الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقررات قمة الأحزان

علي لطيف الدراجي

2011 / 4 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


كثر الحديث عن القمة وليس عن التي احبها كما قال الفنان(كاظم الساهر) وكثرت معها الأقاويل والأمنيات والتحليلات وانشغلت معها الصحافة في مواضيعها التي لاتغني من جوع حيث يبحثون عن اهداف القمة والنتائج التي ستتمخض عليها ومن الذي سيحضرها وغيرها من حكايات القمة ومفاجأتها،وكل ذلك تزامن مع صرخة الشعوب العربية التي دوت الأوطان وتلاعبت بأفكار القادة العرب ومخططاتهم وامالهم في الخلود الى مالانهاية،فبعضهم ارتفع لديه السكر والضغط والبعض الأخر(مش لاحق على بطنو) وهناك من التزم الصمت واكتفى بالتفرج على الشعب المصري وهو يتقاتل في اجواء ازمته الجديدة ولكن عينه ترنو الى الغد،هذا هو واقع رجالات القمة ورعاة الشعوب العربية الذين لايرون سوى انفسهم والحاشية التي تحيط بهم وهذه هي ابعد بقعة يصل اليها نظرهم في الوقت الذي يرفضون فيه ان يرتدوا نظارة طبية لئلا يقول الشعب(ده عندو اربع عيون وبردو مش شايف !!) وربما يريد ان يحافظ على نضارة شبابهم امام عدسات الكاميرات.
ان واقع مؤتمرات القمة العربية ومنذ ان رأت الجامعة العربية _ كمنظمة اقليمية_ النور وحتى يومنا هذا لايدل على انها منظمة تحمل نفسها شتى المسؤوليات تجاه التحديات التي تواجه الأمة العربية وتجاه النكبات المتواصلة التي ارهقت الأمة العربية واوصلتها الى اسوأ حالاتها،كما انها لم تخرج يوماً ما بقرار يجعله مؤشر يدل على قوة وثبات الدول العربية ووقوفها بوجه قوى الأستكبار التي عاثت بالأرض فكانت اشبه بالسوس الذي ينخر بالعظام، ففي كل مرة تنعقد القمة العربية وتخرج قراراتها من رحم الأمة العربية بعملية قيصرية شاقة نجدها من الوهلة الاولى بأنها قرارات مصيرية والعرب قد اتفقوا نوعاً ما ونعيش في لحظات من الأمل،وما ان عاد الزعماء الى بلدانهم نجد ان القرارات قد رميت في المطارات وبعضهم وضعها في (فريز الثلاجة).
اليوم او غداً ربما ستحتظن بغداد القمة العربية في وقت حرج تمر به هذه الأمة وفي ظرف يبعث على القلق،فكلما تعرضت دولة ما لهزة سياسية عنيفة نجد ان الجامعة العربية تدعو اعضائها لعقد القمة على الفور فيأتي اصحاب الكروش من وزراء الخارجية وفق(اتيكيتات الدبلوماسية) ليحضروا لرؤسائهم بعض النقاط والفقرات والتي باتت من الثوابت او (كوبي) للقمم السابقة الا من بعض الحالات التي تحتاج الى تغيير بسيط.وفي اليوم التالي ياتي (الزعماء العرب) ليتحدثوا عن اشياء سبق وان تناولوها لأنهم عجزوا عن ايجاد الحلول الناجعة لها وباتت هي نفس الموضوعات التي سبق وان ناقشوها في المؤتمرات التي عقدت سابقاً،اذ لايوجد شئ جديد قد توصلوا اليه ولايوجد مخرج لطبيعة الأزمة التي تحيطهم.
هذا هو الوجه الحقيقي للقادة العرب وهذا هذه هي حقيقتهم لذا فإن عرب ماقبل القمة هم انفسهم عرب مابعد القمة،ولكن القمة التي من المؤمل ان تعقد في بغداد سيكون لها شأن اخر وحديث اخر وطعم جديد لأنها ستعقد في مناخ يحمل في طياته رياح التغيير والعديد من التساؤلات عن مستقبل القادة العرب وبلدانهم في ظل التحرك الشعبي الكبير والنداءات التي تعالت بشان الحقوق التي سُلبت من المواطن العربي وحريته التي قُمعت وارادته التي كُبلّت بأغلال السلطة.
ان اجواء قمة بغداد ستكون مميزة لأنها القمة الأولى من نوعها التي ستشهد وجوه جديدة تطأ اقدامها قاعة المؤتمر لأول مرة اضافة الى ان طاولة القمة سوف تزدحم بفكر ستراتيجي اخر يحمله الرؤساء العرب لأنهم سيتكلمون ربما في لحظة تاريخية من عمر الأمة العربية عن الشعب العربي في ظل اصلاحات سياسية ودستورية شاملة واطار جديد لمستقبل ينفتح على الحريات والتعبير والتظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق،ان قمة بغداد سوف تنفرد بقرارات حديثة سوف تخرج من فرن القمة وستكون بمثابة قائمة تحتوي على عدد من ارشادات التخلي التدريجي عن السلطة وانتقالها بشكل لايثير نوعاً من الفوضى التي قد يحتكم اليها البعض عند الضرورة والابتعاد عن جبهة المواجهة واساليب العنف ضد الشعب الثائر تفادياً للفتنة الطائفية والحرب الأهلية،وهذه القرارات ستكون وفق مايلي:
1.نستنكر وبشدة كل ماحصل في البلد(؟) وبشعبه!!!!ونعلن استنكارنا مرة ثانية وثالثة ورابعة وربما خامسة لإننا عرب وتجمعنا روابط تاريخية و ومصيرية مشتركة ولغة ومصالح مشتركة.
2.بعد هذه الجلسة سوف نعود الى اوطاننا كما جئنا سالمين غانمين ونحن دائماً بأنتظار الأزمات والنكبات مهما كبرت او صغرت..لأننا اكبر من اي تحدي يريد النيل منا.
3.ان الأمة العربية العظيمة هي امانة في اعناقنا ونحن امانة في اعناقها وكلنا امانة في اعناق الـ (؟)..نحب امتنا وندافع عنها بأرواحنا ودمائنا.
4.ان الأيام القادمة ستحمل معها بشائر الخيبة والخذلان لكم ايها القادة العرب،يامن تحملتم المشقة وضحيتم بأرواحكم في سبيل جمع الثروات والكنوز والقصور في بلدانكم وفي العواصم الأوربية المختلفة وبنيتم لأنفسكم مستقبلاً مشرق،ودفعتم بشعوبكم وبلدانكم الى مستقبل محرق،واديتم واجباتكم القومية على اتم وجه في تجويع شعوبكم ومصادرة اراداتهم وحرياتهم واخماد جذوة امالهم في العيش في هذه الدنيا لكي تضمنوا لهم الأخرة في جنات الخلد..يجب ان يعرف الجميع بأننا اصحاب فضل كبير على شعوبنا لأننا حجزنا لهم تذكرة الدخول للجنة دون واسطة بعد ان تحملوا وصبروا وعانوا وماتوا في محطات القطار الذي انتظروه لكي ينتشلهم من الموت البطئ الذي يجعلهم يحتظرون عقودا طويلة..نحن لانريدهم ان يشكرونا لأن هذا واجبنا ونحن اديناه على اتم وجه.
5.ايها الزعماء العرب..يارموز هذه الأمة المُتعبة..انتبهوا جيداً و(خدوا بالكو)..يجب ان تكونوا حذرين..عليكم ان تحزموا امتعتكم من الآن وكونوا جاهزين للهروب في اي لحظة..ضعوا فيها اي شئ..الدولارات،الأسترليني،الجواهر،الأوراقالمهمة،الملابس الداخلية،الموبايل،ولااريد ان اذكركم بالجوازات،لأن شهرتكم سبقت اسمائكم وسبقتكم وهي جواز مروركم الى دنيا التقاعد..لاتنسوا اولادكم وزوجاتكم من واحد الى اربعة ولاتسيبوش اي حاجة للشعوب.
6.قبل ان تغادروا بلدانكم القوا نظرة اخيرة من على مدرج الطائرة لمدنها واسوارها واشجارها وشوارعها واشارات المرور واعمدة الكهرباء لأنها سوف تلعنكم الي يوم الدين.
7.ودعوا عاصمتكم وتذكروا كل لحظات الخسة والنذالة التي اقترفتموها بحق شعوبكم وكانت سمة مميزة لكم،ودعوا شعوبكم الذين كانوا الضحية وانتم الجلاد،ودعوا شعوبكم الذين كانوا يرزحون تحت اقدامكم ويبحثون عن الخبز في زمن الطغاة.
8.عندما تصلوا الى ملاذكم توجهوا الى شاشات التلفزيون لتجدوا صوركم تحت اقدام شعوبكم وتجدوها تحترق في كل مكان،سوف ترون الجميع يصرخ ويهلهل ويكبّر وربما يشمتون.
9.لاتفتحوا الراديو رجاءاً لانكم ستنصتون للمذيع وهو يقول ماكنتم تخشون ان تسمعوه.
10.وبعد كل هذا انتم محظوظون..لأنكم سوف تجدون مكاناً خاصاً قد حجز لكم مسبقاً وعليكم ان لاتسألوا من الذي تكرم بهذه الهدية..فقبل الدخول الى نار جهنم اقروأ جيداً الشروط الموضوعة عند البوابة وعندما تتقدموا لاتقروأ دعاء الحفظ لأنكم بمجرد اجتيازكم للبوابة سوف تفاجأون بترحاب لم تحظوا به طيلة فترة جلوسكم على صدور شعوبكم وهو طقم فاخر وخاص لكم تجدوا فيه اضعاف ماقدمتوه للمظلومين من جور وحيف واستبداد.
في الختام اتمنى لكم لحظات مميزة في جهنم التي ذهبتم بأرجلكم اليها(وماظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون)..واتمنى لكم اوقاتاً ممتعة وبئس المقام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك