الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطرق اللامألوفة لمعرفة ارتفاع ناطحة السحاب

نضال فاضل كاني

2011 / 4 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حصلت هذه القصة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك ، وفي امتحان الفيزياء كان احد الاسئلة كالتالي: كيف تحدد ارتفاع ناطحة السحاب باستخدام البارومتر ؟
(البارومتر جهاز قياس الضغط الجوي، والاجابة الصحيحة كانت بديهية وهي قياس الفرق بين الضغط الجوي على الارض واعلى ناطحة السحاب).
كانت اجابة احد الطلبة مستفزة لأستاذ الفيزياء لدرجة انه اعطاه صفرا دون اتمام اصلاح بقية الاجوبة وأوصى برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح ، وكانت اجابة الطالب كالتالي : " اربط البارومتر بحبل طويل وأدليه من اعلى ناطحة السحاب حتى يمس الارض ثم اقيس طول الخيط " .
قدم الطالب تظلما لإدارة الجامعة مؤكدا ان اجابته صحيحة مائة في المائة وحسب قانون الجامعة عين خبير للبت في القضية ، وأفاد تقرير الخبير ان اجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء وقرر اعطاء الطالب فرصة اخرى واعادة الامتحان شفهيا وطرح عليه الخبير نفس السؤال ، فكر الطالب قليلا ثم قال : لدي اجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا ادري ايها اختار.
فقال له الخبير : هات كل ما عندك.
فأجاب الطالب : يمكن القاء البارومتر من اعلى الناطحة ويقاس الوقت الذي يستغرقه حتى يصل الى الارض باستخدام قانون الجاذبية وبالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة .
اذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل البارومتر وطول ظل الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.
واذا اردنا اسرع الحلول فان افضل طريقة هي ان نقدم البارومتر هدية لحارس الناطحة على ان يعلمنا بطولها.
اما اذا اردنا تعقيد الامور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الارض واعلى الناطحة باستخدام البارومتر.
كان الخبير ينتظر الاجابة الاخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما كان الطالب يعتبرها الاجابة الاسوأ نظرا لصعوبتها وتعقيدها.
كان هذا الطالب هو " نيلز بور " وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء بل انه الدنماركي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للفيزياء ..
هذه القصة قد تبدو مألوفة للبعض فقد نشرت في عدد من المنتديات في الانترنت، وذكرها بعض الكتاب في مؤلفات كصاحب كتاب ( هكذا هزموا اليأس ) ، ولكن – فيما نظن- فإن غير المألوف ان نقوم بتوظيفها لشرح جانب من فلسفة الاضمار التي نتبناها.
* * *
في هذه القصة نلاحظ وجود نمطين من التفكير، الاول هو النمط الاكاديمي المنغلق على رؤية الامور من زاوية محددة، والنمط الآخر هو المنفتح او المتحرر القادر على رؤية الحقيقة او استنباط المعرفة من زوايا متعددة. وهذا يعني وفق منظور فلسفة الاضمار أنه :
حين يواجه التفكير المنغلق غير المألوف فانه اما ان يتوقف عنده أو يعود ادراجه، أما التفكير المنفتح فأنه يواجه مألوفا أنه يتحرك لاكتشاف غير المألوف.
قاعدة اضمار: المألوف يضمر اللامألوف وبالعكس
[ إذا رأيت تفكيرا منغلقا فاعلم ان الطبيعة الإنسانية تضمر تفكيرا منفتحا مقابلا له ، يوافقه في النتيجة ويخالفه في الطريقة ].
أو:[ لكل تفكير منغلق يوجد تفكير منفتح، يساويه في النتيجة ولا يساويه في الطريقة ]
وهذا يعني رياضيا أن :
[ كل ع ← ن يضمر عَ ← ن والعكس صحيح ]
أو [ كل ن تضمر ع ، عَ ]
حيث أن:
ع : التفكير المنغلق
عَ : التفكير المنفتح
ن : النتيجة
أي اذا وصل احدهم الى نتيجة ما بطريقة ما فإن غيره قادر على الوصول لها من خلال طرق أخرى. وفي المقابل اذا وصل احد ما بطرق متعددة الى نتيجة ما فإن الطبيعة الانسانية تضمر حتما وجود تفكير يرفض الوصول الى تلك النتيجة الا من طريق وحيد يظن انه المجمع عليه عند العقلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا