الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر ثورية (7): عصابة الأربعين حرامي

ابراهيم القبطي

2011 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ثورة 25 يناير اسقطت "علي بابا" وعائلته من حكم مصر ، لكن بقى الأربعون حرامي داخل كهف الكنوز ، وكل الأحداث التي تحدث على أرض مصر الآن هي من أعراض الصراع بين الأربعين حرامي على من يكون "على بابا" الجديد ، ويمسك قيادة العصابة من جديد .
من رجال "علي بابا" القديم رجال أمن الدولة ورجال المخابرات والمخابرات العسكرية والحرس الجمهوري ، ومنهم قيادات المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي ذوي الميول الإسلامية ، ومن داخل المجلس العسكري سامي عنان رئيس اركان حرب القوات المسلحة والموالي بشدة لأمريكا ، وهناك الطبقة الثانية من النظام الحكام أمثال زكريا عزمي وفتحي سرور وصفوت الشريف ، وهناك الطبقة الثالثة من النظام أمثال أحمد عز ، وحبيب العادلي ، وبعض الوزراء ، ثم هناك أيضا ثلة من المحافظين في المحافظات المصرية ... وهناك غيرهم من بعض الوجوه الإعلامية ورجال الإعلام الموجه من الحرس القديم .
على نظام صراع المماليك (1)، كل طبقة أو فرد من عصابة الأربعين حرامي في صراع مع بقية العصابة. حلمهم جميعا أن من يبقى منتصرا في الآخر هو من سيصبح -أو هو من سيعيّن- "علي بابا" الجديد.
لهذا نسمع كثيرا عن القبض على أعضاء من النظام السابق ، وعن إنهيار أمن الدولة وأجهزة الشرطة ، ليس إلا لنجاح عناصر أخرى في العصابة مثل المخابرات أو قيادات الجيش في التخلص من زملاء العصابة القديمة لتبقى الساحة خالية ، في انتظار "علي بابا" الجديد ، ومن يسقط من أعضاء العصابة يفقد نصيبه من الكعكة القادمة ...
ثورة 25 يناير التي قام بها شباب يحلم بالتغيير (2) عادت بمصر لما قبل عصر المماليك الذين حكموا مصر 13 قرن تحت المظلة الإسلامية ، ولكن التراث المملوكي مازال يحاول احتوائها ، والرجوع لعصر علي بابا والأربعين حرامي ، ولهذا لن تظهر بوادر نجاح هذه الثورة إلا بشرطين :
1) ظهور وجوه شابة في حكم مصر . عندما نرى وزراء ومحافظين واعضاء برلمان من شباب من الطبقات الشعبية ، ومن ذوي الخبرة والكفاءة تحت سن الأربعين ، عندها يمكن أن نعلن بداية إنهيار عصابة "علي بابا" ، ونهاية عصر حكم النظام المملوكي .
2) تغير نظام الحكم الحالي – والذي يحاول المجلس العسكري المحافظة عليه بتمرير قوانين خادعة والتغيير السطحي في الدستور ليبقى كما هو - وهو النظام الذي يضع سلطات إلهية في يد حاكم مصر ليحكم فوق القضاء والبرلمان والحكومة والمحافظين ، إلى نظام مؤسسي يصبح فيه رئيس الدولة موظفا في الدولة تحت رقابة أجهزة الدولة المتعددة .
لو لم يتحقق هذان الشرطان معا سيبقى شبح "علي بابا" يحوم أرجاء مصر ، ينتظر ليتقمص دكتاتورا جديدا ، ويعلن بعدها تكوين العصابة الجديدة ...
وسيظل التحالف بين المماليك والدراويش كاتما على أنفاس مصر.
-----------------------
هوامش:
(1) على شاكلة صراع سيف الدين قطز مع ظاهر الدين بيبرس على حكم مصر ، قطز قتل رئيسه عز الدين أيبك ليمسك الحكم ، بعدها قتله صديقه بيبرس ليصعد هو للحكم .
(2) ثم أعلن أفراد شجعان من الجيش المصري الانضمام إليها يوم 8 أبريل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س