الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية العلق لفرقة أبناء علولة للمسرح وهران

عقيدي امحمد

2011 / 4 / 23
الادب والفن


عندما أنشئت فرقة أبناء علولة للمسرح كان الهدف الأساسي من وراء هذا الإنشاء هو تقديم كل أعمال علولة عبد القادر المسرحية ، والمتتبع لنشاط الفرقة منذ نشأتها يجد انها قدمت العديد من العروض كالقوال والتي تم عرضها في المسرح الوطني الجزائري بمناسبة سنة الجزائر في فرنسا ولمواصلة المسيرة هاهم من جديد بتجربة جديدة لمسرحية العلق على ركح المسرح الجهوي بوهران متعطش للفن الرابع .
وعندما يصعد الممثلون على خسبة المسرح وينبعث اللحن الجميل الذي يدغدغ عواطف المشاهد وتتسع البؤرة الضوئية المتعددة الألوان لتشمل اكبر مساحة على الخشبة ينبعث صوت الممثلين يبحثون عن الفرق بين البيروقراطية والاستراقراطية .
وكما هوا معروف فإن معظم مسرحيات علولة تتناول قضايا واقعية مستوحاة من أعماق المجتمع الجزائري ، التي يواجهها خلال حياته اليومية وتتميز أعماله التي يطلق عليها اسم المداح والقوال بحسها الساخر من التقاليد السائدة وتقديمها محاكاة تهكمية من الشخصيات التقليدية وإلقاء تعليقات غير متوقعة تثير دهشة المشاهدين وضحكهم وعلى الرغم من جدية مضمون مسرحياته الا أنه يصر على معالجتها بأسلوب كوميدي ساخر يجذب انتباه الملتقى عن طريق عرض الافكار بشكل مبالغ فيه ومثير للضحك وداخل إطار من الاحداث الدرامية المتوالية بسرعة مثيرة للتأمل والتفكير ومن ابرز ما يتمتع به علولة حرفيته وتقنيته العالية المستوى في رسم إطار عام تتحرك داخله شخصياته التي يوظفه جيدا في هجومه على بيروقراطية الإدارة وتوجيهه من خلال ذلك النقد الاجتماعي المباشر لمفاهيم مثل الاستراقراطية ، البرجوازية ، والاشتراكية والشعب الفقير الذي تمثله شخصيات المسرحية والتي يوجه بها رسالة الى هذا العالم الصامت عن الحق وهو يدفعنا للتهكم معه والسخرية من حماقة الادارة وتشبثها بالافكار القديمة البالية ويدعونا للتفكير بطريقة اكثر عملية لتحقيق السعادة .
وتعد مسرحية العلق واحدة من ضمن ما سبق ذكره وخاصة انها تحمل في طياتها قضايا اجتماعية وادارية وسياسية راسخة في أوصال المجتمع منذ سنين تحت شعار ((دهن السيل ايسيل )) وبين هذه السخافات والشعار يجد المواطن البسيط نفسه في حيرة باحث عن كيفية الخلاص ، ربما كان مت الصعب ايجاد حل لمثل هذه التصرفات البسيطة لكن قلم المسرحي عبد القادر علولة تنوال هذه القضايا بحسن الدقة والتفاصيل .
ولم يكتف عند هذا الحد بل ذهب يبحث بالدقة عن ما نسته العقول وخفى عن الأبصار . ومثل هذا النص الزاخر بالأفكار الحادة كل من بن هاشمي ريم ، ميمونة ونوال ، وداودي رمضان ، والعوني احمد وجيلالي فتحي ، وعز الدين حكاك ، مقراوي عبد القادر ، وسيراط رشيد ، ولرجم خير الدين ، حيث عبرو عن الهدف فكرة وجمالا فكان أحكام اللعبة مضمونا وشكلا بإتقان ملحوظ حقق الميزة الأولى لهذا العرض الذي يمكن اعتباره بعد فترة من الزمن شاهدا على انسجام الفريق المسرحي في تقديم فرجة ممتعة ، وجاء هذا العمل بعد تقديمهم للعديد من اعمال علولة ، كالاجواد ويعد في نفس الوقت فرصة لإبراز إمكانياتهم الدرامية وقدراتهم الفنية في مجال التمثيل وحاول المخرج ان يمسك بخيوط الحدث الدرامي وبالتالي إيقاعه فكان أثر التحول من مكان الى اخر ةاضحا في السيطرة على الزمن الممتد عبر مشاهد سريعة دارت على الركح .
ونظر لتجربة الفرقة في اعمال علولة استطاعوا بلورة الفكرة بماهرة لتوصيل نية الكاتب الى الجمهور والمسرحية جاءت باللغة العامية الوهرانية رغم الصراع بين الفصحى والعامية ، هذا الصراع الذي تحول الى جدار سميك يحجب عنا الاهتمام بفنية المسرح وقدرته على ان يشكل حيوية اجتماعية تعطيه اهميته بين النشاطات الإنسانية الإبداعية كافة ولم تكن اهمية علولة في كتابته واعداده للنص تكمن في استخدامه اللغة المحكية بل في انه استطاع الفاظ على الفصاحة الدرامية في الحور الذي وصل الى الجمهور فكانت الأفكار تتجلى بهذه الفصاحة المحكية بصورة تثير التساؤل وهو بحد ذاته يمنح النص أهميته وقدرة في بحيرة التعسف والتعنت والتهجم الاجتماعي وانها لجرأة من الفرقة الفتية ان تتبنى عملا من هذا النوع .
وتأتي مسرحية العلق في الخط المناضل لتوصيل الأفكار والصراعات لى الشعب كشحنا كهربائية تحمل الطاقة الفنية الى بطاريات الإنسان التي لطالما جمدها التقعر والنفاق اللغوي والسكون المكروه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/