!! وحتى الأهداف المزمع مهاجمتها .. وعليه تم الاستعانة بخبراء استراتيجيين للعمل علي استغلال هذه الأحداث وتحويل مسارها إلى ما يخدم مصالح أمريكا الإستراتيجية و هي السيطرة علي العالم .. بقصد إنشاء ما يسمى بالإمبراطورية الأمريكية الجديدة ..!!! بالرغم من الضحايا و الخسائر الكبيرة إلا أن الخبراء السياسيين ارتأوا التضحية ببضعة آلاف من البشر .. في المقابل تحقيق الحلم الجديد بالسيطرة على كافة أو غالبية دول العالم..!!! فالفاجعة بلا شك ستكون كبيرة و لكن النتائج المرتقبة ستكون غير محدودة..!!! وبالفعل فقد حصلت أمريكا على شيك علي بياض..بعد الأحداث ..وعلى كافة الضمانات الدولية الرسمية و شبه الرسمية للعمل علي ما تراه مناسبا.. لكونها أولا و أخيرا " الضحية " ..!!! حتى منظمات الحقوق المدنية و منظمات حقوق الإنسان الأمريكية و الدولية و الأجنبية خاصة، قد وجدت نفسها في ظل ذلك الزخم الإعلامي الكبير و في ظل الكارثة إن رسالتها في موقف الضعيف والمحير ...!!! كان استغلال الحدث العنيف و تسخيره إعلاميا لمصالح إستراتيجية كان هدفا و غاية..!!!

فهل تم تطبيق نفس السياسات و المفاهيم والأحداث في مملكة البحرين بشكل يلاءم حجم الأحداث ..؟؟!! فالكثير من رجال الأمن قد تعرضوا لإصابات مميتة و جروح كبيرة ..وخاصة إن رجال الأمن وضعوا في بعض مواقف المواجهة بدون سلاح ..أو وسائل حماية ...!! والذي تم استغلال تلك الإصابات المميتة و الإصابات المتنوعة إعلاميا..!!!

كان هناك انفلات امني وكان هناك خلو رجال الأمن وتجريدهم من واجباتهم الرئيسية ولو لفترات محدودة ..في المدن و الشوارع ..؟؟!!! فقد تم السماح لمعتصمي الدوار وبالتالي ازدادت أعدادهم حتى أصبح الدوار مخيما للمبيت ولإقامة حفلات الزواج و تناول الغذاء و العشاء المجاني و الاستمتاع بالشيشة وتناول الفشار ..؟؟!! وبالمقابل أصبح مجمع السلمانية الطبي تحت الحصار وأصبح يمثل مصدرا ومقرا إعلاميا لقنوات معارضة ..!!!
عندما يقوم احد اللصوص بسرقة منزل ما فانه ينفذ جريمته في جنح الظلام .. فإذا وجد إن البيت بلا حماية أو امن فانه سيقوم بسرقته في المغرب .. وإذا ما استمر الوضع كما هو بدون امن أو حراسة فليس غريبا عليه أن يقوم بالسرقة في وضح النهار ..!!!!

وهناك أمر آخر هل حقا إن ما يحدث في مملكة البحرين نزاع طائفي.. علي الأقل في الأيام الأولي ..؟؟!! لا اعتقد فالبحرين و منذ زمن بعيد لا تعرف معنى للطائفية علي الأقل بالنسبة للأفراد .. فالكثيرون يتعايشون مع بعضهم البعض بدون فوارق حتى إن البعض لا يعرف إذا كان صديقه أو زميله أو جاره من طائفة ما .. لسبب بسيط ..لماذا عليه أن يعرف ذلك ..؟؟!!
في الأيام الأولي للأحداث خرج احد المسئولين بقوله إنه لا يرضى بان يكون هناك صراع طائفي...!! في البداية أبدى الكثيرون الاستغراب من هذا الطرح .. فعلى ارض الواقع لا يوجد نزاع طائفي أو بالأحرى لا يوجد طائفيه في مجتمعنا البسيط و المسالم .!! ولكن في أثناء الأحداث ظهرت مؤشرات إعلامية رسمية بان هناك طائفية وهى بالتأكيد تخدم الحدث ..!!! فتذكرت قصة يوسف في القران الكريم عندما امتنع سيدنا يعقوب عليه السلام بالسماح لابنه يوسف بمرافقة إخوته في رعى الأغنام بحجة خوفه من أن يأكل "الذئب " يوسف عليه السلام ...!!! وبالفعل تم استغلال " الذئب " في الادعاء بان الذئب هو من أكل يوسف ..!!!!

اليوم وبعد الأحداث المؤسفة بدأت حملات فصل المشاركين في الاعتصامات و المسيرات في القطاع الحكومي و القطاع الشبه الحكومي و في القطاع الخاص بتوجيهات رسمية ، فالفصل طال كافة الوزارات و المؤسسات الحكومية كالصحة و التربية و التعليم و شئون البلديات و الزراعة.. وغيرهم .. بالرغم من إيماننا بان كل مسيء يجب أن ينال عقابه ولكن عملية الفصل تبدوا أنها تأخذ مجال تصفية الحسابات و الانتقام و ماشابه و هناك إشكالية أخري فبعض الإحصائيات تبين إن عدد المفصولين أو المحالين للتحقيق قد فاق الألف شخص وإذا ما تم فصلهم فبذلك سيكون المفصولين فعليا عدة آلاف .. فكل مفصول له عائلة و كل عائله عيها التزامات معيشية و مادية و ديون أو قروض فكيف سيتم تسديدها .. كما إن الكثير من العائلات في كنفهم الكثير من الخرجين أو في طور التخرج من المراحل الثانوية أو الجامعية ... فيتم وصمهم بعار عدم الموالاة أو وصمة المناوئين للوطن ..!!! وهؤلاء وعلى المنظور القريب و البعيد سيشكلون هاجسا امنيا وعدم استقرار فالبطالة أو الفقر يعد من أهم المسببات للثورات و الاختناقات أو التشنجات كما بعتبره البعض بالقنابل الموقوتة ..!!!
بالإضافة إلى النسيج الاجتماعي الجديد بسبب التجنيس السياسي ظهرت أو تم إظهار الطائفية والعرقية والفئوية .. وظهر التعصب الفكري و العقائدي ..

إن البحرين مقبلة علي حقبة جديدة يشوبها الكثير من المطبات و الحفر وهناك الكثير من الأطراف المختلفة التي تسيرها توجهات و انتماءات أكثر تعقيدا و تعصبا .. وقد تجد الحكومة نفسها مستقبلا في وسط نسيج متنوع و متشابك و متناقض أيضا ما لم تتدارك تداعياته الخطيرة ... فالشوك لا يثمر فاكهة أو خضارا.. قد تكون من بين أشواكه زهرة أو وردة جميلة ولكن يصعب اقتطافها بدون جروح أو خدوش .. فالشوك لا ينتج سوى شوكا آخر ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل للشوك ثمار ...؟؟؟!! لا اعتقد ..
عبدالرضا قمبر - الكويت ( 2011 / 5 / 4 - 14:46 )
هل للشوك ثمار ...؟؟؟!! لا اعتقد ..
نعم للشوكة ثمار .. أتعرف لماذا وكيف ..!؟
لنفترض بأن الشوكة هي الأنسان .. وكما تعرفون بأن الأنسان يأتي في مرحلة من عمرة يطغي ومن ثم يستغفر ربه.. لأنه غير معصوم ... ومن هنا تكون الثمرة ، عندما يكون هذا الأنسان ملكًا يحكم ويأمر يكون هو القاض وبنفس الوقت الجلاد .. وفجأ يطغي على نفسه ويحكم ويجلد نفسه من غير أن يعلم ، وعندما يستدرك هذا العصيان الكبير الذي قد يودي بحياته وملكه وأن الوقت قد فاااات ... هنا تجد بأن الشوكة أثمرة وأن الحرية والحق باااان وحان وقت ثمارها .. أتمنى أن لا يصحوا من الطغياااان حتى تكبر الثمرة وشكرا

اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م