الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل رفع الستار ..... مع النخلة والجيران

يوسف العاني

2011 / 4 / 22
الادب والفن


في بداية كل موسم مسرحي تتهيأ الفرق المسرحية للعمل ثم يتحول في عملها الى تنفيذ يتسم بالحماسة رغم الكثير من المعوقات التي تحاول الفرق المسرحية تخطيها ببسالة ، فمنذ اشهر عديدة ، والفرق المسرحية تنتظر صدور قانون بالغاء ضريبة الملاهي المفروضة عليها وكأنها (ملهى) وليست فرقا مسرحية ذات اهداف فنية وثقافية ، ولقد علمنا ان اللائحة مرت بعدة مراحل انتهت بالتالي الى تجزئتها جزأين : جزء بتعديل القانون – قانون الملاهي – وجزء يتضمن لائحة اخرى تتقدم بها وزارة البلديات حول الضرائب المفروضة على الملاهي ويبدو أن اللائحة الثانية هي الاخرى لم تشر بقريب او بعيد الى مسألة اعفاء الفرق منها .
أقول ...... رغم ذلك بدأت فرقنا المسرحية استعداداتها كل فرقة بالقدر الذي تستطيع ..... وفي الوقت الذي تساعدها ظروفها على انضاج انتاجها المسرحي خلاله .......وكانت فرقة المسرح الفني الحديث اول فرقة سيأخذ انتاجها طريقه الى الجمهور قريبا وفي قاعة المسرح القومي بكرادة مريم ...... بمسرحية (النخلة والجيران) .
والحديث عن (النخلة والجيران) لا يمكن ان ينصب على المسرحية وحدها قبل ان نلقي ضوء على (الراوية) ذاتها ....... والتي كتبها القاص العراقي غائب طعمة فرمان واحدثت ضجة كبيرة في أوساطها الأدبية لما تميزت به من اصالة في تصوير قطاع كبير من شعبنا في فترة الحرب العالمية الثانية وما كان يلف حياتهم واجوائهم وسلوكهم . رواية (النخلة والجيران) ، قد اضافت الى الرواية العربية جهدا ادبيا يعتز به ادبنا العراقي .
هذه الرواية كانت محط اعجاب المخرج الشاب (قاسم محمد) وهو ينهي دراسته في موسكو ...... فتوفر بعد موافقة الكاتب على (مسرحتها) واعدادها اعدادا فنيا يتلاءم مع متطلبات المسرح ، مع الحفاظ على على طابع الرواية وشخصياتها ، والتأكيد على ابراز مشاكلهم وابعاد شخصياتهم ...... باذلا كل جهد ممكن لتجسيد احداث الرواية تجسيدا فيه الصدق في التعبير والاصالة في العرض .
وظل النص فيه الدرس بين المؤلف والمعد ........ وحيت عرض النص على فرقة المسرح الفني الحديث نوقش مرة اخرى ،وبحضور المؤلف (غائب طعمة فرمان) الذي زار العراق ، تم اجراء تعديلات طفيفة حرصا على ابقاء (النكهة) العراقية الصميمة في كل مشهد من مشاهد المسرحية ، وتأكيدا على اهمية البناء الدرامي الذي لابد وان يظل على نموه وصعوده في المسرح .
وبدأت التمرينات منذ اشهر طوال ..... فالعمل ليس سهلا ، وتكاد المسرحية تبتلع معظم اعضاء الفرقة فالشخصيات كثيرة ، ولابد من اختيار الممثلين الجديرين بتجسيد هذه الشخصيات ، واعطاء سماتها الاصلية ، ولايمكن التساهل في حذف شخصية ما ..... فالمؤلف قد طرح مجموعة من (الناس) ظلوا على ارتاباط مصيري فيما بينهم بالرغم من بعد كل واحد منهم عن الاخر .. وكان لابد للمخرج من ان يختار وجوها شابة تشارك ممثلينا المعروفين هذا العمل الكبير ...... فلا غرابة اذن اذا ما شاهدنا في (النخلة والجيران) فتاة تقف على المسرح لاول مرة (تماضر عبد الوهاب) لتمثل شخصية (تماضر) ومعها (زينب) و(ناهدة الرماح) ...... وشابا مازال في مراحل دراسته الفنية (فاضل خليل) يمثل دور (حسين) ومعه (يوسف العاني) و(وخليل شوقي) و(سامي عبد الحميد ) و(كريم عواد) .
وتجربة (النخلة والجيران) لا تكمن اذن في تحويل رواية عراقية الى المسرح ..... بل هي تتسع فتدخل في اكثر من مجال ..... حتى التجربة التكتيكية البحتة ....... في وضع (12) منظرا على قاعدتين متحركتين صممها الفنان (كاظم حيدر) .. لتسهل على الفنيين وعلى المشاهدين ايضا ... نتابع المشاهد والمناظر .. بلا اسدال ستارة وضياع وقت في تثبيت منظر او ازالة اخر .... وحين تأتي الموسيقى التي وضعها (حسين قدوري) ........ مستوحاة من اغاني عراقية شائعة في تلك الفترة ..... فترة الحرب العالمية الثانية ، تصبح التجربة مدعاة اعتزاز ،بالذين توافروا على خلق هذا العمل المسرحي الكبير الذي سننتظره بفارغ الصبر ، ليقول الجمهور رأيه فيه ..
وحين يعلن جرس القاعة بداية عرض مسرحية (النخلة والجيران) تظل فرقنا المسرحية الاخرى تعمل كذلك من اجل ان تضيف الى مسرحنا عملا جديدا ، نرجوا ان يكون مكملا للـ (النخلة والجيران) . وان يظل سيل الانتاج مستمرا كي نشاهد خلال هذا الموسم اكثر من عمل جيد بلا فراغ وبلا ضجة مفتعلة ... واننا لمنتظرون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قلبكم الكبير ينبض حبا
حسين طعمة ( 2011 / 4 / 22 - 15:18 )
قامة عظيمة من قامات الوعي الوطني افنى حياته من اجل ترسيخ الثقافة واستنفار الناس وحثهم على المعرفة والغوص بعيدا من اجل خلق جيل واع ومثقف يتحسس هموم شعبه .كنتم بحق رواد المسيرة النضالية في العراق والدليل على ذلك الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي ابان فترة السبعينيات ولكن وكم هي مدمرة هذه اللكن وما اشقى الوطن بها حين انحسر دوركم وعملكم الفني والثقافي بعدما انتصرت ارادة الموت والشر الذي طال شعبا بكامله وضيق عليكم الخناق ..لانكم ببساطة تدعون للحياة والقيم وتلك هي معان لم تكتب في قواميسهم .تحية للعاني الذي افنى عمره غير نادم في سبيل شعبه وستعود مع الايام ..لابد من ذلك ..كل مفاهيمكم وجهدكم عبر تلاميذ لكم ثقفوا الحياة وعرفوا الحقيقة منكم والسلام


2 - القبطان الكبير
فاطمة العراقية ( 2011 / 4 / 22 - 20:25 )
نعم اعنيها جدا .بكم دفة المسرح تدار .
اولا مبارك تكريمكم . ياسيد المسرح .وياقامة يفخر بها كل عراقي محب لعراقه ويزهو بمبدعيه الرائعيين ..استاذنا الكبير تبقى ذكراتنا تحتفظ بكل ماقدمتم .من منجز ومن اعمال مسرحية ابهرت الجميع في متناولها لهموم اهل الوطن .. لااحد ينسى قامتكم السامقة بكل روعتها .
متمنية من حضرتكم ان اطلع على نص اهديته لشخصكم الكريم بمناسية التكريم
واتمنى ان ينال رضاكم
احتراماتي واعتزازي


3 - تحية حب وعشق بعمق مساحة خشبة المسرح المفدسة
عصمان فارس ( 2011 / 4 / 22 - 21:44 )
تحية حب وعشق بعمق مساحة خشبة المسرح المفدسة في مسرح بغداد في السبعينيات للفنان المدهش والرائع والكبير يوسف العاني وفرقة المسرح الفن الحديث وخصوصية التعامل مع الاعمال الادبية والشغل المسرحي بعد انساني لايجيده إلا العشاق ،لأن فنكم نابع من بيئة المجتمع وثقافته ويعبر عنه وفنكم المحترم يواكب العصر ولايتخلف عن الركب نذرتم العمر الطويل ودخلتم قلوب الناس دون إستئدان وكان همكم الكبير هو التغيير وشعاركم ماقيمة الفن إذا لم يناقش قضايا الناس والمجتمع؟
عصمان فارس ستوكهولم


4 - ابن الحولة
سامر البابلي ( 2011 / 5 / 8 - 20:37 )
حقا من ممثل بن الحولة في مسرحية النخلة والجيران علما ان بن الحولة شخصية محورية

اخر الافلام

.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق




.. شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا