الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للثورة مجدداً في ليبيا

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2011 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك بأنّ أمل كلّ مناصري الثورات العربية وحركات الإحتجاج التي أشعلها محمد بوعزيزي في تونس وامتدت أبعد مما يتخيله الجميع، قد خاب كثيراً أو قليلاً حين تحولت الثورة الليبية الشعبية إلى غزو أميركي فرنسي بريطاني لليبيا بمساعدة ومباركة خليجية.

ذلك التدخل الغربي وإن أتى بقرار دولي صادر عن الأمم المتحدة، كشف كماً هائلاً من المطامع لدى المتدخلين بعضها سياسي وأكثرها اقتصادي، ما يبرر تولي الولايات المتحدة توجيه القرار الدولي والعمل على تنفيذه، والحماس المنقطع النظير لفرنسا في العمليات العسكرية، ومسارعة بريطانيا إلى فتح قنوات الإنشقاق في فريق القذافي، وانسجام إيطاليا، حتى، مع الخطط الغربية في منظومة متكاملة تهدف إلى غزو بلد عربي جديد. وما نفي رئاسة الحكومة البريطانية ووزارة خارجيتها قبل أيام نية احتلال ليبيا إلاّ تأكيد على ذلك كما لطالما حصل في مرات عديدة سابقة.

وتشهد المرحلة اليوم بعد شهر من بدء العمليات العسكرية على المماطلة الكبيرة التي يمارسها الغرب في ليبيا. مماطلة يشترك فيها مع حلفائه من العرب وليس بعيداً أن يكون هنالك اتصالات سرية وصفقات مشبوهة مع القذافي أو مع أبنائه تنفيذاً للمطلوب من التسويات الموازية للعقود. أما المعارضة الليبية وبعدما سلكت اتجاه بناء دولة جديدة عبر المجلس الإنتقالي فهي فئة هامشية بالنسبة للصفقات الكبرى، لا تملك إلاّ هذا الزقاق المعتم الذي أدخلت نفسها إليه ولم تنفك تواصل تقدمها فيه، وتحول نفسها إلى مجرد أداة بيد الغرب.

الثورة الشعبية انتهت في ليبيا منذ بدأت الثورة المسلحة، التي كان من المقدر لها أن تنجح وتخلع القذافي وبنيه عن السلطات كافة، لكنها بعدما عثرت في مطبات الغرب، فإنّها تحولت إلى شبح لنظام القذافي قد يكون أقصى طموح لديه الإستقلال بجزء من الشرق الليبي حين تكتمل الصورة.

لم ينته كلّ شيء في ليبيا على صعيد الثورة. والثورة لا بدّ ستولد مجدداً بإرادة ليبية وحيدة هذه المرة لا يدنسها أميركي وبريطاني وفرنسي وإيطالي. ستولد شعبية من طرابلس نفسها ومن بنغازي مجدداً، وستحقق الهدف الذي لم تتمكن صواريخ التوماهوك وطائرات الغزو الغربي، من تحقيق أكثر أجزائه ضآلة.

إنتصار سيصحح خطيئة كبرى ارتكبت مع التدخل الغربي. خطيئة بروز القذافي كعدو للولايات المتحدة وبريطانيا وما هو كذلك أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح