الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكمة الأقدام

ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)

2011 / 4 / 20
الادب والفن


نص


في قبوي المنطمر بالثلج أستل صورة بالأسود والأبيض من جيب ذاكرتي. أرمق بشجن ملامحي التي حمضها الاجترار.
تنتفخ الملامح بحسراتي، تنمو، تقف متسائلة بتهكم لاذع: "هل هذا ما أتيت من أجله؟"
أرتبك. عبثا أبرر ندمي: "كان يجب الخروج. فهول ما وقع حتم عليَّ...".
تركلني الملامح على فمي صارخة: "هل الخروج من ذاك الخراب يعني الخروج فعلا من الخراب؟ خروجنا دخول في خرابات جديدة. هذا ما تقوله الأبواب".
صرير. دوي اصطفاق. صدى. صمت. اختفاء الملامح. تفحم الصورة.
أقف كأضلاع مهجورة. أسير خطوة للأمام. تهزني صرخة لا أعرف مصدرها: "أس. أم". أستأنف المسير بعدها بآلية متقنة. توقفني الصرخة: "قف". ينبثق عريف منها. يدور حولي بكبرياء. يضع عصاه في أُذني. يحركها كأنه يحفر في رأسي. يصرخ: "هل تظن أننا نغادرك لو هربت؟".
- هربت لأبقى.
- صهٍ! طالما تملك قدمين ستهرب بحثا عن بقاء. إنها حكمة الأقدام.
أقفُ. أمد ذراعي للجانبين. أحركهما كجناحين. تصطادني شبكه يرميها شرطي من الخلف. أجاهدُ للخلاص منها. أرفس، أبكي، أدفع، أجر. أهمد.
- هل تظن أنك حر بابتعادك عن مركز التقنين؟ ألا تعلم أننا بؤرة وموجاتنا تدور في الأصقاع؟ نحن القمة وظلال قمعنا تمتد على سفوح المعمورة. فلا نجاة إلا في بطن البحر. ولا بحر هناك كما تعرف.




من مجموعة نصوص " قنينة صور" جاهزة للطبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة